هاوس أوف توداي House of Today هي منظمة غير حكومية تأسست عام 2012 في بيروت، بشغف في التصميم، ورغبة في تحويل تلك الساحة الفنية الشابة إلى قطاعٍ متخصصٍ أكثر نضجاً. يعرف عن التصميم اللبناني بأنه الأفضل في المنطقة، ولكنه مقيّد ببعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تحدّ من الإبداع فيه. هذا ما أتت "شيرين مغربي" لتعالجه، مقدّمة مجموعة من الحلول العملية القائمة بشكل أساسي على دعم المصممين الشباب بجميع الوسائل الممكنة. بذلك، تحولت مغربي اليوم لمدرسة ومرجع في مجال التصميم في لبنان.
منظمة HoT تختار وتغذي وتطلق مصممين لبنانيين شباباً. تعرّفهم على اختصاصيين ونافذين في مجال التصميم ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم غير المعترف بها في أغلب الأحيان. هذه المنظمة غير الحكومية تحولت خلال سنتين إلى دليل لأبرز المواهب في لبنان. وهي تقوم مرة كل عامين بتنظيم حدث يعرض ثمار التعاون الذي ترعاه بين متخصصين في المجال ومصممين شباب. العرض الثاني للمنظمة سينطلق هذا الشهر في 16 ديسمبر، ويستمر حتى 17 يناير، في نادي اليخوت وسط بيروت. تحت عنوان تم انتقاؤه بتأنٍ "Naked beyond the social mask" (عراة بعيداً عن قناع المجتمع)، دعت شيرين مغربي مجموعة مؤلفة من 30 مصمماً إلى إسقاط أقنعتهم وتسليط الضوء على الإنسان كما هو في الواقع، بعيداً عن المتطلبات الاجتماعية. سيحاول المصممون، ومن بينهم مصممون ناشئون وآخرون مخضرمون، كما وجوه عالمية، إظهار جزء منهم لم يره أحد من قبل، وتغيير الطريقة التي ينظر فيها العالم إليهم.
download
قررت شيرين مغربي بدورها، في حديثها مع رصيف22، خلع القناع لتخبرنا بكل شفافية عن أسرار مهنة التصميم والعوائق التي تدفع بها نحو الهاوية شيئاً فشيئاً. انطلقت شيرين من فكرة أن تلاميذ التصميم يجدون صعوبات كثيرة في خوض هذه المهنة، نتيجة مصاريفها العالية، وضعف التوجيه المهني، وقلة فرص العمل المتاحة لاحقاً. هنا تتدخل منظمة HoT، لتقدم فرصاً للتلاميذ تسمح لهم بتحقيق أحلامهم، عبر مِنح دراسية تساعدهم على إكمال دراساتهم في أهم مدارس التصميم في المنطقة والعالم. تحاول المنظمة أيضاً ملء الثغرات الفاصلة بين المتخرجين حديثاً في مجال التصميم وبين الشركات الكبيرة التي تبحث عن مواهب جديدة، وذلك عبر تزويد الشركات المحلية والعالمية الرائدة بملفات المؤهلين لملء مناصب مهمة فيها.
غرزت شيرين أناملها في واقع تجربة التصميم في لبنان، محاولةً فهم أسباب ضعف فلسفة التصميم لدى الشباب اللبنانيين. وهي تعمل اليوم على تنظيم نشاطات فنية مختلفة تعرّف من خلالها الجمهور الكبير والغاليريات الفنية على المصممين الشباب، كما تحاول أن تحقق رغبات المصممين الذين لا يملكون المقدرة الاقتصادية على إقامة معارض فردية أو على تنفيذ تصاميم عالية الجودة. تعرفت مغربي مثلاً على الشابين دافيد ونيكولا David and Nicolas ووقعت في حب نظرتهما الفريدة للتصميم، فدعتهما إلى شقتها في بيروت ليعملوا على تنفيذ تصميم ترغب في اقتنائه. بمساعدتها، يرغب الكثيرون اليوم في اقتناء أعمال دافيد ونيكولا، الإسمين الأكثر شهرة بين المواهب اللبنانية الصاعدة، واللذين يطلقان أول معرض فردي لهما في 11 ديسمبر في غاليري Art Factum Gallery.
download (1)
في العام الماضي، عملت مغربي على تمويل ودعم اشتراك المصممة الشابة "نجلا الزين" في متحف فيكتوريا وألبرت Victoria&Albert museum في لندن، في إطار فعاليات أسبوع لندن للتصميم، بتحفة أثارت جدلاً في العاصمة البريطانية، تحت عنوانThe Wind Portal. دفعت مغربي أيضاً بالشاب رامي دالي، الذي لطالما عمل خلف الكواليس من خلال تصميم واجهات مقرّ منظمة HoT، إلى تصميم واجهات محلات Hermes من بين واجهات أخرى.
