يدور جدل محتدم في شأن عروبة الصومال، وهو مطروح داخل الصومال وفي أوساط العرب. ويتساءل كثيرون عن حقيقة عروبة الصومال، بغض النظر عن انضمامها إلى الجامعة العربية عام 1974 وشعبها لا يتكلم اللغة العربية، ويكتبها بالحروف اللاتينية، واللغة الرسمية المعتمدة هي اللغة الصومالية.
وبالرغم من أن بعض الدول أقرب إلى العرب منها إلى الصومال مثل إثيوبيا وأريتريا وإيران، فهي لم تنضم إلى الجامعة العربية. فما هي العوامل التي ساعدت الصومال على انضمامها إلى الجامعة؟
إذا نظرنا إلى انتماء الصوماليين الثقافي وهويتهم الدينية، فلا شك أنهم عرب. ولكن، إذا نظرنا إلى أصلهم العرقي وموطنهم الأصلي الذي انطلقوا منه، فيجب أن نعتبرهم من الحاميين الكوشيين الذين زحفوا جنوباً حتى وصلوا إلى منطقة القرن الإفريقي مع الهجرات الكوشية.
وقال النائب الصومالي عمر طلحة، وهو أيضاً عضو في البرلمان العربي، لرصيف22، إن "القبائل الإفريقية التي تسكن في الجنوب تُعدّ أيضاً من البانتو. إلا أن الأكيد يبقى أن معظم الكتّاب الأوروبيين وعلماء السلالات والباحثين، اختلفوا حول أصل الصوماليين". وقد ذكر د. محمد أحمد شيخ علي في ورقته "القبائل الصومالية: الأصل، البناء، الوظيفة" أن "الباحثين والكتَّاب اختلفوا حول تحديد أصل القبائل الصومالية إلى مجموعتين. ترى المجموعة الأولى، أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى الحاميين الشرقيين. واعتمدت هذه المجموعة على عامل السمات الجسدية إذ إن هناك شبهاً كبيراً، إن لم يكن تماثلاً كاملاً بين الصوماليين وهذه القوميات. كذلك اعتمدت هذه المجموعة على عامل اللغة، لأنّ اللغة الصومالية تنتمي إلى عائلة اللغات الكوشية أو الحامية (الأفرو آسوية)".
أما المجموعة الثانية، التي ذكرها علي، فترى أن "أصل القبائل الصومالية يعود إلى الهجرات العربية في منطقة القرن الإفريقي. ويعتمد المدافعون عن هذه الفكرة على أن السكان الأصليين في الصومال اندمجوا في العنصر العربي، الذي هاجر إلى المنطقة، ما أنتج العنصر الصومالي الذي يغلب عليه الدم العربي، نتيجة كثرة الهجرات العربية، ونزوح السكان الأصليين من الحاميين وغيرهم إلى دواخل القرن الإفريقي".
وعلى الرغم من أن الجدل ما زال قائماً حول إذا كانت الصومال حقاً عربية أو لا، يرجّح كثيرون كفّة عدم عروبيتها لأسباب مختلفة. قد يكون أولها اللغة الصومالية التي تعدّ جزءاً لا يتجزأ من اللغات الكوشية بفضل العديد من الدراسات التي أجريت حولها. علماً أنّ العرب القدامى لم يعترفوا بداية بالصوماليين الأوائل كجزء منهم، بل وصفوهم بالبرابرة.
عدا أن القبائل العربية هاجرت بعد انهيار سد مأرب في اليمن إلى العراق والشام والأراضي البعيدة، وبعد الفتح الإسلامي إلى مصر والمغرب الكبير. ويتساءل البعض هل كان الجد الأعلى للصوماليين عربياً هاشمياً من ذرية عقيل ابن أبي طالب أو مضرياً عدنانياً أو قحطانياً، حتى ذكره العرب في أشعارهم وكتبهم وتواريخهم؟
أما السبب الثالث فهو أنّه لو كان الصوماليون عرباً، لاستعربت لغتهم وثقافتهم كما استعرب كثير من البرابرة الأمازيغ والطوارق والكوشيين النوبيين السودانيين، مثل الدناقلة على الرغم من تفاوتهم في الاحتفاظ بتراثهم. ولا شك أنّ اللغة الصومالية اقترضت كثيراً من الكلمات العربية بعد مجيء الإسلام، إلا أنها بعيدة إلى حد كبير من اللغة العربية. حتى أنّ استخدام اللغة العربية في الصومال قليل، باستثناء بعض الكلمات التي لها صلة بالدين مثل خير، شر، نعمة، بلاء، نار، جنة وغيرها.
وتعتقد إحدى طالبات الجامعة في مقديشو أن "الصومال ليست عربية"، ورأت أن "سبب انضمامها إلى جامعة الدول العربية هو موقعها الجغرافي، ولأسباب سياسية ومصالح، حين كانت في عزها وقوتها. لكن حين عانت الصومال من حرب أهليه مدة 22 عاماً، قامت الجامعة العربية بتهميشها".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ ساعةاوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ 3 ساعاتمبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ يوملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ يومهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ يومينمن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ يومينجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...