شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
هل تلاعبت روسيا بالانتخابات الأمريكية لمصلحة ترامب؟

هل تلاعبت روسيا بالانتخابات الأمريكية لمصلحة ترامب؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 30 نوفمبر 201601:08 م
قبل يومين، كتب الأستاذ في جامعة ميشيغن وخبير سلامة الانتخابات ج. آلكس هالدرمان على مدونّته "الطريقة الوحيدة للتأكّد مما إذا حصل قرصنة إلكترونية غيّرت نتائج التصويت، هي في العودة إلى النتائج والتدقيق فيها، ولن يتحرّك أحد للقيام بذلك ما لم يطالب المرشحون في الولايات المُخترقة بذلك على الفور، ويقدموا عرائض تطالب بإعادة احتساب نتائج التصويت". لا يجزم الخبير الذائع الصيت في الولايات المتحدة بحصول خرق إلكتروني، لكن "الشبهات التي تدور حول الموضوع تقتضي التأكد منها، عبر التدقيق في النتائج، وبشكل مستعجل". أتى تعليق هالدرمان المذكور أعلاه، بعد مشاركته مع خبراء آخرين في مجال القرصنة الإلكترونية والقوانين الانتخابية في إطلاق تحذير، عبر مجلة "نيويورك"، يدعون فيه هيلاري كلينتون للمطالبة بإعادة احتساب التصويت في ولايات ثلاث بشكل أساسي، هي وسكنسون وميشيغن وبنسلفانيا، والتي لديهم شكوك أن نظامها الإلكتروني قد تعرض للقرصنة. بحسب المجلة، أجرى الناشطون اتصالاً مصوراً مع فريق كلينتون، وشرحوا له شكوكهم والمعطيات التي انبثقت منها، وأشاروا إلى أن الفروق بين الولايات التي تصوت إلكترونياً وتلك التي تصوّت يدوياً تثير الريبة. وذكّر هؤلاء أنهم لم ينفكوا يحذرون في السنوات الماضية حول ضرورة مراقبة نتائج الانتخابات بسبب سهولة قرصنة الماكينات الانتخابيّة الأميركية التي تعتمد التصويت الإلكتروني. بموازاة ذلك، أكد موقع "جاست جارد" قيام عدد من نجوم هوليوود بحث معجبيهم، عبر "تويتر"، على ملء الاستمارة التي تدعو لإعادة احتساب النتائج التي يمكن أن تعيد تغيير المشهد الرئاسي الأميركي. بالعودة إلى هالدرمان فقد لمّح مباشرة إلى تدخل روسي قائلاً "باعتبار أن روسيا حاولت التدخل في الانتخابات الأميركية (سواء عبر قرصنة إيميلات جون بودستا، المسؤول في حملة كلينتون أو اختراق مكاتب التصويت…)، وبالنظر إلى سوابق روسيا في اختراق الانتخابات الأوكرانية، ومع اعتبار أن ماكينات التصويت الإلكترونية غير محمية تماماً ويمكن لأي مقرصن "بقدرات مقبولة" أن يدخل إليها، تصبح فرضية محاولة طرف ما قرصنة النتائج الانتخابية والتلاعب بها مقبولة وتقتضي البحث". وفي مطلق الأحوال، يشرح هالدرمان ما قالته السلطات الفدرالية عن مسؤولين روس رفيعي المستوى كانوا قد قاموا باختراق حملة كلينتون في وقت سابق. ويعلّق قائلاً إن الروس طوروا في الفترة الماضية قدرات القرصنة - الهجومية لديهم بشكل كبير. وفي العام 2014، وخلال الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا اخترق الروس الأجهزة الإلكترونية هناك، بينما أعلنت السلطات الأوكرانية عن نجاحها في التدخل خلال اللحظة الأخيرة لمنع قلب النتائج. ويقول هالدرمان إن الأجهزة الأمريكية فيها الكثير من مواطن الضعف التي تجعلها عرضة للقرصنة، وقد تمّ التنبيه لذلك مراراً من قبل خبراء الأمن السيبيري. هؤلاء أشاروا إلى أن ماكينات الاقتراع هي في نهاية المطاف حواسيب ويمكن التلاعب بها وتغيير النتائج، حتى لو لم تكن هذه الماكينات موصولة بالانترنت. في المقابل، ليست معوقات العودة لاحتساب الأصوات يدوياً ما يجعل هذه الخطوة غاية في الصعوبة فحسب، بل واقع أن حملة كلينتون لم تعد تمتلك وقتاً كافياً للطعن في النتائج. في وسكنسون الموعد النهائي اليوم الجمعة وفي بنسلفانيا الاثنين المقبل، أما في ميشيغن فالأربعاء المقبل، في وقت لم يخرج أي تصريح رسمي عن الحملة يؤكد نيتها المطالبة بإعادة احتساب الأصوات. كما أشار موقع "بزنس إنسايدر" إلى أن أحد مستشاري كلينتون قال إن البيت الأبيض يفضّل عملية انتقال سلسة للسلطة ولا يحبّذ قيام كلينتون بخطوة مماثلة. مع ذلك قد لا تكون خطوة كلينتون ضرورية، فقد أعلن "حزب الخضر" عن صرف 207 مليون دولار من أجل تمويل إعادة التصويت في الولايات الثلاث، مؤكداً أهمية الاستقصاء في هذه النقطة قبل انتقال السلطة رسمياً، "كي لا يفقد الناخب الأميركي ثقته بانتخابات بلاده". بحسب هالدرمان، قد لا يتغيّر شيء من خلال هذه الدعوات، ولكن أهميتها تأتي في تعزيز الوعي بشأن مخاطر القرصنة الانتخابية وتدخل دول خارجية في النتائج، وفي العودة إلى الوسيلة الأمثل للتصويت. ويقول إن التصويت اليدوي هو أفضل وسيلة لضمان حرية الشعوب، ففيه لا مجال للخرق أو التعديل أو التلاعب بالسهولة التي يحصل فيها الأمر مع الإلكتروني.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image