شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
حقيبة عربيّة خطيرة في شوارع برلين

حقيبة عربيّة خطيرة في شوارع برلين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 17 أغسطس 201607:39 م
ما الذي قد يشعر به مواطن أوروبي أو أميركي، يعاني من رهاب العرب والمسلمين، حين يصادف عابر سبيل في المترو، وهو يحمل حقيبة ممهورة بشيفرة عربيّة غير مفهومة؟ هل يتصل بالشرطة؟ هل يخاف ويبتعد راكضاً عن المكان؟ مع تفاقم حالة الجهل والكراهية تجاه كل ما هو عربي في عدد من الدول الغربية من جهة، وتصاعد الجرائم الإرهابية المرتكبة تحت مظلّة الدين من جهة أخرى، قد لا تكون الاحتمالات السابقة بعيدة عن الواقع. تضاف إلى السياق جرائم القتل المتنقلة لعرب ومسلمين، وحوادث طردهم من الطائرات لأنهم يقولون "انشالله" أو لأنهم يقرأون كتاباً عن سوريا، لتؤكد أن حمل حقيبة كتب عليها بالعربية في برلين يحتوي على مجازفة كبيرة.
"لا يوجد أي هدف لهذا النص إلا نشر الرعب في نفوس من يهاب اللغة العربية"... من يتجرأ ويحمل هذه الحقيبة؟
كل هذه الأسئلة تتبادر إلى الذهن، مع انتشار صورة التقطها الصحافي نادر الصراص في مترو برلين أمس، لشاب يحمل حقيبة كتب عليها: "لا يوجد أي هدف لهذا النص إلا نشر الرعب في نفوس من يهاب اللغة العربية". نشر الصراص الصورة على فيسبوك، ونالت حتى الآن أكثر من 17 ألف لايك، ونحو 9 آلاف مشاركة. كما انتشرت بكثافة على تويتر بين ناشطين عرب وأجانب وجدوا في طرافة الرسالة الممهورة على الحقيبة، انتقاماً لهم من كل الأفكار المسبقة والتنميطات السائدة عن العرب ولغتهم.
يعود تصميم الحقيبة الخطيرة إلى استوديو "حجر ورقة مقص" في حيفا الذي أطلقها في أبريل الماضي. وفي السياق الفلسطيني، تبدو رسالة الحقيبة موجهة للمستوطنين ممن تزعجهم رؤية حروف عربية في الفضاء العام. وقال مؤسسا الاستوديو سناء جمالية (29 عاماً) وهيثم شارل حداد (27 عاماً) في حديث لموقع  راديو "أس بي أس" الأسترالي، أن تصميم الحقيبة لم يأتِ من باب الإعلان عن موقف، بل "لأنّها لغتنا، وجزء من هويتا، وبالتنالي يجب أن تكون جزءاً من المشهد العام". خلال الأشهر الماضية، حققت الحقيبة شهرة على مواقع التواصل، خصوصاً بعدما أعجب بها مغنّي فرقة "مشروع ليلى" حامد سنّو، وطلب الحصول عليها. واليوم عادت صورها لتنتشر بكثافة على مواقع التواصل، وتحظى بالكثير من ردود الفعل الايجابية ليس فقط بين العرب، بل بين صحافيين وناشطين أجانب منهاضين لخطاب العنصرية. ويبدو أنّ الحقيبة وصلت إلى برلين من خلال مشاركة استوديو "حجر ورقة مقص" في حدث ثقافي بعنوان Pariah #1 الذي ينظّمه "يساري إسرائيلي" مقيم في العاصمة الألمانية. وتسبّب اللقاء بجدل على مواقع التواصل، مع أخذ بعض الناشطين العرب مسافة نقدية من الحدث ومنظّمه. وانتقدت المدوّنة والإعلامية الفلسطينية المقيمة في برلين عبير قبطي الحدث عبر مدوّنتها، وكتبت أن صاحب الفكرة اختار تنظيم لقاء حول الثقافة العربية "لأنها مربحة وعلى الموضة". ووصفت المبادرة بأنها نوع من الاستيلاء الثقافي، وتلميع لصورة المحتل تحت غطاء "اليسار". وكتبت: "يحاول عدد من الإسرائيليين الذين ينتقلون للعيش في برلين خلق صورة عن وجود تعايش بين الإسرائيليين والعرب، وأن الحياة جميلة، وذلك تماماً ما لا يجب أن يتجنّب اسرائيلي "يساري" فعله".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image