المثير للاهتمام في طريقة تعاطي مغربي مع المصممين الذين تتبناهم، هو أنها لا تغيب عنهم قبل انتهاء تنفيذ القطعة التي حلموا بتصميمها. تتابع أدق التفاصيل، من الفكرة، إلى الرسمة، ثم التنفيذ، بما يتخلل ذلك من زيارات إلى المعامل والمختبرات والمحترفات بين لبنان وإيطاليا. تحاول مغربي أن ترشد المصممين نحو الطريق التي تؤدي إلى قطعة ذات جودة عالية نادرة في لبنان والمنطقة، وقادرة على أن تروج لنفسها بنفسها. تستمع مغربي للموهبة التي أمامها، تحلّلها دون الحكم عليها، تعمل على عجنها بتأنٍ بيديها الملهِمتين، وتجد فيها إلهامها أيضاً.
معرض Naked Beyond the Social Mask الذي سينطلق بعد بضعة أيام في وسط بيروت، ويتجول خلال العام المقبل بين كبرى عواصم التصميم والفن في العالم كلندن وباريس ودبي، هو بمثابة خطوة جميلة لشيرين مغربي ومصمميها، يقفون فيها عراة بفلسفتهم ومعتقداتهم ومخاوفهم وعيوبهم وحقيقتهم أمام الجمهور، لعل ذلك الجمهور يختار بدوره أن يظهر شفافاً، مجرداً من أقنعته الثقيلة، أمام نفسه.
انضم/ي إلى المناقشة
jessika valentine -
منذ 6 أيامSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع
محمد الراوي -
منذ شهرفلسطين قضية كُل إنسان حقيقي، فمن يمارس حياته اليومية دون ان يحمل فلسطين بداخله وينشر الوعي بقضية شعبها، بينما هنالك طفل يموت كل يوم وعائلة تشرد كل ساعة في طرف من اطراف العالم عامة وفي فلسطين خاصة، هذا ليس إنسان حقيقي..
للاسف بسبب تطبيع حكامنا و أدلجة شبيبتنا، اصبحت فلسطين قضية تستفز ضمائرنا فقط في وقت احداث القصف والاقتحام.. واصبحت للشارع العربي قضية ترف لا ضرورة له بسبب المصائب التي اثقلت بلاد العرب بشكل عام، فيقول غالبيتهم “اللهم نفسي”.. في ضل كل هذه الانتهاكات تُسلخ الشرعية من جميع حكام العرب لسكوتهم عن الدم الفلسطيني المسفوك والحرمه المستباحه للأراضي الفلسطينية، في ضل هذه الانتهاكات تسقط شرعية ميثاق الامم المتحدة، وتصبح معاهدات جنيف ارخص من ورق الحمامات، وتكون محكمة لاهاي للجنايات الدولية ترف لا ضرورة لوجوده، الخزي والعار يلطخ انسانيتنا في كل لحضة يموت فيها طفل فلسطيني..
علينا ان نحمل فلسطين كوسام إنسانية على صدورنا و ككلمة حق اخيرة على ألسنتنا، لعل هذا العالم يستعيد وعيه وإنسانيته شيءٍ فشيء، لعل كلماتنا تستفز وجودهم الإنساني!.
وأخيرا اقول، ان توقف شعب فلسطين المقاوم عن النضال و حاشاهم فتلك ليست من شيمهم، سيكون جيش الاحتلال الصهيوني ثاني يوم في عواصمنا العربية، استكمالًا لمشروعه الخسيس. شعب فلسطين يقف وحيدا في وجه عدونا جميعًا..
محمد الراوي -
منذ شهربعيدًا عن كمال خلاف الذي الذي لا استبعد اعتقاله الى جانب ١١٤ الف سجين سياسي مصري في سجون السيسي ونظامه الشمولي القمعي.. ولكن كيف يمكن ان تاخذ بعين الاعتبار رواية سائق سيارة اجرة، انهكته الحياة في الغربة فلم يبق له سوى بعض فيديوهات اليوتيوب و واقع سياسي بائس في بلده ليبني عليها الخيال، على سبيل المثال يا صديقي اخر مره ركبت مع سائق تاكسي في بلدي العراق قال لي السائق بإنه سكرتير في رئاسة الجمهورية وانه يقضي ايام عطلته متجولًا في سيارة التاكسي وذلك بسبب تعوده منذ صغره على العمل!! كادحون بلادنا سرق منهم واقعهم ولم يبق لهم سوى الحلم والخيال يا صديقي!.. على الرغم من ذلك فالقصة مشوقة، ولكن المذهل بها هو كيف يمكن للاشخاص ان يعالجوا إبداعيًا الواقع السياسي البائس بروايات دينية!! هل وصل بنا اليأس الى الفنتازيا بان نكون مختارين؟!.. على العموم ستمر السنين و سيقلع شعب مصر العظيم بارادته الحرة رئيسًا اخر من كرسي الحكم، وسنعرف ان كان سائق سيارة الاجرة المغترب هو المختار!!.