بالنسبة إلى الكثيرين، فات أوان تغيير بعض خياراتهم في الحياة، ومنها المهنة. قد تظن أنك في حاجة إلى دراسة جامعية، ربما لا ترغب فيها، أو الدخول إليها من جديد، أو الانتقال إلى مهنة مجهدة مقابل أجرٍ زهيد، لكنك ستكون مخطئاً.
في ما يلي ست مهن من أكثر المهن مردوداً مادياً في العالم، وتشهد تصاعداً في الطلب عليها في العالم العربي خصوصاً، ويمكنك ببعض الجهد والتعلم الذاتي الانتقال إليها. والقول إن هذه المهن لا تحتاج لشهادات جامعية مرده لمتطلبات سوق العمل وليس لطبيعة المهن نفسها.
تطوير المواقع
يشمل عمل مطور المواقع تحضير البنية البرمجية للمواقع الإلكترونية، إضافة إلى بعض الخصائص الشكلية. يحتاج الأمر عادة معرفة عدة لغات برمجة مخصصة للويب، مثل HTML وPHP وCSS وJavaScript. العمل الذي صنفه المنتدى الاقتصادي العالمي عاشر أفضل عمل في العالم، يشغله ملايين المطورين، الذين لا يحمل الكثيرون منهم شهادة جامعية في هذا المجال على الأقل. الأمر الأكثر بروزاً في العالم العربي بسبب قلة عدد المطورين والأكاديميات المتخصصة، وازدياد المواقع والتطبيقات العربية التي تحتل المزيد من المساحات على الإنترنت بشكل جنوني في السنوات العشر الأخيرة. البداية يمكن أن تكون لتعلم بعض لغات البرمجة الضرورية للمجال الذي ترغب في التخصص به، وهناك عدة مواقع متخصصة، مثل Codecademy وCode.org المدعوم من شركاء كبار، على رأسهم آبل ومايكروسوفت وFacebook وGoogle.التصوير
وسائل التواصل الاجتماعي، والأفضلية التي تعطيها للمحتوى المصور، فرضت الحاجة إلى ملايين الصور يومياً تستخدمها شتى المؤسسات لتغذية حساباتها، خصوصاً في الشبكات التي لا تسمح أصلاً بإضافة سوى الصور مثل Instagram. الكثير من المصورين يبدأون من تصوير المناسبات الخاصة، وينتقلون في ما بعد إلى العمل في آلاف المؤسسات التي تحتاج إلى المزيد من المصورين سنوياً، والتي تشمل، إضافة إلى وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، المنظمات الأهلية التي تحتاج بشكل دائم للصور والفيديوهات، للترويج أو لتوثيق أعمالها وتقديمها للممولين والداعمين، والشركات التجارية والمؤسسات الحكومية أيضاً، التي قد تقوم بتوظيف مصورين، أو الاكتفاء بالتعاقد مع بعضهم، والسماح لهم بتقديم خدماتهم لمؤسسات أخرى.التصميم الغرافيكي
قد يعني التصميم الغرافيكي بالنسبة للكثيرين إتقان بعض برامج التصميم، ولكنه يتجاوز ذلك إلى معرفة الكثير من أسس التصميم، وتحديثها بما يتوافق مع الحاجات التجارية والرائج والبائد منها، الأمر الذي يصعب تحقيقه من دون اكتساب المعارف من مصمم ذي خبرة. من إيجابيات العمل في التصميم الغرافيكي سعة سوق العمل، فتقريباً كل مؤسسة تجارية تحتاج لمصمم واحد على الأقل، لتصميم المحتوى الإلكتروني الذي تبثه، أو ورقياتها وغلافات منتجاتها. البداية يجب أن تكون من إتقان برامج التصميم السائدة، على رأسها Adobe Photoshop وAdobe Illustrator، وإن كنتَ مهتماً بالعمل في إخراج الكتب والمجلات فلا بد من إتقان برنامج Adobe InDesign أيضاً. يمكن البدء من أدوات شركة أدوبي لتعليم برامج (Creative Cloud)، إضافة إلى العديد من الفيديوهات الموجودة على شبكة الإنترنت لتعليم هذه البرامج بشتى اللغات، ومنها العربية.إدارة شبكات التواصل الاجتماعي
نعم! يمكن أن يتحول الوقت الذي تقضيه على Facebook أو Twitter أو Instagram إلى عملٍ ذي مردود مرتفع. بل هو، وفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، رابع أفضل عمل في العالم حالياً. مع زيادة وسائل التواصل الاجتماعي الرائجة، واضطرار الكثير من المؤسسات والمشاهير إلى الحفاظ على حضور واسع فيها، فهي كثيراً ما توكل المهمة لشخص أو فريق يعتني بالأمر. العمل ليس بالسهولة التي يبدو عليها، فيتطلب معرفة الكثير عن لوغاريتمات كل شبكة والتحديثات التي تطرأ عليها وسلوك مستخدميها. كما معرفة سلوك شرائح معينة من الجمهور، يسعى رب العمل للوصول إليها دون غيرها من المعلومات المتسارعة التحديث، التي يصعب على الأقسام والمقررات التي أنشئت في العديد من الجامعات لهذا المجال متابعتها. من المتعذر خداع رب العمل في هذه المهنة ومن الصعب إقناعه بتوظيفك، لكن من الممكن أن تكون البداية بإنشاء حسابات تثبت من خلالها قدرتك على جذب العديد من المستخدمين وتفاعلهم.الترجمة
ليس المقصود هنا ترجمة الكتب الأدبية أو العلمية بالطبع، إنما ترجمة المسلسلات والأفلام بشكل خاص. ما تحتاجه لممارسة هذا العمل هو لغة إنجليزية جيدة، وسرعة في العمل. ويمكنك دائماً أن تجد من يرغب بتجهيز ترجمات عربية، بسبب قلة المتحدثين باللغة الإنجليزية مقارنة بالكم الهائل من الأفلام والمسلسلات الأمريكية التي تبتاعها الفضائيات العربية يومياً. إضافة إلى متاجر الأفلام التي تحتاج إلى أن تكون لديها ترجماتها الخاصة، من دون أن تلجأ إلى الترجمات الجاهزة الموجودة على الإنترنت.الصحافة الإلكترونية
تقوم اليوم الكثير من المواقع الصحفية العربية على التدوير الإعلامي، أي إعادة إنتاج وتحرير ما هو موجود فعلاً من معلومات على الإنترنت. كما أن تزايد عدد هذه المواقع، التي يهمل الكثير منها الشق الإخباري، يخلق المزيد من الحاجة إلى الصحافيين/ المحررين. عليكَ بداية أن تكون ملماً بموضوعٍ ما، إضافة إلى بعض التعليم الذاتي والمتابعة الكثيفة للصحافة العربية، لمعرفة أصول التحرير باللغة العربية. ويفضل الابتعاد عن المجالات الكبرى في الصحافة (الاقتصاد/ السياسة)، والأهم هو عدم الاعتماد على سيرتك الذاتية أو التقدم بالطرق التقليدية إلى العمل، بل الاعتماد على علاقاتك للحصول على فرصة للنشر في أحد المواقع، أو اللجوء إلى صحافة المواطن أو التدوين، ريثما تستطيع أن تثبت أنك أهل لتقديم مواد صالحة للنشر.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...