يتداول الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، من فلسطين والبلدان المجاورة، صوراً لشباب وشابات فلسطينيين معتقلين لدى القوات الإسرائيلية، معظمهم في أراضي الـ48. الجامع المشترك لتلك الصور، هو الابتسامة التي يوجهها الشباب للكاميرا مباشرةً، لحظة اعتقالهم. فماذا يقصد الفلسطينيون بهذه الابتسامة؟
على الرغم من أن هذه الصور ليست حديثة العهد، فإن تداولها يظهر رغبة في ابتكار شكل جديد للاحتجاج. فلربّما ملّ العالم الصور الواردة من فلسطين، منذ عام 1948 حتّى الآن، فقرروا أن يعبروا عن أنفسهم بطريقة مختلفة، علّهم يصدمون العالم، فتصل رسالتهم على نحو مؤثر.
هذه المرّة ليست كغيرها من المرات، التي يمرّ فيها خبر ممارسةٍ إسرائيلية ضد مواطن فلسطيني مرور الكرام. هناك احتجاج وردّ، وحديث دوليّ أيضاً.
يشير الناشط الفلسطيني فراس البنّا، من الناصرة، إلى أنّ "هذه الابتسامة في وجوه الشباب، تعبّر عن الفرح، ليس عن الاحتجاج أو التحدّي فقط"، ويضيف: "للحقيقة، الظاهرة أعمق من ابتسامة في لحظة الاعتقال. فهذه المرة تجاوز الشباب الأحزاب التقليدية، وكوّنوا حراكات ومجموعات يسارية، قررت عدم انتظار قرارات الأحزاب المتكلسة. لذلك نرى أجواء التظاهرات الشبابية ملأى بالتحدي والشجاعة والابتهاج".
المحلل النفسي اللبناني، محمد التلّ، يقول إنّ "الفكرة الأولى، التي قد تخطر في بال متلقّي الصورة أنّ الرسالة التي يوجهها المعتقل إلى العالم هي التحدّي، وتحمّل المسؤولية أيضاً، كأنّه يقول: ليس لدّي مشكلة أن أعتقل". ويرى التل أن "الصورة قد تكون صادمة للمشاهد لما تحمله من تناقضات، فلا أحد يفرح وقت اعتقاله، وليس فيها أي نوع من الفرح بقدر التعبير الشجاع عن استمرار الحراك الفلسطيني".
وتقول الأستاذة في الجامعة اللبنانية غادة واكد، المختصّة في تحليل الصورة، وخصائصها: "إنّها المرة الأولى التي تقدّم القضية الفلسطينية في احتجاجها، صوراً صادمة ومؤثرة في العالم، لكنّ الانطباع الذي تحصده الصور، قد يختلف من مكانٍ إلى آخر، بحسب الخلفية الثقافية للمتلقي، فقد يعتبر مناصرو إسرائيل أنّ صوراً كهذه تؤكد جرائم الفلسطينيين ووحشيتهم".
وتضيف: "قد يختلف تأثير الصورة أيضاً، بحسب المكان وعوامل أخرى، كجمال الوجه المبتسم، والإضاءة التي تحيط الصورة مثلاً، لكنّ الاحتمال كبير أن تتحول الصور إلى ظاهرة أو عرف لدى الشباب الفلسطينيين لحظة اعتقالهم، لأنّها تدور في قضيّة أصلاً تثير الجدل العام مرّة جديدة بعد ركود".
وختمت: "هناك الكثير من الصور المعبرة التي التقطت في التاريخ، ولم تؤثر في أحد، لكنّ هذه الصور توضع في سياق مهمّ في هذه الفترة، فتغدو محطّ تداولٍ في مواقع التواصل الاجتماعي، على أمل أن تتحول ظاهرة عامّة بالغة التأثير في الناس".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين