"التحليق" كمنهج حياة

على مسرح الإعلام
"الإعلام هو المسرح والميكروفون والمنصة التي أعبر من خلالها عن أفكاري في الحياة، لذلك اخترت دراسته"، قالت. في واحدة من المرّات، كانت مُسافرة مع طاقم عمل برنامج تلفزيوني كمساعدة مُعدّ، وكان تصوير البرنامج يتطلّب السفر إلى نحو تسع دول. حينذاك، شعرت برغبة في سؤال الناس حولها عن حلمهم وتصوير آرائهم بكاميرتها الخاصة. وبالفعل قامت بتصوير مقاطع فيديو عدّة وعملت على إعدادها ومنتجتها ونشرتها حلقات على يوتيوب، وكانت إحداها في اليابان وأخرى في الصين وثالثة في لندن. ثم مرّ عام دون أن تنشر سوى خمسة فيديوهات أنتجتها بمجهودها الشخصي وكانت شرارة الانطلاق. في لندن صوّرت حلقة طرحت فيها على الناس سؤالاً بسيطاً: "ما الفكرة التي تدور برأسك عندما ترى حجابي؟". على تلك التجربة علّقت: "أحبّ هذه الحلقة جداً خاصة أنني سمعت إجابات جميلة لم أكن أتوقعها. كانت معظم الإجابات إيجابية ومُفاجِئة، فهنالك مَن شبّه المحجبات بهدية مغلفة بغلاف جميل وزاهٍ، وهناك مَن اعتبره مكملاً لجمال المرأة، فيما أشارت سيّدة إلى تأثير لون الحجاب على مَن يراه وقالت إنها تشعر بالحزن عندما ترى نساء يرتدين الحجاب الأسود الذي يغطيهن".التفرّغ لبرنامجها الخاص
بعد مرحلة من العمل المزدوج، إذ كانت تعمل مساعدة معدّ في قناة تلفزيونية إلى جانب برنامجها الخاص على يوتيوب، تلقّت عرضاً من شبكة UTURNent الإعلامية التي تقدّم برامج على يوتيوب ووقّعت معها عقداً فاستقالت من عملها السابق وانطلقت مع قناة "حلّق مع هيفاء". تهتم بسيسو بالتواصل مع الثقافات المختلفة أكثر مما تهتم بالسفر نفسه، وتحبّ التواصل مع الناس كمسلمة وتقول: "كوني مسلمة لا يشكل هذا لديّ أيّة مشكلة في التواصل مع الآخرين، فأنا دائمة الابتسام، والمرء عندما يبتسم ويحب الشخص الذي يُقابله فإن ثمة نوراً يخرج من عينيه يُشعر الآخر بالإيجابية ويزرع القبول".
الشعب المبتسم
تتمنى هيفاء العودة إلى بعض الدول التي قامت بزيارتها، فقد أكسبها السفر رؤى جديدة، وتقول: "أتمنى أن أسافر إلى زنجبار ونبيال ولندن مرات أخرى. أحببت سكان زنجبار واكتشفت بعد رحيلي عنهم أنني أحب الأفارقة جداً لأن لديهم بساطة وحباًً عالياً للموسيقى، بل إن حب الحياة متوارث في جيناتهم". وأضافت: "تمنّيت لو أنني أعيش في نيبال. فما قرأته عن النيباليين حول أنهم شعب مبتسم، رأيته هنالك واقعاً في تفاعلهم معي ومع الحياة من حولهم وفي جُل طقوس يومهم. في بلادهم مُتع مثيرة والاخضرار على مدى النظر مع نقاء الحياة وبساطة العيش". عاشت بسيسو خلال سفراتها المتعددة الكثير من المغامرات الشيقة. من القفز عن جبل في اليابان، إلى الغطس في مياه زنجبار، إلى تجربة عيشها في قرية في تنزانيا سجّلت عنها حلقتين عنونتهما بـ"من دبي إلى القرية". ترى هيفاء أن العرب يعملون على قتل الإبداع والتغيير بينما في الغرب يشجعون "حب الاختلاف" ويرحبون جداً بالشخص الذي يكون على طبيعته ويُكوّن شخصيته المستقلة. لا تجد في "إسلامها" ما يعوق سفرها حول العالم وتقول: "إسلامي هو الذي منحني القيمة في السفر. فأنا لا أسافر للمتعة بل للتواصل، ومجرّد سَيْري أمام الناس سيراً محموداً، فهذا يعكس صورة جميلة عن الإسلام". ولا تُخفي هيفاء ما شاهدته من تصرفات مُشينة للعرب في ماليزيا، وبرأيها إن هذا يؤثر سلباً على نظرة العالم إلى العرب أكثر مما تؤثر النظرة السلبية التي تبثها بعض وسائل الإعلام عنهم. يُعمّق السفر من نظرة هيفاء للحياة وتقول: "أرغب في أن يكون لشريك حياتي نظرة في السفر على أنه أسلوب حياة وليس هواية، وأؤمن جداً أن هنالك شريك حياة مجنون مثلي وسيحب طريقة الحياة هذه وأتساءل: ما المشكلة لو تجولنا حول العالم بـ"كرفان" مثلاً؟".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ يوممادة قوية، والأسلوب ممتاز
Apple User -
منذ 4 أيامهل هناك مواقف كهذه لعلي بن ابي طالب ؟
Assad Abdo -
منذ أسبوعشخصية جدلية
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعأن تسخر التكنولوجيا من أجل الإنسان وأن نحمل اللغة العربية معنا في سفرنا نحو المستقبل هدفان...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعلم تسميها "أعمالا عدائية" وهي كانت حربا؟
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعnews/2025/03/12/nx-s1-5323229/hpv-vaccine-cancer-rfk في هذا المقال بتاريخ لاحق يشدد الأطباء على...