يستدعي المصريون باستمرار ذكرى هدف "مجدي عبد الغني" اليتيم في مونديال 1990، ضد المنتخب الهولندي، ومن ضربة جزاء. وهي الذكرى التي باتت ممزوجة بالكثير من الشجن والسخرية، ويستخدمها المصريون في حالة وقوع أي حدث مهم في مصر، عبر الإشارة إلى أن ذلك الحدث "يجب أن لا ينسينا هدف مجدي عبد الغني في كأس العالم".
ولكن للتاريخ كلمة أخرى، فهناك مصري آخر، هو أول من قام بالتهديف في كأس العالم، وسجل هدفين لا هدفاً واحداً، كما كان أول عربي وأول أفريقي يحرز أهدافاً في كأس العالم.
حكاية المهاجم المصري عبد الرحمن فوزي
يقول موقع تاريخ بور سعيد إن فوزي ولد في المدينة يوم 25 مايو 1911، وبدايته مع كرة القدم كانت من مدرسة بورسعيد الابتدائية. حينها لعب مع فريق النيل في بورسعيد 3 سنوات، وكان يقوده فوزي للعب ضد فرق المدارس الأخرى. ثم انتقل إلى المدرسة الثانوية، وكون فريقاً يحمل الاسم نفسه، وكان نادياً للطلاب فقط من كل المراحل الدراسية، ومن مختلف المدارس. وبعد سنتين، أصبح للنادى صيت لا بأس به، وبات قادراً على إمداد الأندية الأخرى بعدد من اللاعبين. انضم فوزي إلى نادي الشبان عام 1924، قبل الالتحاق بصفوف المصري البورسعيدي عام 1926، وكان أحد أبرز لاعبي جيله، ومن أصحاب المهارة والسرعة الفائقة. ما لا يعرفه كثيرون أن النجم البورسعيدي لعب لموسم واحد في النادي الأهلي، إذ سجّل هدفاً في مرمى الأهلي لمصلحة فريقه النادي المصري عام 1931، من قذيفة بعيدة المدى، فسعى الأهلي لضمه إلى صفوفه. ونجح بالفعل مصطفى كامل منصور، حارس النادى الأهلي حينها، الذي كان طالباً في السعيدية الثانوية، بأن يقنعه بالانتقال من بورسعيد إلى السعيدية بالقاهرة. وافق فوزي ولعب مع الأهلي موسم عام 1932، قبل أن يعود إلى المصري، بعد خلافات كبيرة بين الفريقين. ويحكى عنه أنه كان يلفت الأنظار إليه بقوة تسديداته التي اشتهر بها، وكان يتدرب عليها منفرداً قبل المباريات، بوضع إحدى الكرات في بركة من الماء لساعات طويلة، يخرجها بعدها ليجدها ثقيلة، ووزنها ضعف وزنها القانوني، فيتدرب عليها لتقوية عضلات قدميه، وبعدها يتدرب على الكرات العادية، فيجدها خفيفة جداً ويسجل العديد من الأهداف.هل تعرفون أن أول هداف عربي في كأس العالم مصري الجنسية، وقد سجل هدفين لا هدفاً واحد في كأس العام 1934انضم إلى منتخب مصر الذي شارك في تصفيات كأس العالم 1934، وفي المونديال مع المدرب الاسكتلندي الشهير جيمس ماكريا. [caption id="attachment_77693" align="alignnone" width="1024"] الفريق المصري عام 1934[/caption] كما لعب عبد الرحمن فوزي دور البطولة المطلقة في تأهل المنتخب المصري لنهائيات كأس العالم 1934 في إيطاليا، فواجه فريقه منتخب فلسطين في التصفيات، ونجح في التغلب عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة 7 - 1 في القاهرة، و4 - 1 في القدس. ونجح عبد الرحمن في إحراز جميع أهداف الفراعنة في المباراتين بمعدل 11 هدفاً. وفي تاريخ لن تنساه جماهير الكرة المصرية، 27 مايو 1934، لعبت مصر أولى مبارياتها في مواجهة منتخب المجر القوي في ذلك الوقت في مدينة نابولي الإيطالية. وكان المصري في هذا اللقاء، مكوناً من مصطفى كامل منصور وعلي كاف، وحميدو تشارلي، وحسن الفار، وإسماعيل رأفت، وحسن رجب ومحمد لطيف وعبد الرحمن فوزي، ومختار التتش ومصطفى كامل طه ومحمد حسن. وفي الدقيقة السابعة من اللقاء، تقدمت المجر بهدف عن طريق اللاعب بال تيليكي، ثم أحرزت الهدف الثاني في الدقيقة 31 من عمر اللقاء، عن طريق اللاعب جيزا تولدي. لكن سرعان ما تداركت مصر الأمر، وأحرزت هدفاً عن طريق اللاعب عبد الرحمن فوزي في الدقيقة 35، ثم حققت فوزي المفاجأة وأحرز هدف التعادل في الدقيقة 39، لينتهي الشوط الأول بتعادل المنتخبين 2/2. https://m.youtube.com/watch?v=6hOmLDPPUMM لكن، في الشوط الثاني كثفت المجر من ضغطها الهجومي، وكان لها ما أرادت بإحراز هدفين آخرين، لينتهي اللقاء بفوز منتخب المجر بأربعة أهداف مقابل هدفين. وبذلك خرجت مصر من المونديال الذي كان يدار بنظام خروج المغلوب. ويذكر أن فوزي نجح في هذه المباراة في تسجيل الهدف الثالث، بعد مراوغة كل من قابله من لاعبي المنتخب المجري، ولكن حكم اللقاء الإيطالي رينالدو، ألغى الهدف بداعي التسلل وسط دهشة 9000 آلاف متفرج. وبرغم الخروج المبكر لمنتخب مصر من البطولة، فقد تصدر فوزي اختيارات اللجنة المنظمة لفريق العالم في مركز الجناح الأيسر. بعد المونديال، انتقل فوزي إلى صفوف المختلط، الذي تحول اسمه إلى فاروق بعد ذلك، ثم الزمالك في وقتنا الحالي، عام 1935. وبقي فيه حتى اعتزاله في موسم 1947، ليتجه إلى التدريب، ويتولى القيادة الفنية لنادي فاروق (الزمالك) بين عامي 1947 و1956. كما تولى فوزي تدريب منتخب مصر لشهور قليلة قبل أن يتولى تدريب غزل المحلة، ليغادر مصر إلى تدريب المنتخب السعودي بين عامي 1957 و1962، ويعود إلى مصر مجدداً ويتولى تدريب السكة الحديد حتى العام 1975. وفي 16 أكتوبر 1989، توفي عبد الرحمن فوزي عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع