قادها تخفيف الوزن منذ 18 عاماً إلى رياضة كمال الأجسام، فأصبحت اللياقة لها أسلوب حياة. تعمل اليوم مدربة ومستشارة في اللياقة البدنية وبناء الأجسام، كل ذلك في مجتمع محافظ، رأى في ما تقوم به البحرينية هيفاء الموسوي تعدياً على العادات والتقاليد وقفزاً على الشكل النمطي للمرأة الضعيفة والناعمة.
عن عملها ورياضة كمال الأجسام تقول الموسوي لرصيف22: "بدأت التدريب على إنقاص الوزن حين كنت في السابعة عشرة من عمري، لكنه جذب انتباهي لرياضة كمال الأجسام واللياقة". ترى الموسوي أن "بناء الأجسام ليس مجرد رياضة كما يعتقد البعض، بل أسلوب حياة وممارستها تتطلب الكثير من الوقت والانضباط لفهمها".
وتقول عن عملها: "تتلخص مهمات عملي في مساعدة الأشخاص على فقدان الوزن الزائد، ومساعدتهم على تغيير نمط حياتهم عن طريق تغيير عاداتهم الغذائية، وإرشادهم إلى نظام تمارين صمم خصيصاً لهم، بحسب العمر والهدف". وتتابع: "بدأت بتقديم برامج تمارين تقوية للرياضيين والتأهيل بعد الإصابة، كما أعمل الآن على تدريب مجموعة من الرياضيين من الإناث والذكور في الشرق الأوسط وأوروبا، للمشاركة في بطولات كمال الأجسام فئة الفيزيك واللياقة".
وأشارت إلى أنها لم تكن الوحيدة من بين الفتيات في اهتمامها ومتابعتها لهذه الرياضة، إلا أنها كانت الوحيدة التي مارستها كرياضية لا كهاوية، وقد واجهتها عقبات عدة: "أبرزها انحسار هذه الرياضة في أوساط السيدات في منطقتنا وقلة الخبرة من ناحية تدريبهن، ومن ناحية أخرى اعتبار هذه الرياضة للسيدات تابو في المجتمع الشرقي".
وتضيف: "كان من الصعب الجمع بين عملي واحتراف هذه الرياضة، وما تتطلبه من جهد ووقت لتحسين المستوى الرياضي، في البداية، ولكن بمرور الوقت، تمكنت من ذلك". وعن انتشار رياضة كمال الأجسام بين النساء، قالت الموسوي: "تنتشر الرياضة بشكل واسع جداً في جميع أنحاء العالم، وهناك وجود كبير للسيدات في جميع المسابقات الدولية".
ولفتت الموسوي أنظار المجتمع الذكوري الذي تأتي منه، ليقللوا من شأن ما قامت به وإحباطها، إلا أن ذلك كان غير مجدٍ، تقول: "ردة فعل الكثيرين في المجتمع كانت سلبية وغير مجدية لافتقارهم للفكرة الصحيحة عن هذه الرياضة، كما أن هؤلاء على قناعة بأنها تقتصر على الرجال".
وتضيف: "أما في المجتمعات المنفتحة والمتابعة لرياضة بناء الأجسام، فكانت ردة الفعل جداً إيجابية، وكان هناك الكثير من الدعم والتشجيع، فهم مستوعبون لأهميتها". وأوضحت أن "الرجل الذي يمتلك الثقافة الكافية لاستيعاب ممارسة المرأة لهذه الرياضة، ينظر إليها نظرة إيجابية، وفي معظم الأحيان يستشيرونني في هذا المجال، كما أنني أدرب العديد من الرجال حالياً".
وفي ما يتعلق بالمكملات الغذائية والهرومونات التي يتعاطاها ممارسو هذه الرياضة، تعلق هيفاء: "عادة ما يكون أثر تناول المكملات الغذائية إيجابياً، فهو يهدف إلى تحسين الأداء والتمثيل الغذائي، وعلى الرياضيين معرفة ما يمكنهم تناوله وما عليهم الابتعاد عن تعاطيه كلياً".
وتكمل: "قد تؤثر المكملات الغذائية على أي شخص بشكل سلبي إذا لم يتبع تعليمات صحيحة، مثلاً هناك مئات المكملات في السوق، ولكن يجب على كل شخص تناول ما هو بحاجة إليه ويناسب جسمه، بالإضافة إلى ضرورة معرفة المدة التي عليه تناول المكمل الغذائي فيها". وتنصح الموسوي: "لتجنب أي آثار جانبية، بتناول المكملات التي تدعم وظائف الكبد والكلى".
وتطمح الموسوي للمشاركة في البطولات التابعة للاتحاد الدولي لبناء الأجسام على مستوى إقليمي وعالمي، والاحتراف في فئتها، وهي فئة الفيزيك. تقول: "يتطلب ذلك الكثير من الجهد المتواصل، وهناك عدد من المختصين الذين يساعدونني، وخصوصاً مديرة أعمالي البطلة والمدربة البرتغالية أندريا سوسا".
أما عن طموحها كمدربة، فتقول: "أهدف إلى تثقيف المجتمع لعيش نمط حياة صحي ومساعدة المرأة من خلال اللياقة البدنية والصحية، لإيماني الكبير بأن ذلك سوف يحد من الأمراض المنتشرة في المجتمع، وأبرزها السمنة وأمراض السكر والضغط وآلام المفاصل وغيرها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين