خلال الأسبوع الماضي، دارت أبرز النقاشات السياسية-الأخلاقية بين السوريين حول قضيتين: معركة حلب وتسميتها، وسحل جثث الطيارين الروس على يد "الأهالي" والقوى العسكرية المسيطرة، كما أظهرت بعض الصور.
وتوزّع السوريون في قراءتهم لكل من الحدثين بين مؤيدين لما حصل ومنتقدين له، وسط تخوّف كبير من أن يؤدي غياب الوعي إلى تكريس ثقافة الانتقام، وهذا ما يشكل خطراً على أي تصوّر ممكن لمستقبل سوريا.
فعلى إيقاع هذين الحدثين الرئيسيين، برّر العديد من المثقفين السوريين الفاعلين في الشأن العام المشاهد والأفكار اللاإنسانية.
Nisrine-Traboulsi
وفي المقابل، لم تقف حالة صفحات الموالين للنظام عند حدود انتقاد السحل، بل طالب بعض الموالين بإزالة محافظة إدلب عن الخارطة، انتقاماً لمقتل الطيارين الروس.
فغرّد الصحافي سرجون هدايا بالقول:
قلة قليلة حافظت على توازنها واعتبرت أن "ما يفعله الطرفان من تجاوزات خاطئ ومدان" ولا يصبّ في مصلحة السوريين. ومن هؤلاء عضو الهيئة العليا للتفاوض يحيى القضماني.
Yahiya-Al-Kadmani
Ghassan-Al-Mafleh-2
ولكن عن حادثة سحل الطيارين الروس قال:
Ghassan-Al-Mafleh
ووصف الكاتب رستم محمود حادثة عفرين بأنها فعلٌ شائن وحقير.
Rustum-Mahmoud-2
لا بل شعر بأنه مضطرّ إلى التبرؤ من هذا الفعل كونه كردياً:
Rustum-Mahmoud-3
ولكن في المقابل، وتعليقاً على سحل الطيارين الروس، اعتبر "أن شفاء الغليل أمر إنساني جداً".
Rustum-Mahmoud
Ghassan-Abboud
Hakam-Al-Baba-2
وذهب أبعد من ذلك إلى الدعوة إلى التخلي عن أخلاقيات الحرب:
ولكنّ بعض المعارضين اعتبر أن اختيار التسمية لهجوم فك الحصار عن حلب هو "اغتيال للثورة".
انشطار المجتمع
وتوزّعت المواقف حول التنكيل بجثث الطيارين الروس الذين أُسقطت مروحيتهم، على فئتين إحداهما مؤيدة للسحل وأخرى منتقدة له، فيما كان صوت العقل هو الأضعف. وبرّرت الفئة الأولى تأييدها للمشهد البشع بأن روسيا تقصف الشعب السوري. وقالت الصحافية السورية نسرين طرابلسي:

ازدواجية تجاه الإجرام
برر الكثير من "المثقفين" السوريين مشاهد السحل في إدلب، باعتبار أن الأهالي يعيشون تحت قصف أولئك الطيارين. هذا مع العلم أن الصور بيّنت أعداداً كبيرة من المسلحين المنتشرين حول مكان الطائرة الروسية، وما كان نسب الأمر إلى "الأهالي" إلا توريطاً لهم. ولكن مقارنة موقف "المثقف" المهلل للمشهد الإدلبي بموقفه من حادثة استعراض المقاتلين الأكراد لجثث قتلى المعارضة المسلحة في عفرين، في ريف حلب، على شاحنات والتجوّل بها في الشوارع، وهي حادثة بشعة وقعت قبل أشهر وأثارت سجالاً أخلاقياً، هذه المقارنة تكشف عن تناقض كبير. فالمعارض السوري غسان المفلح انتقد عرض الجثث في عفرين آنذاك، معتبراً أنه "كرنفال جرائمي" ليس من شيم الأكراد.




المثقفون انساقوا خلف الشارع
واعتبر علاء الزيات، المدير التنفيذي لتحالف "تماس"، أن المثقفين انساقوا خلف الشارع، وباتوا يرون الأمور ليس بعين النخبة بل بعين الناس العاديين، مضيفاً لرصيف22 أن "تضامن المثقفين مع السحل، ربما كان لرغبة في الخلاص من النظام الذي يحاصر 350 ألف شخص في حلب، وربما لعدم تكرار تجربتي حمص وداريا، لكن كان ذلك بتشفٍ واضح غير مقبول". وقال الكاتب والصحافي فاروق حاج مصطفى لرصيف22 إن السوريين عاشوا عقوداً من الضعف والخوف، لذا "بات المثقف يتأثر من دون أن يلعب دور المؤثر في الناس"."جنّ" الشعب السوري
حاصر معظم السوريين أنفسهم خلف متاريس الطائفية، وصار الحديث الطائفي الكاره للآخر من الأمور العادية. ولا يقتصر الأمر على أبناء الشعب السوري من مختلف الطوائف بل وصل إلى صنّاع الرأي العام. فمدير مؤسسة "أورينت نيوز" الإعلامية غسان عبود، على سبيل المثال، يجاهر مفاخراً بأنه طائفي.
غزوة ابراهيم اليوسف
وظهر النفس الطائفي جلياً، على خلفية تقدم المعارضة المسلحة في حلب، في مسعى لفك الحصار عن المدنيين. فقد تباينت مواقف الناشطين حول تفاصيل المعركة التي يقودها "جيش الفتح" و"جيش فتح الشام". واتخذت المعارضة المسلحة لهجوم حلب اسم "غزوة إبراهيم اليوسف". وإبراهيم اليوسف هو منفذ عملية "مدرسة المدفعية" التي قُتل فيها ضباط علويون في مرحلة صراع الإخوان المسلمين والنظام السوري في سوريا خلال سبعينياتالقرن الماضي وثمانينياته. وكانت هذه التسمية بمثابة تطبيع لصورة الصراع المذهبي السني-الشيعي (العلوي) في سوريا. واحتفل المعارض السوري حكم البابا بهذه التسميات ببضع منشورات منها:
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 16 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...