انطلقت في فرنسا بطولة كأس الأمم الأوروبية بنسختها الـ15 وحلتها الجديدة التي تضم 24 منتخباً للمرة الأولى، وسط أجواء يسودها ترقب ورعب على خلفية الأحداث التي شهدتها باريس أخيراً.
ومع ارتباط اسم العرب بأكثر الأحداث تراجيدية في العالم (الإرهاب - أزمة اللجوء)، تأتي ثاني البطولات الكروية أهمية بعد كأس العالم، لتمنحهم قدراً بسيطاً من السعادة عبر رؤية لاعبين من أصول عربية يرتدون قصمان أشهر منتخبات العالم.
الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها عدة بلدان أوروبية، وأضرت بصورة المهاجرين، ذوي الأصول العربية فيها، زادت من حدة الاحتقان بينهم وبين السكان الأصليين. وأرخت بظلالها على الحضور العربي في منتخب الدولة المستضيفة خصوصاً. ورغم ذلك، لا تزال الجينات العربية حاضرة بقوة.
ومع حضور ذوي الأصول العربية مقتصراً على عدد محدود من اللاعبين في هذه النسخة من البطولة، فإن البطولات المقبلة ينتظر أن تشهد وجوداً عربياً أكبر، نتيجة استقبال القارة العجوز لما يقارب المليون لاجئ، معظمهم من العرب الهاربين من جحيم الحروب.
وتشير نتائج الدراسة التي أجرتها منظمة الهجرة النمساوية قبيل البطولة، إلى صحة توقعاتنا. فأكدت أن ربع اللاعبين المشاركين في يورو 2016 يحملون جنسية مزدوجة، وينحدرون من بلدان أخرى غير التي يمثلونها في البطولة.
المنتخب الفرنسي الذي قاده جزائري الأصل إلى كأس العالم 1998 ويورو 2000، يدخل البطولة بلاعب وحيد من أصول عربيةالمنظمة أوضحت أن 127 لاعباً يحملون جنسيتين، وجاءت منتخبات سويسرا وفرنسا في المرتبة الأولى بامتلاك كل منها 14 لاعباً منهم. بينما ولد 87 لاعباً خارج بلاده، التي يمثلها، ومنهم 12 لاعباً في المنتخب الألباني وحده. وينفرد المنتخب البرتغالي بتنوع لا ينافسه فيه أحد، إذ يضم في صفوفه لاعبين ولدوا في سبعة بلدان مختلفة. بالعودة إلى اللاعبين ذوي الأصول العربية، وأبرز الحاضرين والغائبين منهم، ينفرد المنتخب الفرنسي باعتباره واحداً من أكثر المنتخبات التي كانت تضم عدة لاعبين من أصول عربية، وأصبحت الآن شبه خالية منهم. منتخب الديوك الذي جمع له جزائري الأصل زين الدين زيدان المجد من طرفيه، عندما قاده للقب كأس العالم 1998 ومن ثم يورو 2000، يدخل البطولة بلاعب وحيد من أصول عربية. هو مدافع فريق إشبيلية الإسباني، عادل رامي Adil Rami. اللاعب البالغ من العمر 30 عاماً، المولود في باستيا Bastia لأبوين مغربيين، كان هو الآخر خارج التشكيلة النهائية، لكنه استدعي بشكل طارئ بعد إصابة رافاييل فاران Raphaël Varane. [caption id="attachment_61409" align="alignnone" width="700"] عادل رامي[/caption] في المقابل، يغيب عن المنتخب ثلاثة نجوم من أصول عربية، هم كريم بن زيمة Benzema نجم ريال مدريد الإسباني، وحاتم بن عرفة Ben Arfa متوسط ميدان نيس، وسمير نصري Samir Nasri لاعب مانشستر سيتي. [caption id="attachment_61433" align="alignnone" width="700"] كريم بن زيمة[/caption] غياب بن زيمة المولود في ليون لأبوين جزائريين، كان الحدث الأبرز لارتباطه بقضية الابتزاز والفضيحة الجنسية مع زميله ماتيو فالبوينا Valbuena، لكن اللاعب الذي سجل 27 هدفاً لمنتخب بلاده، أكد أن المدرب ديشامب Deschamps استبعده نتيجة تأثره بالضغوط العنصرية في فرنسا. وهو الرأي الذي تبناه أيضاً أسطورة مانشستر يونايتد ونجم التسعينيات إيريك كانتونا Cantona. وللأسباب نفسها، قال متابعون إن حاتم بن عرفة، ابن لاعب الكرة الدولي التونسي السابق كامل بن عرفة، لم يتم استدعاؤه، على الرغم من المستويات المميزة التي يقدمها مع فريقه. بينما يغيب سمير نصري، المولود في فرنسا لأبوين جزائريين، عن البطولة العالمية الثانية على التوالي، علماً أن استبعاده عن كأس العالم الأخيرة من قبل المدرب ديشامب، دفعه للإعلان عن نهاية مشواره مع المنتخب. [caption id="attachment_61413" align="alignnone" width="700"] سمير نصري[/caption] بطلة كأس العالم ألمانيا، لم يكن ذوو الأصول العربية فيها أوفر حظاً من نظرائهم في فرنسا، وإن كان غيابهم يعود لأسباب فنية لا عنصرية أو فضائحية. فبعد استبعاد كريم بلعربي Bellarabi المولود في ألمانيا لأب مغربي، بات سامي خضيرة Khedira الممثل الوحيد للأصول العربية في المانشافت. النجم المولود في شتوتغارت Stuttgart لأب تونسي، حمل شارة قيادة أبطال العالم عدة مرات في غياب القائد الأول باستيان شفاينشتايغر Schweinsteiger. وفي ظل استدعاء المدرب يواكيم لوف Joachim Löw للعديد من المواهب الشابة، توقع الكثيرون مشاهدة النجم السوري - الكردي - الألماني الشاب محمود داهود Mahmoud Dahoud في البطولة الأوروبية، بعد تألقه اللافت مع فريقه بروسيا مونشنغلادباح في البوندسليغا. لكن لوف اكتفى بما لديه من مواهب هذه المرة. داوود كان ولد في مدينة عامودا السورية، قبل أن يهاجر مع عائلته إلى ألمانيا، ويتدرج في الفئات العمرية لغلادباخ والمنتخب الألماني. ومن ذوي الأصول العربية البارزين أيضاً، النجم مروان فيلايني Fellaini المولود في بروكسل لأبوين مغربيين. لاعب مانشستر يونايتد حافظ على وجوده في قائمة مدرب منتخب بلجيكا مارك فيملوتس Marc Wilmots، بينما غاب المغربي الآخر ناصر الشاذلي Nacer Chadli، مهاجم توتنهام الإنكليزي، لأسباب فنية. بعد أن مثل الشياطين الحمر في 30 مباراة على مدار السنوات الخمس الماضية. [caption id="attachment_61411" align="alignnone" width="700"] مروان فيلايني[/caption] [caption id="attachment_61412" align="alignnone" width="700"] ناصر الشاذلي[/caption] ختام القائمة بمنتخب غير متوقع وجنسية غير متوقعة، فالمنتخب الإيطالي يدخل البطولة الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه، ممثلاً بلاعب من أصول عربية، هو نجم روما ستيفان شعراوي Stephan El Shaarawy، المولود في سافونا لأب مصري. الشعراوي الملقب بـ"الفرعون" والذي يحتفل بالأهداف مع زميله المصري في روما، محمد صلاح، بتمثيل شكل الهرم بيديهما، ارتدى قميص الآزوري في 19 مناسبة، وسجل ثلاثة أهداف. [caption id="attachment_61414" align="alignnone" width="700"] ستيفان شعراوي[/caption]
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين