شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
هل يغيّر الرومي نظرة الغرب إلى الإسلام؟ وما علاقة ليوناردو دي كابريو بهذا التغيير؟

هل يغيّر الرومي نظرة الغرب إلى الإسلام؟ وما علاقة ليوناردو دي كابريو بهذا التغيير؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الثلاثاء 27 يونيو 201711:32 م
في العام 2007، وصفت "بي بي سي" جلال الدين الرومي بأنه أكثر الشعراء شعبيّة في الولايات المتحدة. وعليه، من يكون أفضل من المتصوف والشاعر الفارسي، وأحد أبرع فقهاء الإسلام ومتصوفيه، لتغيير صورة الإسلام النمطية في الغرب؟ هذه الصورة التي تعرضت عبر العقود لتنميط مقصود في أغلب الأحيان، زجّ بها إما في خانة الإرهاب والتطرف، وإما في خانة السحر الشرقي الذي يصاحبه البخور وأجواء الشعوذة. [caption id="attachment_60579" align="alignnone" width="350"]ديفيد فرانزونيDavid-Franzoni_AFP ديفيد فرانزوني[/caption] لقد مدّت الشهرة الواسعة التي اكتسبها الرومي عالمياً، وتجربته الواسعة المفعمة بالتأملات العميقة الصالحة لمحاكاة هموم الإنسان في أي زمان ومكان، كاتب السيناريو العالمي ديفيد فرانزوني بحماسة بالغة لإخراج فيلم عن حياة الرومي، وعلاقته برفيقه شمس الدين التبريزي. وهكذا وافق فرانزوني، الحائز جائزة الأوسكار وجوائز كثيرة أخرى عن فيلم "غلادياتور" للبطل راسل كرو، على بدء العمل على سيرة شاعر القرن الثالث عشر الذي قال إنه "يشبه شكسبير". يشرح فرانزوني، كاتب فيلم "الملك آرثور"، لصحيفة "الغارديان" البريطانية بأن الرومي هو "تلك الشخصية التي تمتلك موهبة مهولة"، و"هو من الناس الجديرة بالاستكشاف دائماً". ويأمل المنتجون البدء بالتصوير مطلع العام المقبل. وكان فرانزوني زار برفقة ستيفن جويل براون، أحد المنتجين، تركيا للقاء خبراء ومختصين بشعر وحياة الرومي، كذلك زار ضريحه المقدس وأماكن عيشه في قونية. يعترف فرانزوني بأن إنجاز الفيلم يُعدّ تحدياً ضخماً، لكنه حاجة ملحة اليوم. العالم الذي يقدمه الرومي لا بدّ من فتحه على الجميع، لا بدّ أن نعطيه وجهاً وقصة. هذا الشاعر الذي أبدع في كتابه المثنوي، المترجم إلى العديد من لغات العالم، والذي هرب من مكان ولادته (أفغانستان اليوم) إبان الغزو المغولي، وسافر عبر بغداد ومكة ودمشق برفقة عائلته، قبل أن يلجأ إلى قونية (تركيا اليوم)، حيث توفي، هذا الشاعر يستحق الاحتفاء بجدارة. ويُعتقد أن الرومي التقى شمس الدين التبريزي في العام 1244، ليتغيّر مجرى حياته بعد ذلك. ولاحقاً، إثر اختفاء شمس، كتب الكثير من أشعار الحب، التي وجدت مكاناً في وقتنا المعاصر في كتب للجيب كانت الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة. [caption id="attachment_60581" align="alignnone" width="700"]Rumi_museum_lillianbennett_flickrRumi_museum_lillianbennett_flickr متحف جلال الدين الرومي[/caption] ويحبّذ كل من براون وفرانزوني أن يلعب ليوناردو دي كابريو دور الرومي، فيما يوكل لروبرت داوني جونيور دور شمس، علماً أنهما لا يزالان يعتبران الوقت مبكراً على اختيار الممثلين. وأوضح براون بأن "هذا هو المستوى المطلوب للممثلين"، في هذا الفيلم الذي تنتجه شركتا "واي" و"إي أس" للإنتاج. ويكمن التحدي الآخر في الفيلم في بناء الشخصية الحقيقية لكل من الرومي وشمس، المستقاة من مجموعة من الأساطير، فحتى التفاصيل البديهية المتعلقة بحياتيهما هي مثار جدال. يزيد من صعوبة هذا التحدي هالة القدسية التي تحيط بالشخصيات الإسلامية، والتي تركز على المحاسن وتنبذ أي كلام في عيوب تلك الشخصيات. من هنا، يشرح فرانزوني قائلاً "نحاول أن نعيد إحياء تلك الشخصية وأن نبتكرها في الآن عينه، بسبب الكثير من الغموض والنقص اللذين يحيطان بتاريخ الرومي، وبسبب القدسية التي تحيط به وتجبرنا على العودة إلى الإنسان الذي تحول إلى قديس، لا الكتابة عن القديس فحسب". شخصية شمس يلفها الكثير من التعقيد كذلك. لا يرى فيه العاملون على الفيلم شريراً، بل موثراً فوضوياً شتت الرومي عن تعاليمه وعائلته. في المقابل، قد يكون هذا الغموض عنصر قوة للكتاب والمنتجين إذ يمد القصة بمشاهد ساحرة، فـ"عظمة الرومي تأتي بشكل أو بآخر من عدم القدرة على توقعها"، وهكذا يجب أن يكون الفيلم، بحسب فرانزوني. وإلى جانب الرومي وشمس، سيركز الفيلم على كيميا، ابنة الرومي، الذي يؤمن بعض الباحثين بأنها تزوجت شمس. وفضلاً عن أشعاره، يمكن للمشاهد أن يتماهى مع حياة الرومي وهربه من الغزو، وهي تجربة مشابهة لما يعيشه الإنسان العربي في العديد من الدول. كما يمكن لمشاهدي الجيل الجديد من العالم العربي، ممن تتم تعبئتهم بأفكار متطرفة، أن ينفتحوا على عالم الإسلام السمح والمحب الذي كرسه شاعر التصوف. أما الأهم في رسالة الفيلم، فيتمثل في تغيير تلك الصورة عن الإسلام في الغرب، الذي يختزل المسلمين في "داعش" وأشباهه. يقول فرانزوني "أعتقد أن الأمر واضح حول سبب محبة الناس لهذا الشاعر. يذكرنا ذلك بلورانس العرب عندما سألوه عن سبب حبه للصحراء فقال: لأنها نظيفة". وعليه، يضيف السيناريست الأميركي، يمكن فهم هذا الحب لـ"مولانا"، إذ "يحسّ كل فرد بأن الشاعر في متناول يديه، فيشعر بالتماهي معه". التماهي الذي يشكل بعداً محورياً في التعاليم الصوفية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image