هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المسجد الأقصى لهجوم إسرائيلي أو لاعتداء أو اقتحام. وليست المواجهة الأولى التي تحصل بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في باحة المسجد.
فقد تجددت المواجهات لليوم الثاني في 14 سبتمبر، بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، وهي كانت بدأت فجر 13 سبتمبر حين دخل أوري آرييل وزير الزراعة الإسرائيلي ساحات المسجد برفقة عدد من اليهود، فأثار ذلك غضب المصلين في المسجد، خصوصاً أنه أتى بعد أيام على حظر جماعتي "المرابطون والمرابطات" في الأقصى، واعتبارهما خارجتين عن القانون. وقد دهمت الشرطة الإسرائيلية المسجد بحجة "التصدي لمحاولات فلسطينية لتعطيل زيارات اليهود والسائحين الأجانب عشية رأس السنة اليهودية".
فاندلعت مواجهات عنيفة، وأطلقت القوات الإسرائيلية قنابل الغاز المسيل للدموع، على من كانوا داخل المصلى القبلي، كما استخدمت الرصاص المطاطي لإخلاء باحات الأقصى، فأدى ذلك إلى سقوط عدد من الجرحى.
مقالات أخرى
لماذا تسهّل إسرائيل بين فترة وأخرى دخول أهالي الضفة إلى الداخل؟
الصراع الديني على المسجد الأقصى
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين بتهمة إلقاء الحجارة، وأغلقت بوابات المسجد القبلي على من فيه لتأمين استمرار اقتحامات المستوطنين. وقامت أيضاً بتفريق متظاهرين في شوارع المدينة القديمة حول المسجد، كما تعرضت بالضرب مجدداً للمصورين في المكان. منذ حرب 1967، تم الاتفاق على السماح للمسلمين بالوصول إلى المسجد الأقصى في كل ساعة من ساعات النهار والليل، ولليهود بدخوله في بعض الساعات، لكن لا يجوز لهم الصلاة هناك. ويسمح لغير المسلمين بزيارته من السابعة صباحاً حتى الحادية عشرة صباحاً يومياً ما عدا الجمعة والسبت.
في العام 1990، قتلت شرطة الحدود الإسرائيلية نحو 22 فلسطينياً خلال تظاهرة انطلقت رفضاً لمحاولة بعض الإسرائيليين وضع حجر الأساس لمعبد يهودي في المسجد. إذ يُقدّس اليهود المكان نفسه، ويطلقون على ساحات المسجد الأقصى اسمَ "جبل الهيكل"، وتُحاول العديد من المنظمات اليهودية التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل هناك.
ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف الانتهاكات لساحات هذا المسجد، التي وصل عددها مثلاً عام 2014، بحسب وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف أدعيس، إلى 1000. والمشهد يتكرر، محاولات دائمة لدخول المكان بدعم من السياسيين الإسرائيليين وتحت حماية الجنود. علماً أن المسلمين، والفلسطينيين خصوصاً، يعدون المسجد المكان الأقدس أو الحرم الشريف.
وقد زادت وتيرة هذه المواجهات بعد الانتفاضة الثانية عام 2000 عقب زيارة قام بها آرييل شارون، زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، إلى الحرم القدسي الشريف. فراح ضحية تلك المواجهة العنيفة 7 قتلى ومئات الجرحى.
كذلك يعاني الفلسطينيون منذ ذلك التاريخ، إضافة إلى الاقتحامات المتكررة لمكانهم المقدس، من صعوبات وتضييق يصل أحياناً كثيرة إلى المنع من دخول ساحة المسجد للصلاة. وكثيراً ما تخرج مسيرات فلسطينية منددة بهذا المنع وتتحول غالباً إلى مواجهات بينها وبين الشرطة الإسرائيلية.
ردود الفعل
هي أيضاً ليست المرة الأولى، منذ عشرات السنين، التي لا يتحرك فيها أحد، خصوصاً المجتمع الدولي، للرد على هذه الهجمات والانتهاكات. تنديد وإدانة، تحذير وقلق.
إلا أن كل تلك الإدانات لم توقف المواجهات المستمرة والاقتحامات اليومية، ومحاولات السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من المسجد الأقصى، تمهيداً لتقسيمه زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود.
فقد دان وزراء الخارجية العرب، في ختام دورتهم العادية نصف السنوية في القاهرة في 13 سبتمبر، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين للمسجد الأقصى، بعد أن قامت الشرطة الإسرائيلية للمرة الأولى بطرد الحراس الأردنيين الموجودين في الموقع.
أما الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي والسياسيون العرب فقد اكتفوا بالإدانة والتضامن من خلال تغيير صورتهم على صفحاتهم الشخصية، أو نشر تغريدات تستنكر هذا العمل.
صمت العالم عن مهاجمة المسجد الأقصى اعلان غير بريء عن مشاركة اسرائيل في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني
— Saad Hariri (@saadhariri) September 14, 2015
موقف السلطة الفلسطينية ومواقف الدول العربية والإسلامية الرّسمية هزيلة ولا تتناسب مع حجم الجريمة التي يتعرّض لها #الأقصى الآن ! — عزت الرشق- فلسطين (@izzat_risheq) September 13, 2015
في ظل هذه الفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة العربية تكاد قضية فلسطين ان تصبح في عالم النسيان
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) September 14, 2015
المملكة تطالب المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. https://t.co/YboG2utcO2 — وزارة الخارجية (@KSAMOFA) September 14, 2015
#الأزهر_الشريف يدين اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد #الأقصى.. ويؤكد دعمه للمرابطين فيه http://t.co/RD9bLYX0cj
— الأزهَرُ الشَّريفُ (@OfficialAzharEg) September 13, 2015
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 16 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت