العمليات العسكرية الدائرة في شمال وغرب العراق، والتي تحتوي على منافذ حدودية، فتحت الباب على مصراعيه أمام السلع والمنتجات الإيرانية، التي لم تكن غائبة بشكل كبير عن السوق العراقية. وهذا ما جعل نسبتها تصل إلى نحو 60% من مجموع السلع المتوفرة في السوق، لتثير تساؤلات كثيرة لدى المواطنين والمختصين عن سبب حجم هذه السلع ومدى تأثيرها على المنتج العراقي.
مواطنون ومستوردون: البضائع الإيرانية سدت حاجتنا وبعضها غير جيد
محمد حنون (41 عاماً)، من سكان منطقة الشعب شمال بغداد، يؤكد لرصيف22 أنه قبل عام 2014، أي قبل دخول تنظيم داعش إلى محافظات العراق، كانت هنالك سلع مختلفة من تركيا وإيران والسعودية والكويت وسوريا والأردن. يقول: "لكن بعد يونيو 2014، لوحظ أن الأسواق تمتلئ بالبضاعة الإيرانية، خصوصاً المواد الغذائية، حتى بتنا ننسى المنتجات الأخرى". ويضيف: "السلع والمنتجات الإيرانية، غالبيتها غير جيدة، على رغم رخص أسعارها. لكننا مضطرون أن نقتنيها لأنها المتوفرة الآن في السوق". عبد العظيم الساعدي، مستورد، يوضح لرصيف22: "كنا نستورد سلعاً مختلفة كمواد غذائية وكهربائية وحتى مواد احتياطية، ومواد البناء، من دول كتركيا والسعودية والكويت ومصر والصين وغيرها. وكنا ندخلها عبر المنافذ الحدودية الشمالية، كمنافذ إقليم كردستان، ومنفذ الخليل الحدودي مثلاً، ثم عبر مدينة الموصل، ونصل بها إلى بغداد ونوزعها على بقية المحافظات". ويضيف الساعدي: "بعد الأحداث الأمنية التي جرت في يونيو 2014، أغلقت تلك المنافذ وأصبح إدخال المواد صعباً، لذا توجهنا إلى المنافذ الجنوبية. وهي عبارة عن موانئ بحرية، وكان علينا استخدام البواخر لنقل بضاعتنا، وهذا بات يكلفنا كثيراً. وإذا توجهنا إلى المنافذ الشرقية، وهي المطلة على إيران، أصبح لزاماً علينا أن ندفع الضريبة مرتين في إيران والعراق، ما تسبب بخسائر لنا، فلم يبق من خيار سوى استيراد السلع الإيرانية لأننا نبحث عن الربح". واتهم صادق عودة شخصيات متنفذة في الدولة العراقية بعرقلة دخول البضائع "غير الإيرانية". ويقول: "نستورد بضائع من الصين والسعودية ومصر وغيرها وندخلها عبر منافذ الجنوب والشرقية من البلاد، لكن نفاجأ بعراقيل وروتين، يمنع دخولها. ويحدث تأخير متعمد، على عكس ما نجده مع البضائع الإيرانية التي تدخل بسرعة من دون عراقيل. وما لاحظناه ولمسناه، أن هناك شخصيات متنفذة في الدولة تدعم البضاعة الإيرانية وتريدها أن تسود في السوق العراقية".لجنة الاقتصاد النيابية: تحذر من غزو السلع الإيرانية
عضو لجنة الاقتصاد في مجلس النواب النائب نجيبة نجيب، حذرت من سيطرة السلع الإيرانية على السوق العراقية، مؤكدة لرصيف22 أن غياب الرقابة على الحدود وانشغال الدولة بالوضع الأمني كان فرصة للتجار الإيرانيين أن يضعوا قدمهم بشكل كبير في السوق العراقية، وهذا مؤشر خطير تتحمله وزارة التجار لأنها المعنية بمراقبة السوق.60% من مجموع السلع المتوفرة في الأسواق العراقية اليوم إيرانية الصنع، وتساؤلات حول أسباب هذا الفيض...ودعت نجيب الحكومة إلى تشكيل لجنة لمتابعة السلع المستوردة وتقييمها مقارنةً مع ما ينتج في العراق، لأن المنتجات المستوردة سواء الإيرانية أو غيرها، تسببت بخسائر كبيرة على المنتج الوطني وجعلته يتراجع حتى أصبح لا يشكل سوى 6% من مجمل السلع والمنتجات الموجودة في السوق العراقية.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياميخلقون الحاجة ثم يساعدون لتلبيتها فتبدأ دائرة التبعية
Line Itani -
منذ 5 أيامشو مهم نقرا هيك قصص تلغي قيادات المجتمع ـ وكأن فيه يفوت الأوان عالحب
jessika valentine -
منذ اسبوعينSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع