وضع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نفسه في موقف محرج جداً، خلال قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في الصين يومي 4 و5 سبتمبر الجاري. أصرّ السيسي على إلقاء التحية على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فكان مادّة دسمة لسخرية رواد مواقع التواصل أمس. حاول الرئيس المصري أكثر من مرّة مصافحة أوباما المنشغل بالحديث مع عدد من الرؤساء، قبل أن يتدارك وجوده ويتصافحا ليغادر الرئيس الأميركي سريعاً مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من دون النطق بأيّ كلمة. لكن المهم، فاز السيسي بمصافحة أوباما أخيراً!
هل تجاهل أوباما السيسي أم أن الأخير أصرّ على إحراج نفسه؟ أسئلة كثيرة طرحت على مواقع التواصل الاجتماعي التي حوّلت الرئيسين إلى نجميّ القمّة، لتطغى السخريّة من موقف السيسي المخجل على مجريات القمة، وما دار حولها من تحليلات، أبرزها إمكانية تفاهم أمريكي - روسي حول الأزمة السورية. وانشغل البعض بالمقارنة بين أهمية الرؤساء في القمة، ففي الوقت الذي تجاهل فيه أوباما السيسي، كان رؤساء العالم يتهافتون لإلقاء التحيّة على الرئيس التركيّ رجب طيّب أردوغان.
وكانت السخرية من السيسي، سبقتها موجة سخرية من حارسه الذي سأل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن كان في هاتفه الجوّال كاميرا، فيجيبه كيري بنعم.
ليس السيسي أوّل وربّما لن يكون آخر رئيس أو شخصية سياسية، تضع نفسها في موقف حرج، إمّا جهلاً بالبروتوكول، أو للعجز عن تدارك المواقف الصعبة. فمن هي الشخصيات العربيّة والأجنبية التي حوّلت نفسها إلى مادّة للسخرية في مواقف مماثلة؟
عبد الفتاح السيسي
بعد موقفه مع الرئيس أوباما في قمّة العشرين، سيكون من غير المنصف تجاهل الموقف نفسه الذي تعرّض له السيسي سابقاً في فبراير الماضي. فقبل أن يبدأ بإلقاء كلمته أمام البرلمان الياباني، مدّ يده لمصافحة رئيس البرلمان الذي لم ينتبه للأمر وأدار ظهره وابتعد، ليضحك السيسي ويلقي كلمته.فرانسوا هولاند
قد يكون الرئيس الفرنسي صاحب الحظ الأسوأ في مصافحة الرؤساء والشخصيات، إذ التقطته عدسات الكاميرا مرّات عدّة وهو يحاول مصافحة من بجانبه، من دون نتيجة. الرئيس الذي لطالما وصفه روّاد مواقع التواصل الإجتماعي بـ"تعيس الحظ"، انتقده الإعلام الفرنسي بشدة لهفواته المتكررة خلال اللقاءات السياسية، كيف لا وهو من ظهر كالضائع لا يعرف كيف يتحرّك وكيف يلتزم بالبروتوكول أثناء وجوده مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارته الأولى لألمانيا، بعد توليه منصب الرئاسة.حيدر العبادي
لم يكن السيسي أوّل شخصيّة عربيّة يتجاهلها أوباما، إذ سبق وتعرّض رئيس الوزراء العراقي للموقف نفسه، خلال قمة قادة الدول السبع الصناعية الكبرى في شهر حزيران الماضي. جلس العبادي إلى جانب أوباما المشغول بالحديث مع مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغعارد، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي. وقف أوباما من دون أن ينظر إلى العبادي الذي وقف بدوره وانسحب سريعاً. &spfreload=10 رصيد العبادي في المواقف المحرجة كبير، بحيث التقطت عدسات الكاميرا صورة له وهو يقوم بضبط بنطاله. ولاقت هذه الصورة سخرية وانتقادات عارمة على مواقع التواصل الاجتماعيّ لأن ما قام به لا يليق بشخصية مرموقة.ليس السيسي أوّل ولن يكون آخر رئيس أو شخصية سياسية تضع نفسها في موقف حرج
جلسة من الضحك على المواقف المحرجة للرؤساء...
محمد مرسي
لم تكن صورة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وهو ينظر الى الساعة مستعجلاً الرحيل خلال مؤتمر صحافي جمعه بالمستشارة الألمانية الأكثر حرجاً، بل فيديو مصوّر له يظهر فيه وهو يلمس مطولاً عضوه الذكري، خلال لقاء مع رئيسة الوزراء الأستراليّة جوليا جيلارد، أثناء زيارته الأولى إلى الأمم المتحدة في أيلول 2012. لتتصدّر "فضيحة" مرسي الإعلام العالمي ومواقع التواصل الاجتماعي لأيام عديدة.باراك أوباما
أحرج باراك أوباما كثيرين، لكنه تعرّض أيضاً لمواقف محرجة كثيرة التقطتها عدسات الكاميرا. من ينسى صور الرئيس العفوي وصاحب الشعبية الكبيرة عالمياً، وهو يلتقط سلفي مع إمرأة بوجود زوجته ميشيل الممتعضة والغاضبة؟ أو صورته وهو ينظر إلى جسد إمرأة بتركيز كامل وإلى جانبه الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ضاحكاً؟ ولكن الحادثة الأشهر له، كانت خلال زيارته إلى كوبا في مارس الماضي، وهي أوّل زيارة لرئيس أميركي منذ 88 عاماً. فحين عمد أوباما إلى وضع يده على كتف الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، وهو تقليد يقوم به عادةً بعد مؤتمراته الصحفيّة مع نظرائه، قام الأخير بإزالة يده ورفعها عالياً، في رسالة واضحة له بأنّ الزيارة لا تعني "الصداقة". وهو الموقف الذي وصفته الصحافة العالمية بـ"أكثر المواقف حرجاً" التي تعرض لها أوباما طوال فترة رئاسته.بشار الأسد
لم تثنِ الحرب السورية الأسد عن عادته بالمشاركة في صلاة عيد الفطر كل عام. فانتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي خلال عيد الفطر العام 2012، للرئيس السوري وهو ينتهي من صلاته قبل أن ينهي الإمام ذلك، خلال صلاة الجماعة، ما يعتبر محرّماً في الدين الإسلامي. ذلك ما اعتبره اختصاراً للوقت خوفاً من تعرّضه لعملية اغتيال، واعتبره البعض الآخر خطأً غير مقصود. &spfreload=10سيلفيو برلسكوني
أقدم رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني على تقبيل يد الرئيس الليبي السابق معمّر القذافي خلال القمة العربية التي انعقدت في ليبيا العام 2010، لتوثق عدسات الكاميرا بالفيديو هذه اللحظة التاريخية. ومن جهته، فضّل صاحب قبلة اليد، أخذ قيلولة على مشاهدة العرض العسكري بمناسبة الذكرى 150 لتوحيد إيطاليا في العاصمة روما في يونيو 2011.حسني مبارك ومحمود عباس وسعد الحريري
قد تكون أكثر الهفوات التي تسقط فيها الشخصيات السياسية العربيّة هي خلال خطاباتهم، حتى تكاد تظنهم لا يفقهون من اللغة العربيّة شيئاً، أو ينشغلون خلال المؤتمرات بالتفكير بأمور أخرى لا تمتّ بصلة إلى خطابهم. قد يتحوّل الرئيس بشار الأسد إلى رئيس لـ"السودان" فجأةً، بحسب الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي قال في إحدى القمم العربية "نشكر الرئيس بشار الأسد رئيس جمهورية السودان الشقيق على كلمته". أمّا الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، فقام بتقديم التهنئة للرئيس المخلوع "حسني مبارك" على توليه الرئاسة بدل تقديمها لـ"محمد مرسي"، خلال القمة الإسلامية سنة 2013. أمّا "القاموس العربيّ الشامل" في السياسة اللبنانية، فهو رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي يخطىء دائماً باللغة العربيّة أثناء خطاباته، لكن الحادثة الأشهر له ويتداولها اللبنانيون إلى اليوم على مواقع التواصل الإجتماعي، هي تلعثمه المطوّل وأخطاؤه الكثيرة خلال إلقاء كلمة في البرلمان اللبناني سنة 2009. ركِّب على تلك الكلمة شريط فيديو، تتداخل فيه مقاطع منها، مع مقطع مضحك للراحل سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت.أنجيلا ميركل
المستشارة الألمانية صاحبة أقلّ الهفوات أمام وسائل الإعلام، وتُعرف بإتقانها بروتوكولات اللقاءات السياسية. لكن يبدو أنها كانت متعبة جداً، حتى اضطرت إلى النوم خلال فعاليات افتتاح قمة "آسيا ـ أوروبا" السابعة في العاصمة الصينية بكين خلال شهر أكتوبر 2008. فانتشرت لها صورة وهي مستسلمة للنوم.معمّر القذافي
بالرغم من مرور أكثر من 4 سنوات على مقتله، يُعدّ القذافي من أغرب الشخصيات العربية التي مرّت في تاريخنا المعاصر. فإضافة إلى مواقفه الغريبة وأفكاره المضحكة واعتياده الصراخ أثناء القمم العربيّة، كان أغرب موقف له هو رميه نسخة من ميثاق الأمم المتحدة على الأرض أثناء إلقاء كلمته خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2009، وذلك بعدما تحدث صاحب "الكتاب الأخضر" لساعة ونصف الساعة (الوقت المخصص للحديث كان 15 دقيقة فقط)، ممّا استدعى ضحك الحضور واستهزائهم.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...