الوصول إلى دورة الألعاب الأولمبية وحصد ميداليات في منافساتها، حلم كل الرياضيين. وعقب الدورة الأولمبية، تُقام بطولة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، اسمها دورة الألعاب البارلمبية.
تشارك مصر في البطولة المقبلة، في مدينة ريو دي جانيرو، بخمس ألعاب: رفع الاثقال، تنس الطاولة، السباحة، ألعاب القوة، وكرة الطائرة. سنعرّفكم إلى هؤلاء الأبطال، كيف يعيشون وما الصعوبات التي تواجههم.
أبطال حقيقيون
لاعب المنتخب المصري لرفع الأثقال شعبان الدسوقي، بدأ مسيرته عام 1997، وشارك في 4 دورات بارلمبية، حصد في جميعها ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية. وهو يستعد الآن للمشاركة في دورة ريو دي جانيرو. تعتبر لعبة رفع الأثقال المرشح الأول لحصد أكثر عدد من الميداليات في ريو دي جانيرو، نظراً لما حققته في السابق. إذ نال المنتخب المصري لرفع الأثقال في الدورة البارلمبية الأخيرة 11 ميدالية من أصل 12 حصلت عليها مصر في البطولة. وقال الدسوقي: "إيران هي أكثر الدول المنافسة لمصر على صعيد الرجال في رفع الأثقال، وتعد نيجيريا من المنتخبات القوية، والصين، وتركيا، وعربياً الأردن والمغرب. هذه الدول تستخدم تقنيات متقدمة جداً، ما جعلها تطور من نفسها بشكل سريع، في حين أننا لا نزال نقف مكاننا في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة". أماني إبراهيم الدسوقي، هي لاعبة المنتخب الوطني المصري لرفع الأثقال. بدأت بممارسة اللعبة منذ 20 عاماً، وشاركت في دورات كثيرة حصدت فيها مراكز متقدمة وميداليات. لم تسمح أماني لوضعها الخاص أن يقف في طريق ممارسة حياتها بشكل طبيعي. فهي تعمل في إحدى المؤسسات الحكومية، إلى جانب ممارستها للرياضة، ولها زوج وأولاد تقوم برعايتهم، فتصطحب ابنتها إلى المدرسة، وتذهب للتمرين، ثم تعود لإحضارها إلى المنزل وتحضر الطعام، وتراجع الدروس مع أولادها. تقول أماني: "تعتبر الرياضة عقبة في وجه المرأة المتزوجة في مجتمعاتنا، لكن زوجي متفهم ومتعاون معي بشكل كبير، ويحفزني على الوصول لهدفي الذي أحبه".الظروف الاقتصادية
اعتبر شعبان الدسوقي أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد خلال الفترة الأخيرة، قد ألقت بثقلها على اللجنة البارلمبية واتحاد رفع الأثقال، حتى أن الاتحاد أصبح مديوناً وتم الحجز على الأدوات الخاصة بهم خلال المعسكرات التي دخلوها مؤخراً. وأكد أن تلك الأمور تشتت انتباه الرياضي وتبعده عن تركيزه. وقال الدسوقي: "الدعم المالي الذي تمنحه الوزارة للجنة غير كاف، ويتم إنفاقه على جميع ممارسي الرياضة من ذوي الاحتياجات الخاصة، من دون تخصيص ممثلي الألعاب الخمس في ريو دي جانيرو". وأضاف: "هذا يؤثر علينا بشكل كبير، لأنه يكون على حساب فترات الإعداد والتغذية السليمة والمكملات الغذائية التي يحتاجها الرياضي". مشيراً إلى أنه لو توفر الدعم المالي أكثر، لكان عدد المشاركين في ريو دي جانيرو أكثر بكثير، وازداد عدد الميداليات التي تفوز بها مصر.التفرقه بين الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة
