شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
حرب الأناشيد بين حماس و إسرائيل ... شاهد كيف يسخر الإسرائيليون من أناشيد حماس

حرب الأناشيد بين حماس و إسرائيل ... شاهد كيف يسخر الإسرائيليون من أناشيد حماس

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 27 يونيو 201607:37 م
تلعب الأشعار والأناشيد دوراً هاماً في إيصال الرسائل. وقد استخدمت حركة حماس هذه الوسيلة لنشر ثقافتها الإسلامية ولإثارة الحماسة داخل نفوس الفلسطينيين. وظهرت أناشيد حماس للمرة الأولى مع اندلاع الانتفاضة الأولى، من خلال أنشودة "ثوري ثوري" للمنشد أبو راتب السوري.

ظهور الأغاني بالعبرية

وقال نضال الوحيدي، صحافي من غزة، لرصيف22، إن الكثير من الأحزاب السياسية الفلسطينية، من بينها فتح والجهاد والجبهة الشعبية، يستخدم مثل حماس الأناشيد والأغاني الحماسية. وأشار إلى أن هذه الأغاني تلامس القلوب لأنها تتناول الواقع الذي يعيشه أهل فلسطين، مؤكداً أنها ذات تأثير داخلي وخارجي بسبب كلماتها القوية. وأضاف: "أتذكر جيداً أنشودة وين الملايين إبّان الانتفاضة الأولى، وارمِ عليّ من السما، والموت لإسرائيل، وطاب الموت". وفي ما يتعلق بظهور الأغاني والأناشيد باللغة العبرية، قال إن ذلك بدأ بعد حرب عام 2008، مقدّراً أنها أتت بمبادرة رسمية من "حماس"، في إطار الحرب النفسية التي تستخدمها حركات المقاومة لإيصال رسائلها إلى الشارع الإسرائيلي. وعن تأثير الأغاني في الحروب الثلاث الأخيرة على قطاع غزة، قالت أسماء الغول، صحافية مقيمة في غزة، لرصيف22: "حين كنّا نسمع الأغاني والأناشيد في الإذاعات المحلية، كان ذلك دليلاً على التصعيد وبث الحماسة فينا كموطنين نواجه العدو الصهيوني، وأفضل شيء هو الإنشاد بالعبرية لتوصيل الرسائل لإسرائيل". وتتذكر الغول أنه خلال الانتفاضة كانت الأغنية الوطنية جزءاً من الحالة العامة من الفخر والنضال ضد الاحتلال، وأن هنالك الكثير من الأنشودات التي أثرت فيها أشهرها "فتنت روحي يا شهيد".

حرب نفسية

وبسؤال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، وهو من غزة، متى قررت حماس الإنشاد بالعبرية وهل تأخرت في ذلك؟  قال لرصيف22 إن حماس ومكتبها الإعلامي، وتحديداً كتائب عز الدين القسام، عملا على توثيق أعمالها منذ عام 2001، "ونجح المكتب الإعلامي في بث رسائل مختلفة للعدو الصهيوني. فكانت الأغاني والكليبات مهمة جداً". وتابع أن فرقة "حماة الوطن"، ومعظم أعضائها من شرطة حماس، "نشأت في يونيو 2007 بأمر من النائب العام للشرطة جمال جراح، ومعظم أنشوداتها قصيرة ومعادية لإسرائيل. وأكد الرقب أن الأغاني والمبادرات تكون رسمية ومدعومة من الجناح العسكري لحماس وحركات المقاومة، "لأنها أداة من أدوات الحرب والمقاومة، وتؤثر بشكل كبير في نفسية العدو حتى وإن أنكر ذلك". وضرب مثلاً أنشودة "علّوا الرايات"، التي جسدت ملاحم الاستشهاديات في الانتفاضة الأولى. وشهدت فترة 2008 - 2009 الظهور الأول للأغاني المصورة لدى حماس، مع أنشودة "هنا أعددنا لكم". وذاع صيتها بشكل ملحوظ في حرب 2014. واستمرت حماس في أناشيدها، فغنت الحركة بمكتبها الإعلامي التابع لكتائب القسام أغنية "علوا رايات النصر" باللهجة الغزاوية.

"زلزل أمن إسرائيل"

تعتبر عملية الجرف الصامد التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، في يوليو 2014، البداية الحقيقية لحرب الأغاني والكليبات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وفي هذا الإطار نشرت حماس نهاية يوليو أغنيتها الشهيرة "هجم نفذ عمليات"، تحدثت فيه عن بطولاتها، وأمجادها،وبثتها بالعبرية. وكانت حماس قد اعتمدت فيها على الأغنية الأصلية التي انتجتها عام 2012، بعنوان "زلزل أمن إسرائيل". لكنها هذه المرة غيّرت الكلمات بأخرى عبرية موجهة للإسرائيليين بشكل مباشر. وتقول الأغنية في بدايتها "اهجم نفذ عمليات، هز كيانهم واجعله يضطرب، اقتل كل الصهاينة، زلزل أمن إسرائيل، تقدم واحرق معسكراتهم، زلزل أمن إسرائيل، واشعل فيه بركاناً". وأنتج المكتب الإعلامي لحماس الأغنية المذكورة التي انتشرت وشاهدها نحو مليون إسرائيلي فور ظهورها على الإنترنت. واختلف الإسرائيليون في تعاملهم معها، فظهرت ردود فعل متباينة حيالها، على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن بعضهم تعامل معها بإعادة توزيعها وانتاجها مجدداً بشكل تهكمي على النحو التالي:

جنود يرقصون

ظهر مقطع فيديو على يوتيوب لجنود سلاح الطيران الإسرائيلي وهم يرقصون على ألحان الأغنية بطريقة غريبة.

رقص الأطفال

كما ظهرت مقاطع فيديو لأطفال وهم يرقصون عليها بشكل تهكمي.

منبّه للاستيقاظ

وانتشر مقطع فيديو لإسرائيلية توقظ ابنها من النوم على أنغام الأغنية، ويظهر الفتى وهو يستيقظ بكل نشاط على نغماتها. ووصلت السخرية من الأغنية إلى حد تركيبها على فيلم السنافر وفيلم الأسد الملك.

نسخة بيانو

نشر الإسرائيلي أريل تامير مقطع فيديو على يوتيوب يظهر عزف أحد الأشخاص للأغنية. وعلق صاحب الفيديو عليه قائلاً: "الأغنية التي نشرتها حماس وحذّرونا منها أصبحت متعة الصيف لدينا وهذه نسختها بالبيانو.

بشرة خير الفلسطينية "العبرية"

من المعروف أن أغنية بشرة خير للفنان حسين الجسمي كانت لشعب مصر، وانتشرت بشكل كبير في الوطن العربي. وفي نوفمبر 2014 بعد انتهاء عملية الجرف الصامد، أنتجت شركة "مشاعل" للإنتاج الفني في غزة الأغنية على اللحن الأصلي، لكن بكلمات عبرية، تتوعد الإسرائيليين بالتدميروالتعليق على المشانق. وتقول بدايتها: "أيها الصهاينة سيأتي يوم تعلقون فيه على المشانق. لا تلوموا أحداً، فهذا مصير اخترتموه لأنفسكم. أنتم نبت غريب في بلادنا، واقتلاعه واجب علينا".

بشرة خير النسخة الإسرائيلية

وخلال أقل من 72 ساعة، رد نشطاء إسرائيليون بنسخة مماثلة تتوعد بالرد والانتقام من محمد ضيف قائد كتائب القسام، وتحاول بث الرعب في نفوس أهل غزة وتنصحهم بالهرب من لواء جفعاتي الذي سيدمرهم. وتقول: "قوم واهرب يا غزاوي، فقد جاء لواء جفعاتي، الناخل والشلداغ وجولاني، سيضربونكم بقوة، أغوز تفعل بكم أفعالاً مشينة، والدوفدفان يجلسون في راحة، والسرية 13 وسرية الأركان، الهاجاناة وايتسل ولحي، مثل البرق والرعد، ومحمد ضيف يبكي في القبر، ومثلما ذاق ستذوق، حماس وفتح والجبهة الشعبية وحزب الله، يموتون خوفاً من داعش، سيذبحونكم إن شاء الله".

"لن أكون جندياً"

في نهاية مايو 2015، نشرت حماس أغنية جديدة تحذر فيها الإسرائيليين من الخدمة في الجيش الإسرائيلي حتى لايكون مصيرهم القتل أو الخطف. وتناولت الأغنية الوضع في إسرائيل وداخل الجيش واصفة الجنرالات بالفاسدين، وأكدت أن أحد الجنود لو ابتسم له الحظ لاختار عدم التجنيد في الجيش، بل لاختار أن يكون مع فتاة حسناء مثل الحسناء الإسرائيلية بار رفائيلي. وانتشرت الأغنية على مواقع التواصل الاجتماعي، وامتدحها إسرائيليون من ناحية اللغة العبرية الموجودة فيها. وقال عنها موقع "المصدر" الإسرائيلي أنها تسير على درب الأغنيات الفوضوية التي اعتادت حماس إطلاقها.

"نحن جند الله"

اختار المطرب الإسرائيلي الشهير أيال جولان شهر أكتوبر 2011  لإطلاق أغنيته الحماسية "من يؤمن لا يخاف". ولايوجد إسرائيلي لا يعرف هذه الأغنية، التي تقول أن الرب لن يترك الإسرائيليين. وحظيت الأغنية بأكثر من مليوني مشاهدة على يوتيوب. ولأن الجناح الثقافي في حماس يريد مخاطبة الإسرائيليين باللغة التي يفهمونها، اختار لحن جولان ليكون نفسه لحن أنشودة "نحن جند الله". أكدت الأغنية التي أنتجها المكتب الإعلامي لحماس أن المقاومة مستمرة وهي قدر لكل الإسرائيليين سواء المقاتلين أو من يتظاهروا بأنهم مسالمون، ولن يهدأ للمقاومة بال حتى يرحل الصهاينة عن أرض فلسطين. أثارت الأنشودة ردود فعل واسعة في الإعلام الإسرائيلي، فعلق موقع "والا" العبري عليها بالقول: "حماس اختارتطريقة خاصة جداً لتهديد إسرائيل".   لم يكتف جنود حرس الحدود الإسرائيلي بمشاهدة الأغنية، فقاموا بالرد عليها باستخدام اللحن نفسه بكلمات: "سمعنا أغنيتكم، ولدينا أيضاً رسالة من أجلكم، إذا فعلتم ذلك مجدداً، تشعرون بقوة حرس الحدود، قمتم هنا ببعض الفوضى، ونسيتم إلى أيّ مدى تخاطرون، إلى الآن لم نشهرالسلاح، مكتفين بحمل "سيلفي ستيك" وننشاكو، لأنه لايوجد هنا أيّ توازن في القوى، مثل مباراة بين سخنين (فريق كرة قدم لفلسطينيي الداخل) والريال (ريال مدريد الإسباني)، حرس الحدود، نظامي واحتياط يقولون لكل المواطنين، سنحميكم في كل مكان، سواء في الحرب أوالسلام، وأنتم أيها الإرهابيون، اسمعوا، توقفوا عن تشويه الأغاني، لو مسستم مجدداً بأغاني إيال، سنرسل لك مكيرين ومطال". وقد لاقت هذه النسخة ردود فعل إيجابية من قبل الإسرائيليين الذين احتفوا بكلماتها. فقال أحد المعلقين عليها: "أغنية جميلة، كلمات بسيطة، كل الاحترام"، وقال آخر: "دمعت عيناي بسبب كلماتكم أيها الأبطال".  

فلسطين توثق الجرائم

مؤخراً، أصدرت وزارة الإعلام الفلسطينية فيديو يوثق الجرائم الإسرائيلية منذ اندلاع "انتفاضة السكاكين" في سبتمبر الماضي، مع تعليقات بالعربية والإنكليزية. وتضمن الفيديو مشاهد عمليات تعرض قتل الفلسطينيين بشكل بشع من قبل الشرطة والمستوطنين الإسرائيليين. واعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الفيديو تحريضياً لأنه يعتبر منفذ عملية الطعن شهيداً. وردت الخارجية الإسرائيلية على هذا الفيديو، بفيديو نشرته على قناتها الرسمية على يوتيوب تحت عنوان "البروباغندا النازية تعود عبر التحريض الفلسطيني".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image