شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
الهندوس من أكبر الأقليات في دول الخليج

الهندوس من أكبر الأقليات في دول الخليج

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 9 مايو 201612:13 م

ليست علاقة الهندوس بدول مجلس التعاون الخليجي والإمارات بشكل خاص، وليدة اليوم. بل تعود إلى مئات السنوات، إذ كان ملايين من الهنود، وغالبيتهم من الهندوس، يهاجرون إلى الدول الخليجية الغنية بالنفط بحثاً عن لقمة العيش، سواء كانوا عمالاً أو رجال أعمال.

يقول نارين ساولاني، أحد أعضاء اللجنة الإدارية لـمجمع دبي لمعبدي الهندوس Shiva and Krishna Mandir: "الهندوس يعيشون في الإمارات منذ أكثر من قرن. يعملون من دون التدخل بشؤون الآخرين. وطالما كانوا جزءاً من تطور البلاد التي تقدّر جهودهم. حتى أن الحكومة كثيراً ما كانت متعاونة جداً ومتفهمة، وعملت على مساعدة واحترام الجالية الهندوسية" وحرية العبادة، باستثناء تسجيل الزواج، الذي يقام في المعبد في الدوائر الرسمية.

فمجمع معبدي شيفا وكريشنا مندير، بُني عام 1958 بعد أن سمح الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ببنائه في منطقة بُر دبي القديمة. ويضم اليوم المعبدين الوحيدين في الإمارات: الأول مكرّس للإله شيفا، والثاني للإله كريشنا.

في هذا المجمع، يحضر الآلاف للصلاة وتأدية واجباتهم الدينية. ويضيف ساولاني: "لا نواجه أي مشاكل في ممارسة ديننا الهندوسي في دبي، حتى أننا لم نضطر إلى تعديل أو تغيير أي شيء في طقوسنا". ويتابع: "الهندوس يمارسون دينهم كما يفعلون ذلك في الهند. فنحتفل، على سبيل المثال، بعيد ديوالي أو مهرجان هولي، أو مهرجانات جنوب الهند بالطريقة نفسها التي نحتفل بها في وطننا الأم". ويوضح: "في بعض هذه المناسبات، يحضر 100 ألف يومياً إلى المعبد في دبي".

Michael-Theis_Flickr

الإمارات العربية الوجهة المفضلة

يشار إلى أن الهندوسية هي ثالث أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية والإسلام. وتضم الهند أكبر عدد من الهندوس في العالم (أكثر من 5 ملايين). ومن المتوقع أن يزداد عددهم في العالم من مليار عام 2010، إلى نحو 1.4 مليار عام 2050. وهذا ارتفاع طفيف، إذ سيبقى الهندوس يشكلون 15% من سكان العالم، بحسب مركز بيو للأبحاث. إلا أننا اعتبرناها أقلية في المنطقة العربية، خصوصاً أنها غالباً ما تكون ديانة الوافدين إلى دول المنطقة التي تشمل غالبية مسلمة.

وقدّر مركز الأبحاث نفسه في آخر دراسة أجراها عام 2010، بإجمالي يصل إلى 1.77 مليون هندوسي في مختلف الدول العربية، غالبيتهم، في دول مجلس التعاون الخليجي. ففي الإمارات 490 ألف هندوسي، وفي السعودية 390 ألفاً، وفي قطر 240 ألفاً، وفي الكويت 230 ألفاً، وفي سلطنة عمان واليمن 150 ألفاً، وفي البحرين 120 ألفاً. 

أما الدول العربية الأخرى كلبنان والأردن وجيبوتي ومصر وفلسطين، فلا تضم كل منها، بحسب الدراسة، إلا نحو 10000 هندوسي.

معابد أكثر مما نتخيّل

عام 2015، أعلن الشيح محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، عن قرار بتخصيص قطعة أرض لبناء معبد هندوسي هو الأول في الإمارة أبو ظبي. قرار أثار جدلاً واسعاً على موقع Twitter، بين معارض لهذا القرار الذي يشجع أديان أخرى غير الإسلام، ومؤيد له كانعكاس لانفتاح الإمارات وحرية كل الأديان في ممارسة شعائرها. كما نجد موقعاً لحرق جثث الموتى Cremation ground.

أما في العاصمة البحرينية المنامة، فيوجد معبدان هندوسيان، معبد إسكون في حي الكويت، ومعبد كوروفايورابان لطائفة هاري كريشنا في العدلية.

وفي سلطنة عمان، حيث وصلت الهندوسية عام 1507 من السند، وجدت العديد من المعابد القديمة، التي اختفت اليوم، ولم يتبقَ إلا معبدان في العاصمة: معبد كريشنا في روي ومعبد شيفا في المطرح الذي يعتقد أنه بني قبل مئة عام، ويجذب حشوداً ضخمة من الهندوس.

Hindu-Temple-OMAN_AFP

وفي القرن التاسع عشر، بنيت عشرات المعابد الهندوسية في عدن، أشهرها معبد شري تاميرقا (1862) ومعبد شري رام جي (1875) ومعبد هانومان (1882).

وكما حال كل الأديان غير الإسلام في السعودية، لا يسمح للهندوس ببناء المعابد أو إقامة الاحتفالات بأعيادهم. وغالباً ما يمارسون طقوسهم في شقق أو فيلات.

الهندوسية باختصار

يطلق على الهندوسية أيضاً البراهمية، وهي الديانة السائدة في الهند والنيبال، وتجمع باقة من العقائد والتقاليد، وتعتبر من أقدم الديانات المعروفة في العالم، وتعود إلى نحو 1400-1600 ق.م. وهي ديانة متعددة الآلهة، إذ أنها تعترف بوجود نحو 330 مليون إله. لكن الهندوس يعبدون إلهاً واحداً فوق كل الآلهة الأخرى، هو البراهما الذي لا يمكنهم معرفته أو فهمه، ويؤمنون بأنه يشكل كل جزء من العالم.

كما يؤمن الهندوس أن ربهم موجود في ثلاث صور منفصلة: فينشو التي تعني الحافظ، وبراهما أي الخالق، وشيفا أي المهلك. 

Guilhem-Vellut_Flickr

لا يعتبر "غيتا" بمثابة الكتاب المقدس لدى الهندوس، بل هو من أهم الكتب بسبب غياب كتاب موحد لها. وتوجد العديد من الكتابات القديمة التي تناقلتها الأجيال على غرار يوبانيشدا والرامايانا والماهباهاراتا، التي تضم التراتيل والفلسفة والشعر والقصص والأساطير. 

ويؤمن الهندوس بأن الهدف الروحي الأسمى، هو الاتحاد بالبراهما، ومن أجل أن يصلوا إلى حرية الموكشا، سيتقمّصون مراراً وتكراراً بحسب الكارما، حتى يتمكنوا من تحقيق ذاتهم الحقيقية. 

كثيرة هي الأساطير التي تحيط بالهندوسية إلا أنّ معظمها غير صحيح. فالهندوس لا يعبدون الأوثان، بل كل ما يذكرهم بالرب. كما أنهم لا يعبدون البقرة لكنهم يعتبرون أنها على غرار المخلوقات الأخرى، فيها حياة وبالتالي هي مقدسة. وعلى الرغم من ذلك، ليس الهندوس نباتيين، بل غالبيتهم يأكلون اللحوم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image