يشكو الرياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة من النقص المالي الذي يسببه التخبط الإداري. وفي النتيجة من يدفع ثمن ذلك هم ذوو الاحتياجات الخاصة. فالرياضيون الأصحاء يعاملون رسمياً بطريقة تميزهم عن الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يحصلون على 10% فقط مما يحصل عليه الرياضي العادي عند حصوله على الميدالية نفسها في "منافسات الأسوياء". ويقول الدسوقي: "عندما تحدثنا في هذا الأمر مع المسؤولين ارتفعت النسبة من 10% إلى 35%، لكننا لم نتساو مع الأسوياء حتى الآن". كما اشتكت أماني من المشكلة نفسها واتهمت الدولة بالتمييز بين الرياضيين العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة. وقالت: "الكثير من المشاكل من شأنها التأثير علينا بشكل سلبي، لكننا نتغاضى ونسعى لكسرها من أجل مواصلة المسيرة وتحقيق أحلامنا. وأهم تلك المشاكل عدم وجود معسكرات خارجية لنا، وهي تؤثر في نفسية الرياضي بشكل كبير وتعتمدها معظم الدول الأخرى، لكن نحن جميع معسكراتنا داخلية".بنية تحتية غير ملائمة
تعتبر مشكلة عدم توافر بنية تحتية ملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة، من أبرز الصعوبات التي تواجههم في حياتهم اليومية. ففي مصر يمكن للإنسان السليم جسدياً التنقل جيداً في الشوارع، واستخدام أي وسيلة نقل للذهاب إلى التمرين. أما الشخص الذي يعاني من عجز ما، فلا يمكنه أن يستقل حافلة عامة أو سيارة أجرة، إذ أن هذه الوسائل والطرقات العامة غير مؤهلة لذلك، ما يجعل ذوي الاحتياجات الخاصة في حاجة إلى وسيلة تنقل خاصة بهم. وأوضح الدسوقي: "طالبنا الدولة بتخفيض تعرفة الجمرك للسيارات المجهزة لنا، كي نستطيع اقتناءها، ولكن لا حياة لمن تنادي. والطريف أن الدولة لم توفر لنا إلا وسيلة واحدة هي الحافلات العامة التي يصعب على الشخص السوي استقلالها، بالإضافة إلى ارتفاع اسعار الأجهزة التعويضية هنا في مصر بشكل رهيب، سواء الأطراف الصناعية أو العكازات". إذ يبلغ سعر الكرسي المتحرك الذي يستخدمه الرياضي 30 ألف جنيه مصري (3400 دولار)، ويصعب على المواطن امتلاك هذا المبلغ. أما عن مشاكل الشارع، فالطرقات غير مؤهلة بتاتاً لسير ذوي الاحتياجات الخاصة، وليس سهلاً التنقل من طريق إلى آخر، أو الانتظار واستقلال وسيلة نقل عامة.الغرب أبهرنا
وقال الدسوقي" "كل المعوقات التي تواجهنا في مصر تختفي خلال زيارتنا لأي دولة أوروبية وعدد كبير من البلدان العربية، التي لديها بنية تحتية. فالطرقات ووسائل النقل العام مجهزة لنقلنا إلى أي مكان نرغب في الذهاب إليه، كل شيء نراه يجعلنا مبهورين". يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة في مصر من الكثير من التمييز الذي قد يؤخّر تطورهم، خصوصاً الرياضيين، الذين آلمهم مشاهدتهم، حين كانوا يشاركون في دورة لندن، الدولة هناك تكرم أبطالها الأسوياء وذوي الاحتياجات الخاصة، جنباً إلى جنب، وبحضور عدد كبير من الشعب الإنجليزي. وختمت أماني: "عرض علي جنسيات أخرى وتمثيل بلدان أخرى، لكنني رفضت حباً بهذه البلد. أنا زعلانة من مصر، لكن صعب عليا أعيش بعيد عنها".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ اسبوعينخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين