عام 2004، وبينما كان يسير محمد صالح، 43 عاماً، في منطقة الفكة بمحافظة ميسان العراقية وهو يرعى أغنامه، انفجر لغم أرضي في ماشيته وأصيب بشظايا في ظهره. كان ذاك اللغم من مخلفات الحرب العراقية الإيرانية التي دارت في ثمانينيات القرن الماضي.
صالح هو واحد من المئات الذين تضرروا بسبب الألغام الأرضية، وقد يكون الأقل تضرراً من بين أقرانه الذين قُطعت أيديهم أو أرجلهم وفارق بعضهم الحياة.
قال صالح لرصيف22 إنه كان يسير في منطقة الفكة وكان العراق حينذاك غير مستقر بسبب الحرب الأميركية، ولم تكن هنالك أية تحذيرات من خطورة المناطق التي كان يرعى فيها ماشيته.
وأضاف: "القدر خلصني من الموت. هنالك العشرات غيري فارقوا الحياة أو أصبح لديهم إعاقة بسبب تلك الألغام"، وتابع: "منذ تلك الحادثة لم أجُل في منطقة الفكة أو أية منطقة غير مؤمنة ومطهرة بشكل تام".
BnBohQACUAAqayH محافظ ميسان مع شركة لإزالة الألغام في المحافظة[/caption]
Mines Iran Iraq Social Media
وأضاف أن "العراق بحاجة إلى جهد كبير للتخلص من الألغام والأجسام غير المنفلقة، ونحن نقوم بدور كبير منذ أكثر من عشر سنوات في تطهير المناطق المزروعة بالألغام. ورغم أن هنالك صعوبات في العراق لتطهير المناطق، تمكنّا من عمل شيء إيجابي".
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن المواقع المزروعة بالألغام في العراق تغطي نحو 1.730 كيلومتراً مربعاً، وتؤثر في نحو 1.6 مليون نسمة، وقد تسببت الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في قتل أو جرح مواطنيْن عراقييْن اثنين في المتوسط كل أسبوع خلال عام 2009، وكان 80% منهم فتيان تراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة. كما تعرّض بين 48 إلى 68 ألف عراقي لبتر الأطراف بسبب الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة".
الجبهات الحدودية
محافظة ميسان، وعاصمتها مدينة العمارة، تقع جنوب شرق العراق، بالقرب من الحدود العراقية-الإيرانية، شهدت مع بدء الحرب بين البلدين، بداية العام 1980، معارك عدّة. وكانت واحدة من الجبهات التي دار فيها القتال بين الجيشين العراقي والإيراني. في مقال كتبه مدير المنظمة العراقية لإزالة الألغام مزاحم جهاد في صحيفة المدى البغدادية تحدث عن "وجود 26 مليون لغم مزروع وملايين المقذوفات غير المنفلقة (المنفجرة)"، وعن "أن 8-10 أشخاص هم ضحايا الألغام والمقذوفات يومياً، كما أن تكلفة تطهير لغم تبلغ 350 دولاراً أميركياً". زُرعت الحدود العراقية-الإيرانية التي تمتد على طول 1450 كيلومتراً، من أقصى جنوب العراق عند شط العرب على الخليج العربي إلى الحدود الثلاثية بينهما وبين تُركيا، بالألغام من قبل الدولتين المتحاربتين طوال ثماني سنوات حتى عام 1988. هذه المناطق الحدودية التي تشمل محافظات البصرة جنوب العراق، وميسان جنوب الشرق، وديالى شرقاً والسُليمانية في إقليم كردستان العراق حالياً، كانت جميعها مزروعة بملايين الألغام الأرضية. [caption id="attachment_55922" align="alignnone" width="700"]
حروب كثيرة... ألغام كثيرة
في الحرب العراقية الإيرانية، وقبلها خلال المعارك التي نشبت بين القوات العراقية والمسلحين الأكراد بقيادة مصطفى البارزاني في أربعينيات القرن الماضي، كانت تُستخدم الألغام الأرضية، وهي متفجرات تنتظر احتكاكاً بها لتنفجر. أما في آخر حربين خاضهما العراق، عام 1990 عندما دخل الكويت وجوبه بتحالف دولي، وعام 2003 في الحرب الأميركية التي أسقطت نظام صدام حسين، فقد تراكمت مخاطر ذات صلة أيضاً بالقذائف غير المنفجرة، وهي التي تسقط من الطائرات أو تُطلق من مدافع وآليات عسكرية ولا تنفجر أو تُترك بعد المعارك.ضحايا كثر بلا إحصاء
ضحايا الألغام في العراق كثيرون لكن لا الحكومات العراقية المتعاقبة ولا منظمات المجتمع المدني أعدت إحصاءات بأعدادهم. لذا يبقى الحديث عنهم تقديرياً غير مستند إلى أرقام. وقال مدير عام المنظمة العراقية لإزالة الألغام، مزاحم جهاد لرصيف22 إن "بعض المناطق الجنوبية في العراق تُعاني من وجود ألغام أرضية لم تنفجر منذ الحرب العراقية-الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، خاصة في محافظة ميسان، وهذا ما يُشكل خطراً كبيراً على المدنيين هنالك"، مؤكداً أن "عدد ضحايا هذه الألغام قد يزداد".
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 5 أياميخلقون الحاجة ثم يساعدون لتلبيتها فتبدأ دائرة التبعية
Line Itani -
منذ 6 أيامشو مهم نقرا هيك قصص تلغي قيادات المجتمع ـ وكأن فيه يفوت الأوان عالحب
jessika valentine -
منذ اسبوعينSo sad that a mom has no say in her children's lives. Your children aren't your own, they are their father's, regardless of what maltreatment he exposed then to. And this is Algeria that is supposed to be better than most Arab countries!
jessika valentine -
منذ شهرحتى قبل إنهاء المقال من الواضح أن خطة تركيا هي إقامة دولة داخل دولة لقضم الاولى. بدأوا في الإرث واللغة والثقافة ثم المؤسسات والقرار. هذا موضوع خطير جدا جدا
Samia Allam -
منذ شهرمن لا يعرف وسام لا يعرف معنى الغرابة والأشياء البسيطة جداً، الصدق، الشجاعة، فيها يكمن كل الصدق، كما كانت تقول لي دائماً: "الصدق هو لبّ الشجاعة، ضلك صادقة مع نفسك أهم شي".
العمر الطويل والحرية والسعادة لوسام الطويل وكل وسام في بلادنا
Abdulrahman Mahmoud -
منذ شهراعتقد ان اغلب الرجال والنساء على حد سواء يقولون بأنهم يبحثون عن رجل او امرة عصرية ولكن مع مرور الوقت تتكشف ما احتفظ به العقل الياطن من رواسب فكرية تمنعه من تطبيق ما كان يعتقد انه يريده, واحيانا قليلة يكون ما يقوله حقيقيا عند الارتباط. عن تجربة لم يناسبني الزواج سابقا من امرأة شرقية الطباع