عزيزي الشاب العربي، إن كنت تقرأ هذه المقالة متمدّدًا في كرسيك المفضّل، وتدخّن النرجيلة، ننصحك بأن تضع الخرطوم جانبًا لبعض الوقت، وتفكّر قليلًا بحياتك...
هل لاحظت أنّك تمضي ساعات طويلة محملقًا بشاشة هاتفك الذكي، أو متفرّجًا على التلفزيون؟ إنّه الوقت لكي تعرف أنّ ذهابك إلى الجامعة أو العمل، ليس نشاطًا فيزيائياً كافيًا، وإن كسلك سيكون سببًا في وفاتك. أسوأ ما في الأمر أنّ استرخاءك الزائد، لا ينعكس سلبًا عليك أنت فقط، بل أيضاً يؤثّر في الاقتصاد.
بعيداً عن التعميم، يسجّل الشباب العرب، ذكورهم وإناثهم، أرقامًا قياسيّة في الخمول. ففي لائحة أعدتها صحيفة "ذا لانسيت" البريطانية العام 2012، حول أكثر عشرين دولة كسولة في العالم، احتلت ثلاث دول عربية مراتب متقدّمة، وهي السعودية والإمارات والكويت. وتربعت السعودية على عرش أكثر الدول العربية كسلاً بنسبة خمول 69 في المئة تقريباً.
وفي دراسات حديثة نشرت في الأيّام الماضية، يعيد الباحثون التأكيد على ضرورة تحفيز أعضاء "حزب الكنبة" على النهوض والقيام ببعض النشاط البدني والرياضة، لعدّة أسباب.
الخمول يسبّب الموت
في دراسة أجراها علماء من جامعة غوتنبرغ السويديّة، تبيّن أنّ الكسل هو المسبّب الثاني للموت بعد التدخين. رصدت الدراسة رجالاً سويديين على مدى 45 عامًا منذ أن كانوا في الخمسين، وصولاً إلى الـ99. تابع الخبراء الرجال المولودين عام 1913، ملاحظين التغيرات الطارئة على أجسادهم على مرّ العقود، تبعاً لأسلوب حياة كل منهم، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والبيئية وغيرها. لم تكتشف الدراسة أمرًا جديدًا، لكنّها أكّدت أنّ الرياضة تطيل أمد الحياة، وأنّ القدرة التنفسية خلال الجهد العضلي، أو ما يعرف بالمقدرة العظمى على استنشاق الأوكسجين (VO2 max)، ستزيد بزيادة انتظام التمارين الرياضية، فلا يتعب الرياضي سريعاً ولا يضيق نفسه كالكسول. وبحسب الدراسة، فإنّ القدرة التنفسية المنخفضة في جسم الإنسان، هي السبب الثاني مباشرة بالموت المبكر بعد التدخين، يليهما ضغط الدم المرتفع والعوامل الوراثية في المرتبتين الثالثة والرابعة.ثماني ساعات متواصلة
في معظم دول العالم، يعمل الموظّفون بين الساعة الثامنة صباحًا والرابعة بعد الظهر. تقول دراسة نشرت في صحيفة "ذا لانست" إنّ الأضرار التي يسببها الجلوس المتواصل طوال ثماني ساعات قد تكون فادحةً. الحل ساعة رياضة مقابل كل ثماني ساعات جلوس، أيّ ساعة من الرياضة اليومية. أجريت الدراسة على مليون شخص، وهو رقم هائل كعينة للدراسة، ما أعطى الباحثين مجالاً واسعاً للخروج بنتائج شبه حتمية. وهؤلاء لاحظوا أن من يجلسون ثماني ساعات، ثم يمارسون الرياضة ساعة، أقل عرضة للموت، وللأمراض الخطيرة أو المزمنة، ممن يقومون بنشاط فيزيائي أقلّ جهدًا. ولا يقصد بالرياضة المذكورة في الدراسة، حسب التقرير، ألعاباً رياضية معقدة أو بطولات أولمبية. ساعة من المشي السريع أو ركوب الدراجة أو حتى الجري الخفيف في الهواء، ستكون كافية.تكلفة هائلة
تلفت الدراسة نفسها إلى أنّ تكلفة الخمول على الأنظمة الصحيّة في العالم، بلغت خلال العام 2013 وحده، 53 مليار دولار. وهذا المبلغ لم ينقص، بل هو في تزايد سنويّ. وكلّ ساعة من الحركة يوميّا توفّر قسمًا كبيرًا من التكاليف الباهظة التي لا تقتصر على الأموال والاقتصاد، بل هي خسائر في الأرواح أيضاً، إذ تشير تقديرات إلى أنّ 5 ملايين شخص يتوفون سنوياً بسبب قلّة النشاط البدني، أيّ أقل بمليون من ضحايا التدخين.الحل السريع
يقول أولف إيكيلوند، وهو أستاذ في المدرسة النرويجية للعلوم الرياضية وجامعة كمبردج: "إن توصيات منظمة الصحة العالمية بممارسة التمرينات المعتدلة نحو 150 دقيقة أسبوعياً ليست كافية على الأرجح. ولا يتبع حتى ربع البالغين في أنحاء العالم توصيات منظمة الصحة العالمية". ويضيف إيكيلوند: "ليس ضروريًّا أن تمارس الرياضة أو أن تذهب إلى النادي الرياضيّ، ولكن من الضروري أن تمشي أو تركب الدراجة ساعة يوميّاً".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.