على الرغم من أن الطائفة السامرية مجموعة عرقية دينية تنتسب إلى بني إسرائيل، فإنها تختلف عن اليهود، إذ يعتبرون أن توراتهم هي الأصح وغير المحرفة. يتكلم السامريون اللغة العبرية القديمة، ويتقنون اللغتين العربية والعبرية الحديثة. وتنقسم الطائفة، التي تعتبر الأصغر في العالم إلى قسمين: الكهنة المسؤولين عن الأمور الدينية، وينحدرون من سلالة لاوي، أحد أبناء يعقوب، وعامة الشعب، وينحدرون من سلالة أبناء يوسف بن يعقوب.
إقامتهم
يقول الباحث في شؤون السامريين جميل ضبابات: "بقي السامريون في الشمال (نابلس ومحيطها)، علماً أنهم كانوا موجودين في الساحل وبيسان وعسقلان، ومجموعة كبيرة منهم تمركزت في غزة ودمشق حتى القرن السادس عشر، لكن الجزء المتبقي منهم في دمشق انتقل إلى نابلس. في العقد الأول من القرن العشرين، بدأت طلائع السامريين تنتقل إلى منطقة حولون، القريبة من تل أبيب لأسباب اقتصادية، وازداد عددهم بعد اجتياح القوات الإسرائيلية للضفة الغربية عام 1967. بالتالي يعيش أكثر من نصف السامريين في حولون، والبقية قرب جبل جرزيم، علماً أن عددهم نحو 800 شخص".
قبلتهم والاختلاف عن اليهود
الكتاب المقدس للسامريين هو التوراة، ويشير ضبابات إلى أن هناك فروقاً بين التوراة اليهودية والسامرية، منها مكان القبلة. يضيف: "قبلتهم أو الجبل المقدس بالنسبة إليهم، هو جبل جرزيم في نابلس، ولا يعترفون بأي قدسية للقدس، خصوصاً أنها لم تذكر في توراتهم على الإطلاق".
ويقول مدير مركز الدراسات السامرية سمير يوسف سراوي السامري: "تنحصر الكنائس لدينا في جبل جرزيم، وحي الغروز وسط نابلس وحولون، علماً أننا لا نحتاج لأكثر من هذه الكنائس نتيجة قلة عدد أبناء الطائفة. حتى على مستوى اللغة، فإن اللغة السامرية المكتوبة تختلف كلياً عن الحرف اليهودي، وتتألف من 22 حرفاً، تقرأ من اليمين إلى اليسار".
صلاتهم
وأوضح السامري أن الصلاة السامرية بديل للقرابين التي كان الأجداد يقدمونها. وأضاف: "لكن نظراً لعدم وجود قرابين في وقتنا الحاضر، تم استبدالها بالصلاة، التي تتألف من آيات من التوراة، ونقوم بها مرة قبل بزوغ الفجر، وأخرى بعد غياب الشمس، عدا يوم السبت الذي نخصص فيه 7 صلوات". علماً أن الصلاة تشمل السجود والركوع، (بعكس صلاة اليهود)، وتسبق الصلاة تغيير الملابس والوضوء المختلف قليلاً عن وضوء المسلمين".
طقوس السبت
ابن الكاهن الأكبر للطائفة السامرية، رئيس جمعية الأسطورة السامرية الكاهن يعقوب عبدالله، قال: "نحن نعيش حياتنا الطبيعية في أيام الأسبوع، لكننا نعود يوم السبت 3600 سنة إلى الوراء، فنغير ملابسنا ونلبس اللباس العربي، ولا نستخدم الكهرباء أو الإنارة أو الوقود أو الهاتف داخل المنزل، حتى أننا نُحضّر طعام السبت سلفاً، فهذا اليوم يوم لراحة النفس والدعاء والصلاة للرب، والجلوس إلى جانب الأولاد".7 اعياد دينية
للطائفة 7 أعياد دينية وردت في التوراة، ويوضح السامري: "تبدأ بعيد الفصح، الذي يقع عادة في شهر أبريل من كل عام، نذبح القرابين ونقدمها افتداءً لأبكار الإسرائيليين بمناسبة ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر. ثم عيد الحج. بعده بـ50 يوماً يبدأ عيد الحصاد. والنصف الثاني من السنة يبدأ بعيد رأس السنة العبرية، في بداية الشهر السابع من السنة العبرية، وبعد 10 أيام يأتي عيد الغفران، وبعده بـ5 أيام عيد العرش أو المظلة، ونعمل في هذا العيد مظلة مكونة من الفاكهة. وبعد 8 أيام يكون عيد فرحة التوراة، أو ما يسمى عيد يوم الاجتماع. عليه يحج السامري 3 مرات سنوياً أولها في اليوم السابع من عيد الفصح، ثم في اليوم الـ50 من عيد الحصاد، بينما يكون الحج الأخير في اليوم الأول من عيد المظلة".
الحج لجبل جرزيم، كأقدس بقعة في العالم لديهم، يكون لباسهم فيه مختلفاً وهو اللباس العربي والطربوش الأحمر، ويجب على كل سامري أن يغطي رأسه خلال الصلاة.
لا يجمعون بين اللبن واللحم ولا يأكلونهما معاً
ويقول السامري: "في عيد الفصح نقوم بتغيير أنواع المأكولات التي نأكلها، كأن نأكل الخبز غير المختمر، ونتجنب الخمائر بشكل عام، كما نأكل نبتة اسمها (الماروره) ذات المذاق المر، فهي تعمل على تطهير الجسم، وتذكرنا بمرارة الحياة التي عاشها بنو إسرائيل في مصر". وأضاف سراوي: "نمتنع بشكل عام عن أكل اللحوم مع مشتقات الألبان، تنفيذاً للآية التي جاء فيها (لا تأكل جدياً مع لحم أمه)، فالجسم يحتاج 3 -7 ساعات لهضم اللحوم، و3 ساعات لهضم الألبان".الهوية السامرية
يحمل السامريون هوية فلسطينية وأخرى إسرائيلية، إذ يعتبرون أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الإسرائيلي الذي خرج من مصر. لكن سبق أن رفض السامريون طلباً إسرائيلياً بالتنازل عن الهوية الفلسطينية مقابل الحصول على الهوية الإسرائيلية. لكن المواطنة بالنسبة للمقيمين في منطقة حولون تعني تجنيدهم العسكري، والتجنيد في الجيش إلزامي، لكن الكهنة طلبوا أن لا يتم تجنيد السامريين للحرب، وأن ُيكتفى بتجنيدهم للحراسة، أو في الوظائف المكتبية، "لأن موقفنا حساس كطائفة سامرية"، يقول الكاهن يعقوب عبدالله.
زواج البدل
رئيس جمعية الأسطورة السامرية أوضح أن الطائفة تعاني من النقص في عدد الإناث مقارنة بأعداد الذكور. وقال: "عملياً مقابل كل 3 شبان ذكور هناك فتاتان في الطائفة، لذلك من يرغب بتزويج ابنه بفتاة سامرية غالباً يشترط والد الفتاة على والد العريس تزويج ابنته لابنه كـ(زواج البدل) ليضمن والد العروس زواج ابنه. لكن الأمر لا يتم إلا بموافقة الطرفين، ونقص الفتيات رفع معدل سن الزواج للشاب السامري بتقديري لأكثر من 28 سنة لأبناء الطائفة في نابلس، و26 سنة تقريباً في حولون، وذلك يعود لعوامل اقتصادية".الفتاة السامرية لا يحق لها الزواج إلا من داخل الطائفة
أكد سكرتير لجنة الطائفة السامرية اسحاق رضوان السامري أن الكهنة أعطوا تصريحاً بالزواج من خارج الطائفة، شرط أن تعيش الفتاة داخل الطائفة، وتتعرف على الطقوس والعادات. ويقول: "إذا أدت الفتاة التعاليم والشرائع السامرية، تعتنق الديانة السامرية ويجري تزويجها، وقد تم الزواج من فتيات من خارج بنات الطائفة بينهن مسلمات ومسيحيات". وأوضح أن كل ما يتعلق بالأمور الدينية، كترتيب الصلوات والأعياد والقوانين الدينية والعبادة والكنيسة والزواج، هو من اختصاص الكاهن الأكبر والمجلس الكهنوتي الذي يضم 12 كاهناً، علماً أن اختيار الكاهن الأكبر يكون بناءً على أكبر أفراد العائلة سناً من عائلة الكهنة، على أن يكون متفقهاً وعالماً بأمور الدين. حالياً الكاهن الأكبر هو عبدالله واصف توفيق، ويبلغ من العمر 82 سنة. وهناك لجنة أخرى لكل ما يتعلق بالأمور الدنيوية، وتسيير الأمور الحياتية والاجتماعية للطائفة. يجري انتخابها كل سنتين وتتكون من 5، ويترشح لها كل من جاوز عمره 30 سنة. ويقول السامري: "لدينا مصادر دعم ومشاريع من حكومات لها علاقة بالطائفة، بمساعدة من السلطة الفلسطينية التي تقدم لنا منحة مالية سنوية".فترة الحيض والنفاس لدى المرأة السامرية
تقول السامرية جنان حسني إن الفتاة السامرية تنعدم الطهارة لديها في فترة الحيض، فتؤخذ قليلاً من المجتمع، يكون لها سرير منفصل قليلاً عن غرفتها، وتأكل وحدها، كما تكون حاجياتها منفصلة عن بقية حاجيات أفراد الأسرة، كما لا تلمس أي شيء طاهر في البيت، لا أولادها ولا الطعام. وتعتبر حسني أن ذلك لا ينتقص من قيمة المرأة، فهي فرصة ليشعر الرجل بالأعباء التي تقع على عاتق الزوجة. فهو الذي يقوم بمقام الأم والزوجة، من أعمال منزلية. وتقول: "تَعتبر المرأة السامرية هذه الفترة فترة راحة. والأمر نفسه يحصل في حالة نِفاس الزوجة، إذا كان المولود أنثى تستمر فترة الِنفاس والراحة 80 يوماً، بينما تستمر 41 يوماً إذا كان المولود ذكراً".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع