شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
منظمة House of Today، عرّابة التصميم في لبنان

منظمة House of Today، عرّابة التصميم في لبنان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 2 يونيو 201712:25 ص

هاوس أوف توداي House of Today هي منظمة غير حكومية تأسست عام 2012 في بيروت، بشغف في التصميم، ورغبة في تحويل تلك الساحة الفنية الشابة إلى قطاعٍ متخصصٍ أكثر نضجاً. يعرف عن التصميم اللبناني بأنه الأفضل في المنطقة، ولكنه مقيّد ببعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تحدّ من الإبداع فيه. هذا ما أتت "شيرين مغربي" لتعالجه، مقدّمة مجموعة من الحلول العملية القائمة بشكل أساسي على دعم المصممين الشباب بجميع الوسائل الممكنة. بذلك، تحولت مغربي اليوم لمدرسة ومرجع في مجال التصميم في لبنان.

منظمة HoT تختار وتغذي وتطلق مصممين لبنانيين شباباً. تعرّفهم على اختصاصيين ونافذين في مجال التصميم ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم غير المعترف بها في أغلب الأحيان. هذه المنظمة غير الحكومية تحولت خلال سنتين إلى دليل لأبرز المواهب في لبنان. وهي تقوم مرة كل عامين بتنظيم حدث يعرض ثمار التعاون الذي ترعاه بين متخصصين في المجال ومصممين شباب. العرض الثاني للمنظمة سينطلق هذا الشهر في 16 ديسمبر، ويستمر حتى 17 يناير، في نادي اليخوت وسط بيروت. تحت عنوان تم انتقاؤه بتأنٍ "Naked beyond the social mask" (عراة بعيداً عن قناع المجتمع)، دعت شيرين مغربي مجموعة مؤلفة من 30 مصمماً إلى إسقاط أقنعتهم وتسليط الضوء على الإنسان كما هو في الواقع، بعيداً عن المتطلبات الاجتماعية. سيحاول المصممون، ومن بينهم مصممون ناشئون وآخرون مخضرمون، كما وجوه عالمية، إظهار جزء منهم لم يره أحد من قبل، وتغيير الطريقة التي ينظر فيها العالم إليهم.

منظمة House of Today في بيروت .. عرابة التصميم في لبنان - صورة 1download

قررت شيرين مغربي بدورها، في حديثها مع رصيف22، خلع القناع لتخبرنا بكل شفافية عن أسرار مهنة التصميم والعوائق التي تدفع بها نحو الهاوية شيئاً فشيئاً. انطلقت شيرين من فكرة أن تلاميذ التصميم يجدون صعوبات كثيرة في خوض هذه المهنة، نتيجة مصاريفها العالية، وضعف التوجيه المهني، وقلة فرص العمل المتاحة لاحقاً. هنا تتدخل منظمة HoT، لتقدم فرصاً للتلاميذ تسمح لهم بتحقيق أحلامهم، عبر مِنح دراسية تساعدهم على إكمال دراساتهم في أهم مدارس التصميم في المنطقة والعالم. تحاول المنظمة أيضاً ملء الثغرات الفاصلة بين المتخرجين حديثاً في مجال التصميم وبين الشركات الكبيرة التي تبحث عن مواهب جديدة، وذلك عبر تزويد الشركات المحلية والعالمية الرائدة بملفات المؤهلين لملء مناصب مهمة فيها.

غرزت شيرين أناملها في واقع تجربة التصميم في لبنان، محاولةً فهم أسباب ضعف فلسفة التصميم لدى الشباب اللبنانيين. وهي تعمل اليوم على تنظيم نشاطات فنية مختلفة تعرّف من خلالها الجمهور الكبير والغاليريات الفنية على المصممين الشباب، كما تحاول أن تحقق رغبات المصممين الذين لا يملكون المقدرة الاقتصادية على إقامة معارض فردية أو على تنفيذ تصاميم عالية الجودة. تعرفت مغربي مثلاً على الشابين دافيد ونيكولا David and Nicolas ووقعت في حب نظرتهما الفريدة للتصميم، فدعتهما إلى شقتها في بيروت ليعملوا على تنفيذ تصميم ترغب في اقتنائه. بمساعدتها، يرغب الكثيرون اليوم في اقتناء أعمال دافيد ونيكولا، الإسمين الأكثر شهرة بين المواهب اللبنانية الصاعدة، واللذين يطلقان أول معرض فردي لهما في 11 ديسمبر في غاليري Art Factum Gallery.

منظمة House of Today في بيروت .. عرابة التصميم في لبنان - صورة 2download (1)

في العام الماضي، عملت مغربي على تمويل ودعم اشتراك المصممة الشابة "نجلا الزين" في متحف فيكتوريا وألبرت Victoria&Albert museum في لندن، في إطار فعاليات أسبوع لندن للتصميم، بتحفة أثارت جدلاً في العاصمة البريطانية، تحت عنوانThe Wind Portal. دفعت مغربي أيضاً بالشاب رامي دالي، الذي لطالما عمل خلف الكواليس من خلال تصميم واجهات مقرّ منظمة HoT، إلى تصميم  واجهات محلات Hermes من بين واجهات أخرى.

المثير للاهتمام في طريقة تعاطي مغربي مع المصممين الذين تتبناهم، هو أنها لا تغيب عنهم قبل انتهاء تنفيذ القطعة التي حلموا بتصميمها. تتابع أدق التفاصيل، من الفكرة، إلى الرسمة، ثم التنفيذ، بما يتخلل ذلك من زيارات إلى المعامل والمختبرات والمحترفات بين لبنان وإيطاليا. تحاول مغربي أن ترشد المصممين نحو الطريق التي تؤدي إلى قطعة ذات جودة عالية نادرة في لبنان والمنطقة، وقادرة على أن تروج لنفسها بنفسها. تستمع مغربي للموهبة التي أمامها، تحلّلها دون الحكم عليها، تعمل على عجنها بتأنٍ بيديها الملهِمتين، وتجد فيها إلهامها أيضاً.

معرض Naked Beyond the Social Mask الذي سينطلق بعد بضعة أيام في وسط بيروت، ويتجول خلال العام المقبل بين كبرى عواصم التصميم والفن في العالم كلندن وباريس ودبي، هو بمثابة خطوة جميلة لشيرين مغربي ومصمميها، يقفون فيها عراة بفلسفتهم ومعتقداتهم ومخاوفهم وعيوبهم وحقيقتهم أمام الجمهور، لعل ذلك الجمهور يختار بدوره أن يظهر شفافاً، مجرداً من أقنعته الثقيلة، أمام نفسه.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image