في منطقة يعرف سياسيوها بأعمارهم المتقدمة نسبياً، لم يكن بديهياً انضمامهم إلى فضاء التغريد الإلكتروني. لكن Twitter الذي أثبت مع الوقت قدرته على صناعة ملوك، وحشد مناصرين، وكشف فضائح، والتقرب من الجيل الشاب/ الناخب، استطاع أن يستقطب عدداً لا بأس به من السياسيين (والمعنيين بالسياسة) العرب، الذين أسسوا حسابات (أو أوحى لهم مساعدوهم بتأسيس حسابات)، شغلت المتابعين، وإن بنسب متفاوتة بطبيعة الحال. 10 سنوات مرت على أول تغريدة أرسلها مؤسس الموقع ورئيسه التنفيذي جاك دورسي قائلاً: "أنا أجهز حسابي على Twitter". واليوم يجمع الموقع 320 مليون مستخدم و500 مليون متابع غير مسجل، ويحسب له أنه بات منصة للسياسيين حول العالم. كثير من السياسيين العرب التحق بالركب تباعاً، لكن التفاعل معه بقي مختلفاً إلى حد ما عن نظرائهم العالميين. تتعدد أسباب هذا الاختلاف، بين سياسي نقل خطابه الخشبي إلى "Twitter"، فلم يغير شيئاً في الديناميكية السريعة، وبين سياسي معروف بقمع شعبه أو التضييق على حريته، بينما ينضم هو إلى فضاء خلق أساساً لتعزيز الحرية. وبين سياسي يتولى مكتبه التفاعل رسمياً من دون أن يكون له شخصياً أي تقارب مع المتابعين، في فضاء يعرف بكسر الحواجز. يقول المحلل في مجال التواصل الاجتماعي تريب شاودري إن "Twitter يمكن أن يكون صانع ملوك"، ما يجعل من "التواصل عليه فناً"، لكنه لا يمكن أن يكون أكثر من "أداة"، لذلك لا يكفي التسجيل في الموقع أو إحصاء عدد المتابعين لكي يستحق صفة الفعالية عليه، فلهذا اللقب شروط عدة. نستعرض بعض أبرز الشخصيات السياسية العربية على Twitter، والترتيب حسب عدد المتابعين، وإن كان لا يعكس الفعالية بدقة. لقد إستثنينا حسابات لها متابعين أكثر من المذكورين كونها حسابات غير ناشطة.   محمد-بن-راشد

محمد بن راشد

هو نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء الإماراتي وحاكم إمارة دبي، ومن أبرز السياسيين العرب الفاعلين على Twitter. يضم حساب بن راشد، الذي دخل الموقع في 2009، ما يفوق 5.85 ملايين متابع. ويحظى باحترام في أوساط متابعيه، فيغرد في أمور الإمارات السياسية والاجتماعية، ويشارك المتابعين بنتائج اجتماعاته، ويطلق مسابقات تحفيزية، ويذكر برؤية الإمارات، كما يعرف بدعمه لفئة الشباب. أبرز التغريدات لبن راشد كانت الأخيرة بشأن إعلانه على Twitter عن بحثه عن وزير عمره أقل من 25 عاماً، وعن استحداث وزارة للسعادة، وأخرى للتسامح.   محمد-البرادعي

محمد البرادعي

يحظى نائب رئيس الجمهورية المصري السابق بمتابعة واسعة على Twitter. ويضم حسابه الذي افتتحه في العام 2010، 4.24 ملايين متابع. يستخدم البرادعي موقعه لمناقشة أمور السياسة والأمن في العالم العربي، وتحظى تغريداته بعدد كبير من إعادة التغريد والتعليقات. وأثارت تغريدته، العام الماضي، حين قال "حزين عليك يا بلدي"، موجة تعليقات واسعة انتقدت انسحابه من المشهد المصري وعدم أهليته للحزن. بينما علق البعض على حمله للجنسية النمساوية، وقال آخرون إن يأس شخص مثل البرادعي يؤذي البلاد ولا يفيدها.   عبد-الله-بن-زايد

عبد الله بن زايد

يعرف وزير الخارجية الإماراتي بأنه أكثر المغردين تفاعلاً على Twitter، ويضم حسابه 2.91 مليوني متابع و8,138 تغريدة. يتميز عبد الله بن زايد بتفاعله الشخصي مع متابعيه، وتغريده في مجالات السياسة والأدب والاجتماع. تعريف عبد الله بن زايد لحسابه بأنه حساب شخصي، ومدحه مراراً للسعودية، وخلافه الحاد مع ضاحي الخلفان دفاعاً عن "عاصفة الحزم"، على الموقع، لم تحمه من الهجوم الذي تلقاه من المتابعين بعد إعادته تغريدة اعتبرت مسيئة للسعودية. وفي التغريدة التي نقلها الوزير الإماراتي عن حسن فرحان المالكي، أن "المجتمع السعودي تربى على ثقافة جنائزية لا تتحدث إلا عن الكفر والحرام". وأطلق الناشطون وسم #عبد_الله_بن_زايد_يدعم_الإرهاب، رداً على الوزير الإماراتي "باعتباره شخصية مسؤولة يجب أن تعبر عن رأي دولته". واعتبروا فيها أن الوزير منزعج من التقارب السعودي التركي، ويريد لعب دور أكبر منه.   عبد-العزيز-بن-فهد

عبد العزيز بن فهد

هو الابن الأصغر للملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، ومن الناشطين البارزين على Twitter بـ2.22 مليوني متابع و3,424 تغريدة. يعرف عبد العزيز بن فهد بأنه يتفاعل شخصياً على حسابه، ويتحدث في أمور خاصة، ويشارك أخباراً عن نشاطاته. قد تكون أكثر تغريداته إثارة للجدل تلك التي قال فيها قبل أعوام "بنيت الكعبة منذ عشر سنوات وكنت أتردد لشهرين بالثوب نفسه للبناء معهم، حتى تغير لونه وأوصيت بأن يكون كفني". التغريدة أثارت سخرية المتابعين وقال البعض: "فعلاً أنت عمر بن عبد العزيز لعصرنا الحالي.. شهرين بالثوب نفسه يا التقي الزاهد.. اشلللخ"، أو "شوي وتقول شاركت بغزوة أحد ورفعت الراية".   ضاحي-الخلفان

ضاحي الخلفان

يعتبر ضاحي الخلفان أحد الأذرع المقربة من دوائر الحكم في الإمارات، وبقي القائد العام لشرطة دبي 30 عاماً. لكن ليس ذلك ما أعطاه شهرته على Twitter. يحظى الخلفان، الذي انضم إلى الموقع عام 2011، بـ1.31 مليون متابع، ويسجل حسابه 67.8 ألف تغريدة. عرف عبر الكثير منها بأنه من أكثر الأشخاص إثارة للجدل في السياسة والأمن. ذاع صيته خلال موجة الربيع العربي بتغريدات هاجم فيها "الإخوان المسلمين" بقسوة، أما تغريداته الأكثر حدة فكانت بشأن اليمن، وقد شغلت وسائل الإعلام بالتحليل عما إذا كانت شخصية، أو تعكس سياسة الإمارات. يقول الخلفان: "من يقارن عدن بصنعاء كمن يقارن ملكة جمال بعجوز شمطاء"، وفي تغريدة أخرى: "صنعاء لم تعد أكثر من سوق خناجر وباعة قات". ليعلن لاحقاً اعترافه بـ"اليمن الجنوبي"، واضعاً صورة لعلمه قائلاً: "أعلن اعترافي الشعبي بدولة الجنوب العربي اعتباراً من هذه اللحظة دولة مستقلة ذات سيادة"، و"بعد استقلال المنطقة الوسطى واستقلال الجنوب تكون صنعاء بلداً صغيراً ..مجرد أطلال". أثارت هذه التغريدات موجة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي طوال الأيام الماضية وسط سياسيين وناشطين يمنيين كالوا الشتائم لخلفان وأمعنوا في تحليل تصريحاته.   سعد حريري

سعد الحريري

قد يعتبر عدد متابعي رئيس الوزراء السابق الشاب سعد الحريري قليلاً نسبياً، فهو يضم منذ تسجيله عام 2009، 632 ألف متابع، لكنه يعد من الحسابات التي تشعل سخرية المتابعين لها، وتحديداً اللبنانيين. وتعد التغريدة الأخيرة للحريري: "ندعوا اللبنانيين إلى التوقيع على وثيقة الإجماع العربي" من أكثر التغريدات التي أثارت جدلاً، بشأن الخطأ في كتابة "ندعوا" التي "تكتب من دون ألف بحسب الإجماع العربي"، حسب ما قالت مغردة على Twitter.  لا يعتبر الحريري من المغردين الفاعلين شخصياً، فهو لا يتفاعل مع المتابعين، على عكس غيره ممن يخوضون نقاشات طويلة، ما يوحي بأن مكتبه السياسي يتولى أمر التغريد. ما عليك إلّا متابعة حسابه حتى تنضمّ إلى الفريق الرياضي الأول في لبنان "نادي السخرية من سعد الحريري".   وليد-جنبلاط

وليد جنبلاط

منذ انضمامه المتأخر نسبياً إلى Twitter، شكّل جنبلاط حالة استثنائية في الفضاء الالكتروني تشبه الحالة التي شكلها في السياسة. جنبلاط، الذي لا يضم حسابه أكثر من 213 ألف متابع، يشكل هو وكلبه أوسكار نجمَي Twitter في لبنان. افتتح جنبلاط حسابه وفق نصيحة صديقه السفير البريطاني السابق توم فلتشر، حسب قوله، بتغريدة فيها صورة له ولكلبه. ومع الوقت شكل جنبلاط قبلة للمتابعين، وتثير تغريداته اهتماماً واسعاً، تتناقلها وسائل الإعلام على نحو كبير. ويسخر جنبلاط في تغريداته من الطبقة السياسية في لبنان، ومن نفسه أحياناً. فيقول مثلاً: "يا ساسة ضحكت من عبثكم الأمم"، كما يشارك أخبار أسفاره وكلبه ومطالعاته. ساعد Twitter جنبلاط على ممارسة "جنونه" المفضل، فيقول ما يحلو له من دون قيود إعلامية. حتى أن وسائل الإعلام نقلت عن مقربين منه تعلقه الكبير بهذا الموقع، وتغير مواعيد نومه بسببه.