الفقر في إسرائيل: من سرقة الطعام إلى الاقتصاد في الاستحمام
الجمعة 19 أغسطس 201610:13 ص
في مطلع العام الجاري، نشرت منظمة الدول الغنية "OECD" تقريراً حول حالة الفقر في الدول الأعضاء فيها، من بينها إسرائيل. وكشف التقرير أن عدد الفقراء في إسرائيل نحو 1،709،300 شخص، ما اعتبرته المنظمة أعلى نسبة بين دول العالم الغربي.
الأرقام تتحدث
وتشير المعطيات إلى أن نحو 444 ألفاً و900 عائلة، بينها نحو 776 ألفاً و500 طفل يعانون من الفقر داخل إسرائيل، التي جاءت في المرتبة الثانية في قائمة الأطفال الفقراء بين دول الـOECD. وتعتبر قطاعات العرب والحريديم في المجتمع الإسرائيلي، من أكبر القطاعات التي تتأثر بالفقر، وينتشر بينها بصورة كبيرة، تصل إلى نحو 50% بحسب ما ذكرت صحيفة معاريف في بداية عام 2016، وارتفعت هذه النسبة في المجتمع العربي بإسرائيل من 51.7% عام 2013 إلى 52.7% عام 2014. وفي المجتمع الحريدي، نحو ثلثي الأطفال يعيشون في حالة فقر، و54.3% من الأسر تعيش تحت خط الفقر. أما المجتمع اليهودي بشكل عام، فارتفعت نسبة الفقر فيه من 20% عام 2013 إلى نحو 21.6% عام 2014، بحسب صحيفة معاريف. وبلغت نسبة الفقر بين عائلات المسنين 23.1%.العجائز والفقر
في تحقيق تلفزيوني أعدته القناة الثانية الإسرائيلية حول معيشة المسنين الفقراء في إسرائيل عام 2014، ورد أن الآلاف منهم يعيشون بلا مصدر دخل، ويواجهون واقعاً صعباً من خلال الاعتماد على المعاش البسيط الذي تقدمه لهم مؤسسة الضمان الاجتماعي. ويزداد وضعهم خطورة خلال فصل الشتاء، إذ لا يمتلكون المال اللازم لدفع ثمن التدفئة أو شراء الأغطية والأدوية. ونقلت القناة عن مسنة إسرائيلية تدعى جيلا قولها: "تحطم باب منزلي بفعل الأمطار، ولا أملك المال اللازم لإصلاحه. نشعر أن الدولة تخلت عنا عندما شخنا وكبرنا في السن". جيلا (70 عاماً) تعيش بمبلغ 2000 شيكل، أي ما يعادل 500$، هو مجموع معاش الضمان الاجتماعي ونفقة الإعاشة من زوجها، الذي ألقى بها في الشارع بعد بلوغها سن 67 عاماً. تضيف: "أعيش في كوخ من الجص، وبسبب الأمطار، التوى الباب، وأنا محبوسة بالداخل كالعادة، وفي الشتاء عندما تكون الرياح قوية، لا يكون لدي ما يسترني ويحميني منها، وجل ما يمكنني فعله هو الصلاة والدعاء".الاقتصاد في الاستحمام
وبسبب حالة الفقر، وارتفاع الأسعار، يلجأ بعض المسنين في إسرائيل إلى الاقتصاد في الاستحمام، لتوفير المال اللازم للمعيشة. يقول أهارون وجاليت، وكلاهما تخطى الـ60 عاماً، إنهما يعيشان بنحو 4000 شيكل (نحو ألف دولار) شهرياً، يحصلان عليها من الضمان الاجتماعي. وتعاني جاليت من آلام في الفقرات القطنية، وتضطر للتحرك بواسطة عكازين، لكن لسوء حظها انكسر أحدههما، ولا يمكنها توفير 80 شيكلاً (20$) للحصول على عكاز جديد.أعلى نسبة فقر بين دول العالم الغربي موجودة في إسرائيل
أكثر من 50% من المجتمع العربي والحريدي في إسرائيل يعيش في فقر، مقابل 20% فقط في المجتمع اليهودي بشكل عامويضيف الزوجان في تصريحات للقناة الثانية الإسرائيلية: "نضطر للاستحمام مرة واحدة في الأسبوع لترشيد النفقات، وننام على سرير تبرز أخشابه من على الجوانب، ما يؤدي إلى إصابتنا بأوجاع، ونتدثر بغطاء رقيق لا يحمينا من البرد، ولا يمكننا العناية بأسناننا التي تساقط معظمها".