شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
آلاف اللاجئين الصوماليين في اليمن يحلمون بلجوء جديد

آلاف اللاجئين الصوماليين في اليمن يحلمون بلجوء جديد

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 2 يوليو 201708:13 م

آلاف الصوماليين اللاجئين في اليمن باتوا يبحثون عن لجوء جديد، بعد مضي 250 يوماً على الاقتتال بين الفصائل اليمنية. ففي مدينة عدن جنوب البلاد، دمر نحو 150 مسكناً من مساكنهم في حي البساتين، وتشير الإحصاءات الميدانية إلى قرابة 350 صومالياً في عداد قتلى وجرحى محافظة عدن، جراء الاشتباكات بين الحوثيين والمقاومة الجنوبية قبل 3 أشهر.

يروي الكثير من الصوماليين لرصيف22 مآسيهم في اليمن، وبالرغم من استمرار الاقتتال في الصومال، فهم ما زالوا يرونها ملاذاً آمناً. قال علي: "بلادنا الصومال مقارنة باليمن أظنها أكثر أمناً واستقراراً، وإن كان القتال برياً، فهو لا يضاهي ما يحدث في اليمن بحراً وجواً".

بداية اللجوء الصومالي

الناطق الرسمي السابق في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين جمال النجار قال إن "تدفق اللاجئين الصوماليين إلى اليمن بدأ عقب اندلاع الحرب الأهلية في الصومال عام 1991، التي أجبرت مئات الآلاف من الصوماليين على ترك بلادهم بحثاً عن الأمان والحماية في دول أخرى، من بينها كينيا واليمن، ويمكن القول إنه لا توجد خيارات لدى المدنيين الذين تتعرض بلدانهم للحروب في اختيار الدولة التي يلجأون إليها، هرباً من جحيم الصراعات والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان".

آلاف اللاجئين الصوماليين في اليمن يحلمون بلجوء جديدMAIN2_European-Commission-DG-ECHO_Flickr

ويعاني اللاجئون الصوماليون من كثرة الصعوبات والمخاطر لدى عبورهم إلى اليمن عبر خليج عدن، انطلاقاً من ميناء بيساسو الصومالي. يقوم المهربون بنقل الصوماليين على متن قوارب صغيرة متهالكة، غالباً ما يحملونّها بأعداد كبيرة تفوق طاقتها الاستيعابية، ما يجعلهم عرضة للغرق، ويتعرضون للتعذيب والابتزاز والقتل على أيدي شبكات التهريب والاتجار بالبشر، التي اتسع نشاطها خلال العقود الثلاثة الماضية، بحسب ما أكد الإعلامي والباحث اليمني عيدروس مقلم لرصيف22.

تقول اللاجئة في مخيم خرز زهرة صدام حسين (20 عاماً): "غادرت منزلي في مقديشو عام 2009، بعد إغراءات أحد أفراد الحي الذي كنت أسكنه، إذ أقنعني وابن عمي أننا سنذهب إلى السعودية ونتمتع بحياة كريمة، وسنعبر في رحلتنا اليمن". اقتنعت زهرة مع ابن عمها ودفعا لأحد القراصنة 400 دولار، لكنهما فوجئا أن القارب الذي يحملهما كان مزدحماً بالكثير من اللاجئين.

مقالات أخرى

هل الصومال عربية؟

وتضيف: "حين وصلنا إلى وسط البحر كاد القارب أن يغرق بسبب ثقل حمولته، فاضطر القراصنة إلى التخفيف منها وبدأوا يقذفون ببعض الركاب إلى وسط البحر بالقوة وتحت تهديد السلاح، وحاول ابن عمي أن يرفض القفز لكنهم أطلقوا النار عليه وقذفوا به في البحر، وقاموا باغتصابي وطعنني أحدهم بالسكين في يدي حين حاولت مقاومتهم". تعمل زهرة اليوم منظفة في المخيم للحصول على ما يعيلها هي وطفلتها.

استقرار اللاجئين الصومال وحلم العيش في  السعودية

يوضح الصحافي وائل القباطي، أحد أبناء مدينة عدن، أن "الصوماليين يعيشون في عزلة عن اليمنيين، وقد يكون السبب هو عدم تقبل المجمتع اليمني لهم. فاليمنيون يعتبرونهم كالمهمشين أو الأخدام بسبب التشابه الكبير في بشرتهم، وظروف حياتهم ومستواهم المعيشي المتدني، وفي مآويهم أيضاً".

ويؤكد النجار أن "ما أتاح للاجئين الصوماليين الاستقرار في اليمن، هو كونها الدولة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية الموقعة على اتفاقية 1951 للجوء". بينما البعض منهم استقر في اليمن نظراً لسهولة تسيير حياتهم وإمكانية العمل في أي وظيفة والتنقل من منطقة إلى أخرى بحرية من دون إجراءات قانونية. 

الصوماليون وغسل السيارات

يعمل الكثير من اللاجئين الصوماليين في "غسل السيارات "، ويقول عبده قاسم: "أعمل في غسل السيارات في صنعاء يومياً وأحصل في أفضل الأحوال على 4 آلاف ريال يمني في اليوم (ما يعادل 18 دولاراً)، وأحياناً أحصل على 2000 ريال يمني (9 دولارات)، وربما لا أحصل على شيء، ومع ذلك الحمد لله أعيل أسرتي المكونة من 4 أفراد. فالعمل في غسل السيارات أفضل لنا من الجوع والتسول".

أما حنان، فتقول: "أعمل منظفة في أحد المكاتب في صنعاء، وأتقاضى 30 ألف ريال (ما يعادل 150 دولاراً)، وهذا مبلغ لا يكفي لأنني أعيل أسرة كبيرة، ما اضطرني إلى الالتحاق بالتنظيف في أحد المنازل مقابل 150 دولاراً".

اللاجئون الصوماليون والحرب في اليمن 

مقديشو اليمن هو الاسم المحلي لحي البساتين، الذي يقطنه نحو 100 ألف لاجئ صومالي تضرروا بشكل مباشر من الحرب الدائرة. تقول سلوى إن الحوثيين أمطروهم بشكل شبه يومي بعشرات القذائف الصاروخية، رغم أنهم لا ينتمون إلى أي طرف. وأضافت: "نزح اللاجئون من عدن إلى مخيم خرز التابع لمحافظة لحج، وإلى محافظات يمنية شمال البلاد، وافترش البعض الأرض في شوارع الأحياء الآمنة وآخرون عادوا إلى الصومال".

ويشير محمد عبدي إلى أن "مسلحين كثراً يريدون إخراجنا من هذا المكان، الذي نعيش فيه مؤقتاً، رغم أنهم يعلمون أن منازلنا في حي البساتين مدمرة بفعل الحرب. نحن 60 أسرة نعيش هنا منذ 4 أشهر وقد مات من أسرتنا في الحرب أكثر من 200". وأضاف: "الاشتباكات فجائية بين الحين والآخر، والأسبوع الماضي أصيبت امرأة وطفلة بالرصاص ولم يسعفهما أحد، أما الصليب الأحمر الدولي فلم نره سوى مرتين خلال الأشهر الأربعة الماضية، أعطونا القليل من المواد الغذائية فقط".

تؤكد إشراق السباعي، رئيسة منظمة النشء الإنسانية، أن "بعض المنظمات المحلية نشطت في  تقديم المساعدات للاجئين قبل اندلاع الحرب، ثم أوقفت عملها لصعوبة الوصول إلى أماكن اللاجئين. غير أن  لجنة الجالية الصومالية في اليمن تعمل على متابعة قضاياهم والتنسيق مع مفوضية اللاجئين ومنظمات الإغاثة والحكومة اليمنية لتحسين أوضاعهم في البلاد".

234 ألف لاجئ صومالي في اليمن، وفق إحصاءات حديثة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. الآلاف من الصوماليين يعملون في مهن دنيا، والآلاف من نسائهم يتسولن. خُدع أكثر من ثلثي اللاجئين بالعبور إلى السعودية أو بوظائف وهمية في اليمن، أو كانوا ضحايا الاتجار بالبشر.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image