يدخل عدد من الشباب في علاقات عاطفية غير جدية، سواء من خلال البدء في علاقة بغرض التسلية مع فتاة لبعض الوقت، أو خوض تجربة الارتباط نتيجة لظروف ما. وبزوال تلك الظروف، يفكر الشاب سريعاً في إنهاء العلاقة.
ولأن الشاب الذي يدخل في هذا النوع من العلاقات يكون غير جاد، لا يملك شجاعة المواجهة عند إنهاء العلاقة، لذلك يلجأ إلى عدد من الحيل للتهرب من الارتباط.
1ـ ظروف مادية
الظروف المادية السيئة وعدم القدرة على تحمّل تكاليف الزواج، تظل "الشماعة" التقليدية التي يعلق عليها كثير من الشباب أمر عدم قدرتهم على إكمال الارتباط بالفتاة. يدّعي الشاب أنه يحب الفتاة كثيراً ولكنه يخاف أن يظلمها ويطلب منها الانتظار حتى تتحسن ظروفه المادية، ثم لا يستطيع الالتزام بوعده، ويحاول أن يظهر كشاب شهم يخاف على مصلحتها ويطلب منها أن توافق على أي شاب ميسور الحال يتقدم لها، لكي تتمكن من أن تعيش حياة كريمة لا يستطيع هو توفيرها. هذا ما اختبرته رضوى، 26 عاماً وموظفة بإحدى شركات الاتصالات. روت لرصيف22 أنه سبق لها الارتباط بشاب، وعندما قرر إنهاء ارتباطه بها أكد لها أنه غير قادر مادياً على الزواج. وقالت: "تساءلت لماذا ارتبط بي بالرغم من كونه يعلم ظروفه المادية منذ البداية؟ لم يطرأ أي جديد"، مضيفةً: "بعدها بفترة أدركت أنها كانت مجرد حجة للهروب مني، فقد علمت أنه ارتبط عقب شهور بفتاة أخرى وتقدم لخطبتها".2ـ السفر
عقب فترة من الارتباط، يخبر الشاب الفتاة أنه لا يستطيع إكمال الحياة في بلده، لأن الظروف المعيشية صعبة، لذا عليه أن يسافر إلى الخارج ليكوّن ذاته ويكسب المال ويبني مستقبله، مع وجود استحالة لتحقيق ذلك الأمر في بلده. لا يكتفي الشاب بذلك فسرعان ما يضيف إلى حديثه سيناريو أنه يخشى ظلمها، فيخبرها أنه سيتجه إلى غُربة والأمور غير واضحة، كما أنه لا يعلم كم من الوقت سيظل خارج البلاد وما الذي سيجنيه. وحتى إذا أخبرته الفتاة بأنها على استعداد لانتظاره، فيدّعي أن ضميره لا يسمح له بذلك الأمر، معلناً اتخاذ قراره بالفراق. وقالت ملك، 27 عاماً، موظفة، أنها تعرضت لذلك الأمر مع شاب يكبرها بعامين. كانت قد ارتبطت به في فترة كان هو بلا عمل، ودائم الشكوى. وأضافت: "كنت في البداية ألتمس له العذر، وأعتقد أن الإحباط هو الذي يدفعه إلى تلك التصرفات. ولكن بعد الانفصال اكتشفت أنه كان كاذباً ولم يسافر".3ـ عاجز جنسياً
عادةً يكون صعباً على الرجل أن يصارح أحداً عن معاناته من مرض جنسي، إلا أنه عندما يخبر الفتاة المرتبط بها عن ذلك الأمر، فبالتأكيد هو يرغب في إنهاء العلاقة معها بأي طريقة، حتى ولو كان ذلك على حساب صورته لديها. تحكي حبيبة، 26 عاماً، قصتها قائلة "ارتبطت بشاب فترة قصيرة، ولكن على ما يبدو هو لم يحبني بل كان معجباً بي فقط ولم يرغب في الاستمرار بالعلاقة. وعندما ضغطت عليه لأعلم حقيقة مشاعره تجاهي، فوجئت به يبكي ويخبرني أنه عاجز جنسياً وغير قادر على الزواج أو الإنجاب". وتابعت: "لم أكن أتوقع أن يكذب إنسان في مثل هذه الأمور الحساسة، لذا صدقته بل تعاطفت معه إلى درجة أبديت له رغبتي في إتمام الارتباط وقلت له إن مرضه لا يهمني، إلا أنه رفض الأمر وانسحب تماماً من حياتي، فاعتقدت أنه يفعل ذلك لأنه يحبني حسبما أخبرني، ما دفعني إلى محاولة الوصول إليه عن طريق إحدى صديقاتي. وكانت المفاجأة حينما أكد لها اضطراره للكذب عليّ حتى أبتعد عنه".4ـ مريض
يتذرع بعض الشباب بالمرض، لكي يتمكن من إنهاء العلاقة. وقال أحمد، 28 عاماً، موظف في شركة إعلانات، إنه ارتبط منذ سنوات بفتاة، وكان يأخذ الموضوع بشكل جدي، إلى درجة أنه ذهب إلى بيتها وتقدم لها. ولكن بعد موافقة أهلها، شعر أنه لا يرغب في استكمال العلاقة إذ لم يصل إلى درجة حبّها، مبرراً أن اختياره بالارتباط بها كان عقلياً. وأضاف: "في تلك الفترة، أصابني مرض في المعدة كان يستلزم تناولي العديد من الأدوية، ما دفعني إلى أخذ المرض حجة فأخبرتها بعدم رغبتي في استكمال الارتباط، بل أنني لا أفكر في الزواج مطلقاً. إلا أنني بعد عام تقريباً التقيت بفتاة أحببتها وتزوجتها".5ـ زواج الأقارب
"رغماً عنّي انجذبت إليك وأحببتك. كنت أعرف أن حبّنا ستكون نهايته قاسية ولكن كان في داخلي أمل. ولكن الآن تأكدت أن هذا الأمل خادع. أهلي يستحيل أن يقبلوا بزواجي من فتاة من خارج العائلة"... هي كلمات باتت كالاسطوانة المحفوظة التي رددها وما زال يرددها الكثيرون من الشباب في المنطقة. يحاول الشاب إقناع الفتاة التي قد تعاتبه قائلة "ما دمت عارفاً منذ البداية بذلك، لماذا ارتبطت بي؟" بقوله لها إنه كان لديه أمل في تغيير رأي أهله، وقد حاول هذا كثيراً إلى درجة أنه تشاجر معهم وخرج من المنزل، ولكنّ شيئاً لم يتغيّر. وقال محمد، 32 عاماً، صحافي، إنه قد يتذرع لإنهاء الارتباط بفتاة، بوجود مشاكل بين أفراد عائلته، وإنه للتغلب على تلك المشاكل، عليه الزواج بإحدى قريباته، بنت عمه مثلاً، والتأكيد أن هذه هي عادات وتقاليد عائلته التي لا يمكن الابتعاد عنها.6ـ تصيّد الأخطاء
لكل فتاة أخطاء سواء كانت أخطاء فعلية، أو أخطاء من وجهة نظر الرجل، وأحياناً يجد الرجل تلك الأخطاء فرصة ذهبية لأخذها حجة لإنهاء العلاقة. عمرو شاب يبلغ من العمر 30 عاماً ويعمل موظفاً حكومياً، أشار إلى أنه يقول جملة واحدة لأي فتاة عند اتخاذه قراراً بالانفصال عنها "انتي عارفة عملتي إيه؟". يقول عمرو إنه لا يقصد حينها أمراً معيّناً فعلته، إلا أنها بالتأكيد فعلت شيئاً لم تخبره به أثناء العلاقة، وهنا هي التي تبدأ بالبحث والتساؤل عما فعلته، وقد ترجح أشياء وتحاول تبريرها، ولكنه يكون قد ابتعد عنها ولا يقبل الاستماع إليها قط. وتحكي هاجر، 28 عاماً، ربة منزل قصتها قائلة إنه سبق أن تذرع شاب لتركها بقوله: "انت عنيدة ولا تسمعين كلامي وأنا تعبت من كثرة المشاكل ولا أستطيع أن أكمل حياتي معك".7ـ ثوابت لا تغيّرها
يقول أحمد، 26 عاماً وصحافي، إنه عندما يرتبط بأي فتاة يدرس شخصيتها جيداً، ويعرف ثوابتها وعاداتها التي لا تقبل بتغييرها تحت أي ظرف، وعند إنهاء العلاقة يطلب منها تغيير تلك الأشياء في سبيل استكمال الارتباط، وفي حال رفضت، يقرر إنهاء العلاقة. ويوضح أحمد أنه مثلاً قد يرتبط بفتاة غير محجبة، وترفض فكرة الحجاب، أو فتاة لا تقبل بترك العمل والجلوس في المنزل، إلا أنه عندما يريد الانفصال عنها يقول لها "أهلي يستحيل أن يوافقوا على ارتباطي بفتاة غير محجبة أو فتاة عاملة في الوقت الذي لا تستطيعين فيه التضحية".8ـ فوبيا الزواج
قد يعلن الشاب للفتاة عدم قدرته على الزواج، بحجة أنه غير مستعد في الوقت الحالي لهكذا خطوة لعدة أسباب. وقالت منى، 24 عاماً وسكرتيرة: "كنت مرتبطة بشاب ولكنه أنهى علاقته بي وكان يؤكد أنه غير قادر على الزواج وتم خداعه أكثر من مرّة من قبل فتيات، وهو ما تسبب في تعقيده نفسياً لذا يخشى الارتباط. إلا أنه بعد فترة من الانفصال تزوج بأخرى".9ـ أنتِ أفضل مني
"انت مستواكِ أفضل من مستواي، وتستحقين شخصاً أحسن منّي بكثير، وأخاف أن أظلمك معي"... يقول لها ذلك ويُشعرها دائماً أنه يشعر بالنقص، وأنه غير قادر على استكمال العلاقة لهذا السبب. وقالت سمر، 29 عاماً، إنها سبق أن مرت بأكثر من تجربة من هذا الشكل، إذ يؤكد لها الشباب أنهم لا يستطيعون مواجهة أهلها، لأن مستواها أعلى منهم مادياً أو اجتماعياً، مضيفةً "لم أقتنع بهذه الأسباب فمستواي ومستواهم يكونان واضحين من البداية، وإذا رأى أحدهم ذلك منذ البداية، كان يجب عليه عدم الارتباط بي".10ـ لم أعد أشعر بك
يبتعد فترة عنها، لا يجيب على اتصالاتها، تتغير معاملته لها، وحين تواجهه وتسأله عن سبب التغيّر يجيب: "حاولت أن أبتعد قليلاً لأختبر حقيقة مشاعري فوجدت أنني لم أعد أشعر بك كما في البداية حتى أنني لم أعرف كيف أشتاق إليك". تقول بسنت، 23 عاماً ومعلمة، إن شاباً عندما رغب في الانفصال عنها، ابتعد تدريجياً، وأصبح يتذرع بأنه مكتئب ولا يريد التحدث إلى أحد، وصار لا يحدثها هاتفياً سوى قليلاً، حتى تشاجرت معه، وأخبرها أنه لا يستطيع إكمال العلاقة معها لأنه جرب الابتعاد عنها واكتشف أن حبه غير حقيقي.لماذا؟
لنا محيي، محاضرة ومدربة مختصّة بالعلاقات العاطفية والزوجية والذكاء العاطفي، أكدت أن أغلب الشباب اليوم لا يريدون استكمال علاقات الارتباط، نتيجة الأفكار السلبية عن الزواج، وذلك يعود إلى رؤيتهم لعلاقات زوجية فاشلة حولهم، ما يجعل الشاب يتساءل: "لماذا سأتزوج وأحكم على نفسي بهذا المصير؟". وأضافت أن بعض الشباب يخاف من تحمّل المسؤولية، فقد اعتاد أن أهله هم مَن يساعدون في الإنفاق عليه، كما يتدخلون لحل مشكلاته. ولأن الزواج مرتبط بالمسؤولية، قد يختار الشاب الحل الأسهل بإنهاء العلاقة قبل الوصول إلى الزواج. وأشارت محيي إلى أن بعض الشباب قد يلجأ إلى الخطبة للوصول إلى فتاة لا تقبل بالارتباط غير الرسمي، وهذا الشاب لا يجد أي مشكلة في الذهاب إلى أهل الفتاة في سبيل الارتباط المؤقت، ثم يلجأ لأي حجة أو قد يتصرف بشكل يجعلها تكرهه، حتى يتم فسخ الخطبة. قد يكون الارتباط مبنياً على اختيار مخطىء منذ البداية، فقد يأتي بدافع الإعجاب أو الاحتياج العاطفي أو التعلق، وليس بدافع الحب، وهنا يكون قرار الانفصال نتيجة حتمية، بعدما يدرك الشاب أن سبب ارتباطه بالفتاة ليس كافياً لاستكمال العلاقة وصولاً إلى الزواج، ختمت محيي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع