التاريخ مليء بأسماء ليست بالأسماء الأصلية لأصحابها. الألقاب والكنى والأسماء المستعارة كثيرة، لا سيما لدى الشعراء والأدباء. قد يلجأ الأشخاص لتغيير أسمائهم، إما لعيب فيها أو هروباً من نسب ما كـ"زياد بن أبيه" الذي قبل مذمة أن ينسب لأبيه عوضاً عن أن ينسب لأبي سفيان، أو لأسباب وجودية كـ"أدونيس" الذي غيّر اسمه إعلاناً لولادته الجديدة أو لطبيعة المهنة التي يمارسها.
يختار العديد من المواطنين في العالم العربي اليوم استخدام أسماء مستعارة نتيجة للضغوطات الاجتماعية، ورغبة منهم بالحصول على مساحة تعبير حرّة لا يدفعون ثمنها اجتماعياً أو سياسياً.
السعودية "سلام عبد العزيز" صاحبة رواية "دحرجة الغبار" تكتب الرواية باسمها المستعار، في حين أنها تكتب في الصحافة باسمها الحقيقي، كذلك السعودي "سمير محمد" صاحب رواية "سعودي لكن لقيط" حيث يتناول حياته كمجهول الأبوين في السعودية وطبيعة نشأته في ذاك المجتمع.
يقول محمد لرصيف22 "الاسم المستعار هو رمزية تحكمها ظروف معينة، وهي مرتبطة من جهتي بعملي، فأنا مدير تنفيذي في شركة كبرى وتحت إدارتي الكثير من الموظفين. كما أن المساهمين وملاك الشركة ليس من حقهم معرفة خلفيتي الاجتماعية، وكوني مجهول الأبوين".
لا يتوقف الأمر على الظروف المهنية، إذ يخشى محمد من تأثيرات الموضوع على بيئته الاجتماعية الصغيرة "أنا سأتزوج، وليس لزوجتي أو أبنائي لاحقاً ذنب في خلفيتي الاجتماعية". يصبح الاسم المستعار هوية ثانية يرتديها الشخص "اخترت اسمي المستعار بحيث تكون فيه حروف كثيرة مشتركة مع اسمي الحقيقي" يقول محمد.
ينسحب الأمر على الصحافة، المهنة الأكثر تأثيراً وحيوية إذ يرتبط فيها النتاج باسم صاحبه. الصحفي السوري "عبد الحاج" بدأ بممارسة المهنة منذ عدة سنوات وازداد نشاطه إثر الحراك في سوريا. اسمه الوهمي قريب من اسمه الحقيقي والمقربون منه اعتادوا على مناداته بـ"عبد".
يشرح لـرصيف22 ما يواجهه من عقبات بسبب اسمه "أواجه مشاكل إدارية في المصارف أو في التحويلات البنكية، كما أنني غائب باسمي الحقيقي تقريباً اجتماعياً ولكنني لا أتعاطى الشأن السياسي، فلذلك أنا مرتاح".
يواجه عبد الحاج مشاكل تتعلق بصلب المهنة أثناء التعريف عن نفسه "من أعمل معهم يعرفون اسمي الحقيقي، لكنني عندما أقابل ضيفاً جديداً يتوجب علي تعريفه باسمي الحقيقي، ثم تنشر المادة باسمي الوهمي، ما يخلق تساؤلات". مع ذلك، يساعد الاسم الوهمي عبد الحاج في المواقف الحساسة والتي قد تعرضه للخطر. يقول "عندما نشرت أكثر من مادة عن الجماعات المتطرفة (جبهة النصرة – داعش) في الشمال السوري، وعندما كتبت عن تجار النفط في دير الزور، كنت سأتعرض لمشاكل لو لم استخدم اسمي المستعار، إذ أنني كنت قريباً منهم". الصحفي اللبناني "جاد مطر" اختار اسمه "من أجل الشهيد السوري
لا يقتصر الأمر على الصحافيين، فالمصور الفلسطيني "
يطرح سعيد تساؤلاً يتعلق بمدى مصداقية من يستخدم اسماً مستعاراً، فيقول "الآن أعمل باسمي الأول الحقيقي. كوني
تم نشر هذا المقال على الموقع في تاريخ 27.03.2014
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون