شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
هل يحسم يوسف زيدان أمره: المسجد الأقصى فلسطيني أم لا؟

هل يحسم يوسف زيدان أمره: المسجد الأقصى فلسطيني أم لا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 29 يونيو 201702:19 ص

أثارت تصريحات الكاتب المصري يوسف زيدان، وفيها ادعى أن المسجد الأقصى المقصود في القرآن الكريم كمكان لرحلة الإسراء والمعراج، ليس هو الكائن حالياً في فلسطين، عاصفة من الجدل وردود الأفعال المصرية والعربية.

هذه العواصف التى يثيرها زيدان بين فترة وأخرى رغم ما قد تبدو عليه ظاهرياً من اجتهادات باحث في التراث قد تصيب وتخطأ، إلا أن توقيتها دائماً يطرح علامات استفهام حول طبيعة الدور الذي يلعبه سياسياً وثقافياً ككاتب مقرب من كل أنظمة الحكم المصرية، من مبارك حتى السيسي، وكأحد الكتاب الأعلى مبيعاً.

ما قبل 2014

في أكثر من مقال نشره زيدان قبل عام 2014، نجد دفاع خبير المخطوطات عن عروبة وإسلامية مدينة القدس والمسجد الأقصى الموجود فيه، وعلى موقعه الخاص يمكن أن نقرأ هذا المقال تحت عنوان القدس، الذي يرد فيه على ما يصفه بدياثة الصحف، قائلاً: "ونعود للقرآن الكريم، فنجد للقدس إشارات لا تحصى. يقول المفسرون عن قوله تعالى {ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين}، هي بيت المقدس. وقوله تعالى {وواعدنا كم جانب الطور الأيمن} أي بيت المقدس. وقوله تعالى {وجعلنا ابن مريم وأمه آيتين وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} يعني بيت المقدس. وقوله {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} في بيت المقدس. ولا تنتهي الإشارات القرآنية، ناهيك بالأحاديث النبوية التى استفاضت في فضل بيت المقدس، مع أن غالبية المسلمين اليوم، تفضِّل واشنطن ولندن، ناهيك بشهادات المشايخ وأعلام الرجال في تاريخ الإسلام، ناهيك أيضاً بأكثر من خمسين كتاباً في تراثنا القديم تتناول فضل الأقصى وفضائل بيت المقدس".

وبحسب ما يتبين من هذا المقال، ومقالات أخرى يزخر بها أرشيفه الصحافي، فزيدان قبل عام 2014، وقبل وصول السيسي إلى الحكم، كان مدافعاً عن تاريخ القدس، وهي المدينة الواقعة الآن في الضفة الغربية في فلسطين المحتلة، مؤكداً عروبة وإسلامية المدينة.

ما بعد 2014  

من منتصف عام 2014، وفي أكثر من ندوة ولقاء، بدأ زيدان في التشكيك في عروبة القدس ليمارس ما كان يصفه سابقاً في مقالاته بدياثة الصحافة. إذ قدم زيدان رواية جديدة ادعى فيها أن القدس المذكورة في القرآن الكريم ليست هي القدس الموجودة في فلسطين اليوم. فهو يرى أن "القدس والمسجد الأقصى بنيا في عهد عبد الملك بن مروان ولم يكنا موجودين في عهد الرسول، بل قدم زيدان تفسيراً جديداً ومبتكراً لرحلة الإسراء والمعراج، وفي هذا التفسير الزيداني، إن القدس هي مدينة تقع داخل الأراضي السعودية بالقرب من الطائف".

لكن لماذا ينقلب زيدان على آرائه السابقة، ويتخذ موقف دياثة الصحافة؟ السبب نجده في تسجيل منسوب لصحيفة المشهد الإلكترونية ومنشور في ديسمبر 2014. في هذا التسجيل الذي يكرر فيه زيدان آراءه حول أن القدس الإسلامية ليست القدس الفلسطينية، وبيت المقدس المذكور في القرآن ليس بيت المقدس الموجود في مدينة القدس. يتحدث صراحة عن اجتماعه مع السيسي وتقديمه مُقترحاً بضرورة توحيد الجبهة مع إسرائيل وتَطبيع العلاقات معها، وإيجاد حل عاجل للمسألة الفلسطينية حتى لو كان على حساب التنازل عن الحق المقدس للمسلمين في القدس.

في التسجيل الذي لم ينكره زيدان، يتحدث عن ترحيب السيسي باقتراحه، وخطته لتسريب تلك الأفكار في وسائل الإعلام لتتحول مع الوقت قناعات في أذهان الناس. من جهة أخرى، فإن تصريحات زيدان تتماشى مع الخطاب الذي يطرحه السيسي تجاه القضية الفلسطينية. إذ يعتبر عبد الفتاح السيسي أول رئيس مصري يتحدث في خطاباته عن الدولة الفلسطينة وعاصمتها القدس الشرقية.

وهكذا فالانقلاب في موقف يوسف زيدان يرتبط بوضوح بتبدل موقف الإدارة المصرية واستراتجيتها تجاه القدس والمسألة الفلسطينية، ومن دون تقديم الدلائل التاريخية الكافية، يستغل زيدان ما حققه من شهرة، وما منحه له النظام من مساحة للظهور في التلفاز وعلى القنوات المختلفة.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image