في انتخابات الكنيست العشرين التي عقدت في مارس 2015، شارك 11 حزباً، ونجح 10 منها في الوصول إلى نسبة الحسم القانونية التي تسمح لها بالحصول على مقاعد داخل الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
وأيضاً، هنالك أحزاب أخرى، "أحزاب الظل"، تشارك في العملية السياسية بشكل أو بآخر. وبحسب موقع وزارة العدل الإسرائيلية، فإن عدد الأحزاب المسجلة حتى مارس 2016 بلغ 103 أحزاب. ولكل منها موقف معيّن من القضية الفلسطينية.
في هذا التقرير نستعرض مواقف أبرز الأحزاب الإسرائيلية من القضية الفلسطينية.
إسرائيل إلى تحسين علاقاتها مع دول الجوار ومع الفلسطينيين من أجل تحقيق أمنها وهو الشرط لإقامة السلام.
لكن الحزب يعتبر أن القدس عاصمة أبدية لأرض اليهود وغير قابلة للتفاوض أو التقسيم، ما ينفي جملةً وتفصيلاً سعيه للسلام بالأساس. كما أن تأييده الدائم لتوسيع الاستيطان يؤكد سياسته التوسعية في الأراضي الفلسطينية. فالحزب الذي أسسه مناحم بيغن يرفض العودة إلى ما يعرف بحدود 1967، كما يرفض إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وحول إمكانية انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية على غرار انسحابها من قطاع غزة إبان رئاسة أرييل شارون لليكود والحكومة عام 2005، أكد نتنياهو أن لا نية لديه في ذلك، وأشار إلى أن الانسحاب سيضعها تحت سيطرة مجموعات إسلامية متطرّفة، مستشهداً بأن الانسحاب من لبنان وغزة شهد نمواً كبيراً لحزب الله اللبناني وحركة حماس.
حزب الليكود
يترأس حزب الليكود رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، ويحتلّ 30 مقعداً داخل الكنيست، أي أكبر كتلة نيابية حالياً. ولمعرفة موقف هذا الحزب الذي تكوّن بعد اندماج حزبي "حيروت" ويعني الحرية والحزب الليبرالي من القضية الفلسطينية، لا بدّ من التعرّف على فكره ومبادئه الأساسية المعروفة منذ تأسيسه عام 1973. فبحسب وثيقة الحزب، لإسرائيل الحق في "كامل أرض إسرائيل التاريخية"، أي فلسطين وشرق الأردن. وفي ما يخص السلام مع الفلسطينيين والعرب، يؤمن حزب الليكود بأنه لن يأتي إلا من خلال المفاوضات المباشرة. ووفقاً لوثيقته، ستسعىالمعسكر الصهيوني
اتحد حزبا العمل و"الحركة" الإسرائيليان في نهاية 2014 لخوض الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة ضد الليكود. ويمثل حزب العمل الذي يتزعمه يتسحاق هرتسوغ المعارضة الإسرائيلية، بينما تتزعم حزب الحركة الصهيونية تسيبي ليفني. وبحسب بنود التحالف بين الحزبين، يتبنى المعسكر الصهيوني سياسة حلّ الدولتين لشعبين. والمعسكر يقدم نفسه على أنه معتدل. وبالرجوع إلى مبادئه المنشورة على موقع وزارة العدل الإسرائيلية، نجد أن البند الثاني منها ينصّ على تشجيع وتعزيز اتفاقات السلام مع جيران إسرائيل، لكن هدف الحزب الأول هو الحفاظ على قيم إسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي. كما يتفق الحزبان الحليفان على أن القدس غير قابلة للتفاوض عليها وبأنها عاصمة إسرائيل. والجدير بالذكر في ما يخص حزب العمل أنه تبنى، في بعض فترات حكمه لا سيما حينما كان إيهود باراك على رأسه، سياسة احتلال الأراضي الخالية من السكان مع تدعيم الاستيطان، وهذا يتناقض جملة وتفصيلاً مع إدعائه السعي إلى السلام مع جيرانه وإنهاء الصراع مع الجانب الفلسطيني.البيت اليهودي
يترأس حزب البيت اليهودي حالياً نفتالي بينيت الذي يتولّى وزارة التعليم. وعلى الرغم من عدم تضمّن وثيقة الحزب المنشورة على موقع وزارة العدل أيّ حديث عن القدس أو القضية الفلسطينية، واقتصار بنوده التسعة على أهداف داخلية اجتماعية دينية كونه يستهدف اليهود المتديّنين بشكل كبير، إلا أن هذا الحزب معروف بتوجهاته المتشددة تجاه القضية الفلسطينية ورفضه التام لأيّة تسويات. وجاء في برنامج الحزب الانتخابي الذي طرحه العام الماضي التالي: "نحن نعارض أيّ شكل من أشكال الدولة الفلسطينية من الغرب إلى الأردن. إنّ القيادة الفلسطينية لا تريد أراضي 67 وإنما كل دولة إسرائيل، ولذلك فليس هنالك حلّ مثالي في جيلنا". ويهدف بينيت ورفاقه إلى فرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وفك ارتباطها بغزة تماماً، مع إمكانية منح 50 ألف عربي حق المواطنة الكاملة، إضافة إلى سعيه لمنع دخول أيّ فلسطيني لاجئ في الدول العربية إلى الضفة الغربية. يعارض الحزب كلياً حل الدولتين وأيّة تسويات سلام مع الجانب الفلسطيني، ويكرر المطالبة بهدم الأنفاق والإغارة على حماس.إسرائيل بيتنا
يترأس الحزب أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية السابق. والحزب معروف بتوجهاته اليمينية. وبعد الرجوع إلى أهدف الحزب الرسمية على موقع وزارة العدل الإسرائيلية اتضح أن 12 هدفاً مذكوراً لم تتطرق إلى القدس أو مصير السلام مع الجيران. بيد أن الحزب يعارض تماماً فكرة السلام مع العرب، وهو ما ظهر جلياً في فبراير 2014 حين أعلن عن حملته الانتخابية التي نصّت على أنه يرغب بالسلام لكن السلام ليس أهم من بقاء إسرائيل دولة للشعب اليهودي، وليس أهم من الأمن الدائم لجميع مواطنيها. وأشار البرنامج إلى أن الإسرائيليين يمدّون يدهم للسلام مع العرب، لكن لو اختار العرب طريق الحرب فعلى الدولة أن تكون مستعدة لحرب ضروس لا هوادة فيها. مسألة القدس غير قابلة للتفاوض لدى أنصار حزب ليبرمان، والسيادة الكاملة لإسرائيل على جميع المستوطنات أمر بديهي بالنسبة إليهم. وقد تبنى رئيسه قبيل الانتخابات حملة وقع عليها أكثر من 100 ألف إسرائيلي عنوانها "الموت للمخربين" طالب فيها بإعدام كل شخص يقدم على أيّة عملية ضد الجيش والشرطة والمواطنين في إسرائيل.هناك مستقبل
أسس حزب "هناك مستقبل" الإعلامي السابق في التلفزيون الإسرائيلي يائير لابيد. وجاء الهدف الثامن للحزب، بحسب المنشور على موقع وزارة العدل الإسرائيلية، واضحاً بخصوص موقفه من القضية الفلسطينية. فهو يتبني حل دولتين لشعبين، مع الحفاظ على الكتل الاستيطانية الكبرى، مع ضمان أمن إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية. وأعلن الحزب استعداداه للتوصل إلى اتفاق سلام، وتجميد البناء في المستوطنات. لكن التنازل عن القدس الشرقية أمر غير قابل للطرح بالأساس، مع رفض حق العودة لأي فلسطيني لاجئ في الدول العربية.جميعنا "كولانو"
ولد الحزب من رحم حزب الليكود بعد انشقاق رئيسه الحالي موشيه كحلون عن حزب الليكود. والحزب يعتبر حزب وسط يهتم في المقام الأول بالمشاكل الداخلية الإسرائيلية خاصة ما يتعلق بالاقتصاد والسكن. وأعلن الحزب في حملته الانتخابية في انتخابات الكنيست الماضية أن هدفه هو "إنشاء أفق سياسي أمني لدولة إسرائيل بواسطة العمل الذي لا هوادة فيه للحفاظ على أمن المواطنين الإسرائيليين، جنباً إلى جنب مع الطموح بالتوصل إلى تسوية سياسية مع جيراننا". وبرغم أن أهداف الحزب العشرة المنشورة على موقع وزارة العدل لم تتطرق إلى موضوع القدس أو اللاجئين أو اتفاقات السلام، فقد أعلن في برنامجه قبيل انتخابات الكنيست الماضية أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وأنه يرفض السماح بعودة اللاجئين.ميرتس
يترأس الحزب زهافا جالؤون. هو أكثر الأحزاب الإسرائيلية يسارية، ويدعو بشكل واضح وصريح ومعروف إلى إنهاء الاحتلال، ويسعى إلى إنهاء الصراع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني في إطار حل الدولتين لشعبين، على أساس حدود 67، مع وجود عاصمتين في القدس للدولتين. وأكد في حملته الانتخابية الأخيرة على ضرورة الرضوخ لمبادرة السلام العربية التي تقضي بحل النزاع بشكل دائم، مع وقف البناء في المستوطنات.يهودية التوراة (يهدوت هاتوراه)
يلقبه البعض بحزب المستوطنين والمتديّنين. هو حزب ديني يمثّل فئة الحريديم (اليهود الأصوليين) في إسرائيل، ويرفض بشكل قاطع اتفاق أوسلو القاضي بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويشجع الاستيطان، ويرفض جملة وتفصيلاً التخلي عن أيّة مستوطنات تم تشييدها. كما يرى أن إسرائيل ما هي إلا دولة للشعب اليهودي، ومسألة القدس لديهم محسومة وغير قابلة للتفاوض.حزب شاس
حزب ديني متشدد ومؤسسه عوفاديا يوسف يعتبر الأب الروحي للحريديم في إسرائيل. يرفض الحزب العودة إلى حدود 1967، ويرفض أن تكون القدس عربية وعاصمة لأيّة دولة فلسطينية محتملة. وأهداف الحزب الأربعة المسجلة على موقع وزارة العدل الإسرائيلية جُلّها ديني بحت. فالحزب يسعى إلى تطبيق الشريعة وتمكين الدين في دولة إسرائيل. ويرى أنصار الحزب أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وغير قابلة للتفاوض. لذلك يعتبرون أن تحقيق السلام مع الجانب الفلسطيني هرطقة وطرح غير واقعي.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...