بسبب عدم وجود دور سينما تعرض أحدث الأفلام، تلجأ شريحة واسعة من المجتمع السعودي إلى طرق مختلفة ومبتكرة لمشاهدة أفلام السينما. منهم من يستعين بشركات متخصصة للسينما المنزلية لتركيب أفخم صالات العرض المنزلي، بأسعار عالية تصل أحياناً لـ5 آلاف دولار. وتعتمد تلك الشركات على تعطش الكثير من السعوديين للسينما، خصوصاً من يجد منهم صعوبة في السفر لدول مجاورة لقصد دور السينما، لدواعي العمل أو لظروف مادية. بعد تركيب السينما المنزلية، يشاهد عدد كبير من الشباب السعوديين الأفلام بطرق متعددة وملتوية، وأحياناً مخالفة للقانون.
كل ما تحب مشاهدته في العالم الافتراضي
التورنت والتحميل من الانترنت منتشران بشكل كبير بين أوساط الشباب السعودي. تعتمد طرقهم على دخول مواقع بسرعات عالية، وتحميل أحدث الأفلام والمسلسلات العالمية، خصوصاً عند صدورها بتقنية Blueray أو DVD. وهناك المئات من المواقع والمنتديات السعودية التي تساعد المهتمين على اعتماد أفضل الطرق والأساليب لتحميل الأفلام. كذلك يوجد مترجمون متخصصون، يعملون غالباً بشكل تطوعي لترجمة معظم الأفلام والمسلسلات، ونشر تلك الترجمات في مواقع على الانترنت، وعبر شبكات التواصل الاجتماعي. تحميل الأفلام على الانترنت يعد مخالفة قانونية، حسب قانون نظام المطبوعات الذي أصدرته وزارة الثقافة والإعلام السعودية، تحت بند حماية قواعد البيانات، والتي بحسب ما نقل موقع الوزارة، تعمل على حماية قواعد البيانات الأصلية، بفضل انتقاء وترتيب محتوياتها كإبداعات ذهنية. رغم ذلك، فإن التجاوزات عديدة، إذ لا يمكن فعلاً السيطرة على عدد محملي الأفلام لكثرتهم. عدد تحميل الفيلم الواحد الحديث في موقع شهير مثل Utorrent يتجاوز 100 ألف مرة في السعودية فقط. كثيرون، مثل جعفر أحمد، يرون أن موقع Utorrent هو حبيب الشعب السعودي، وربما حتى مخلصهم في تلك الظروف المعيشية الضيقة لشباب يرفضون القيود. غيرت شركات الاتصالات في السعودية شروط استخدام الانترنت اللامحدود في المملكة، وهذا ما شكل موجة غضب واسعة لدى شريحة كبيرة من السعوديين، وقاطع البعض شركات الاتصالات مطالبين بعودة الاستخدام اللامحدود. وبسبب الساعات المحددة لاستخدام الانترنت، لا يستطيع عدد من السعوديين تحميل مجموعة كبيرة من الأفلام في الوقت الحالي، وهذا ما جعل قسماً منهم يتحول للمشاهدة المباشرة من الانترنت، مثل مواقع نيتفلكيس، أمازون، آبل تي في، وغيرها. يقول نصار الفريدي إنه تحول لمشاهدة الأفلام مباشرة على الانترنت، بعد قرار شركات الاتصالات إلغاء الانترنت المفتوح، منها مواقع سعودية وعربية ذات شعبية عالية، وتعرض أفلام حديثة ومجانية مثل موقع سينما فور وعناكب نت. لكن يعيب تلك المواقع كثرة الكوكيز، وأحياناً الفيروسات المنتشرة فيها، والبطء الشديد في الستريم الخاص بعرض الأفلام على عكس المواقع الاحترافية المدفوعة الأخرى.كيفية تبادل الممنوعات
في استفتاء قمنا به على موقع تويتر، سألنا: "كيف تشاهد أحدث الأفلام؟"، ومن 232 مشاركة أتت النتيجة أن 85% من السعوديين يعتبرون التحميل من الانترنت الطريقة الوحيدة لمشاهدة الأفلام. بينما يرى 7% أن السينما في الدول المجاورة هي الطريقة المثالية لمشاهدة الأفلام. وانقسمت البقية بين مشاهدة الأفلام عن طريق القنوات الفضائية أو محالّ الـDVD. ووصلت الأمور إلى لقاءات يتبادل فيها السعوديون أقراص DVD، أو Hard Disk بحجم 2 تيرابايت أو أكثر.الطرق المختلفة وبعض الطرق الملتوية التي يستخدمها السعوديون لمشاهدة الأفلام السينمائية...ولإرشاد الجمهور الكبير المتعطش للفن السابع، عمد بعض الشبان إلى صناعة مقاطع أونلاين لتعليم الناس طريقة تحميل مشاهدة الأفلام بجودة عالية، مثل هذا الشاب: لا تتردد الفتيات أيضاً في مقابلة شباب آخرين للحصول على مجموعة حديثة من الأفلام، برغم كل المعوقات. ويلجأن حتى إلى مواعدة شبان آخرين لمشاهدة الأفلام، مثل نوف التي أكدت أنها لا تتردد في مقابلة شاب كل شهر للحصول على مجموعة حديثة من الأفلام السينمائية. بينما يقول محسن إنه سبق أن قابل فتاة في منزلها لتسليمها أفلاماً متنوعة، وذلك بعد التواصل عن طريق أحد مواقع السينما على الانترنت. اتصلت به وطلبت منه لقاءها في منزلها، فسلمها بريبة وتوتر مجموعة كبيرة من الأفلام من دون مقابل، "لأن ما يجمعنا" حسب تعبير محسن "هو حب السينما". تكاد محالّ الـDVD تنقرض في السعودية، بسبب انتشار تحميل الأفلام عن طريق الانترنت، فتحول الكثير من محال بيع أفلام الـDVD، لبيع Hard Disk يتضمن أبرز الأفلام الحديثة المترجمة. عدد من المهتمين بمشاهدة أحدث الأفلام يذهبون أيضاً إلى مقاهي الأرجيلة، لمشاهدة الأفلام الأجنبية وأحياناً المصرية. ويقصد البعض منهم للذهاب مقاهي مخصصة لعرض أفلام "الشوتايم"، لأن تلك الأفلام لا تتعرض لمقص الرقيب، وبالتالي تصبح المشاهدة أكثر متعة لديهم. في المقابل، مال بعض المقاهي إلى إلغاء خاصية الاشتراك في الشوتايم، بسبب شكوى عدد من الزبائن من عرض مشاهد جنسية غير لائقة حسب وصفهم لها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع