"فئران أمي حصة" للكاتب الكويتي سعود السنعوسي
في روايته "ساق البامبو" التي حازت جائزة البوكر عام 2013، كان الروائي سعود السنعوسي يلعب كالساحر بالكلمات والأحداث، لينقلنا عبر أسطر الرواية إلى الماضي، وإلى ما سنرى لاحقاً بأنه مسؤول عن حاضر توصّفه الرواية بعمق.
أما في " فئران أمي حصة"، فالسنعوسي يبحر في الواقع الحالي، ليؤكد لنا أن هذا الحاضر سينتج مستقبلاً ونهايات محتومة، مهما تأخر الوصول إليها، وهذا ما يعطي الرواية هيئة النبوءات.
"فئران أمي حصة" الصادرة عن الدار العربية للنشر، ليست رواية عن النزعات المذهبية وحسب، بل هي رحلة قلق في مخاوف الإنسان العربي في الكويت والدول العربية. من المستقبل المظلم الذي من الممكن أن تنتجه النزاعات بين الطوائف.
مقالات أخرى
مراجعة لرواية "حارس حديقة المحبّين"
مأساة سائقي التاكسي في الكويت
الرواية تمتد على مساحة زمنية تقارب الأربعين عاماً، تدور أحداثها بالكامل في الكويت، أما اسم "حصة" في عنوان الرواية فيمنحها رمزاً محلياً خالصاً. تدور الرواية حول صداقة ثلاث صبية، يسكنون "فريجا" واحداً منذ صغرهم (الفريج تعني الحي باللهجة الكويتية المحلية). والرواية تتحدث عن تطور صداقتهم، والعلاقة التي تجمعهم رغم اختلافهم، وفي إطار ما يدور حولنا من أحداث تتخذ طابعاً سياسياً ودينياً، والتي تنعكس في مجملها على العلاقة وتؤطرها.
الرواية لا تتحدث عن الشيعة والسنة في الكويت فحسب كما أراد لها مسوقوها، لكنها رواية عميقة ونبيلة وحقيقية على نحو موجع، حول الأفكار التي نتداولها ببداهة يومية، والتي من شأنها أن تلف حول وجودنا حبل المشنقة. فهذه الأفكار تعمق خلافاتنا وبعدنا عن الآخر، وعدم قبولنا لواقعنا وأوطاننا تهشمت فاقتحمتها الفئران تحمل الطاعون والنهاية.
"خرائط التيه" للكاتبة الكويتية بثينة العيسى
خرائط التيه هو عنوان الرواية الجديدة للكاتبة الكويتية بثينة العيسى، والتي تروي فيها بلغة جديدة للغاية قصة فقدان عائلة لابنها مشاري ذو السبع سنوات أثناء موسم الحج في مكّة، ورحلة البحث عن مشاري وعن الذات وعن الإجابات لأسئلة كثيرة وكثيفة، تأخذ الرواية إلى نهايات مفتوحة وضفاف أزمات جديدة.
تغطي الرواية فترة زمنية لا تزيد على اثنين وعشرين يوماً، لكنها تتسع جغرافياً من الكويت إلى غرب وجنوب المملكة العربية السعودية، لتنتهي في سيناء مصر. وهي تبدأ بواقعة ضياع الصبي مشاري، وتقلع لاحقاً للخوض في مضائق جديدة وتمر من تيه إلى آخر، خوضاً عنوانه الاكتشاف والخيبة والذهول.
فهذه العائلة، التي فقدت صغيرها كانت لاحقاً في مكاشفة مع قناعاتها الدينية ومعتقداتها، وسؤال وجودي لم يغب عن ذهن القارىء ولو للحظة: هل للإنسان قيمة حقاً؟ ماهي قيمته في خضم واقعنا الحالي، حيث تاهت الإنسانية وتشوهت معاني الحياة والبقاء؟.
في خرائطها، اختارت العيسى راوياً خارجياً يحمل كاميرا لها عين النسر، يسرد مستخدماً ضمير الغائب، لكنه شاهد عميق يلتقط الحدث وما وراءه من مشاعر واختلاجات. وقد يسأل القارىء نفسه في لحظة تماه مع النص، أين يختبىء هذا الراوي الذي ظهر في لحظة مأساة، شطرت حياة كل أفراد الأسرة إلى نصفين فقط ظاهرياً؟.
في الرواية شيء من الإطالة سيما في الأجزاء التي تغرق فيها الكاتبة. ففي توثيق أحداث بعيدة عن محور الرواية الأساسي (العائلة: الأب والأم والصبي)، التي أعادت اكتشاف ذاتها تحت ضغط مأساة انتهت، تختتم بثينة روايتها بعودة الطفل إلى أهله.
لكنّ الحياة بعد الخطف ليست كما كانت قبله. الأبوان انفصلا. الأب تقوقع على نفسه ومرضه، والأم نذرت نفسها إلى السماء. أمّا مشاري الصغير فلم يعد يتكلّم. الخوف والضرب والاغتصابات المتكررة، خلّفت فيه آثاراً نفسية وجسدية لا تُمحى.
"رائحة التانغو" للكاتبة الكويتية دلع المفتي
دلع صحافية كويتية من أصل سوري، وروايتها رائحة التانغو تأتي بعد مجموعة روايات سابقة لها، يجمع في ما بينها مزج الكاتبة بلغة سلسلة وبسيطة وعميقة، بين ثقافات مختلفة وشخوص تعيش وتنتفس الحياة في مجتمعات يجمع في ما بينها الهموم الإنسانية.
تأتي أحداث رائحة التانغو في مكانين رئيسين هما الكويت ولبنان، أما الشخصية الرئيسية فهي زهرة، والأماكن تتنوع بين شقتها الزوجية، ومنزل الأهل، والغاليري، ومكان العمل، والمجمعات التجارية في الكويت، شوارع بيروت ولاجئووها الجدد، ورقصة التانغو الموحية في لبنان.
تختلط في رائحة التانغو، اللغة الفصحى وبعضها الآخر باللهجات المتنوعة، بينما تمتلىء الرواية بالشخصيات والتشابكات والمواضيع الإشكالية. تنطلق الرحلة من رائحة البصل التي لا تحبها بطلة القصة زهرة، ثم تنقلب هذه الرائحة إلى روائح كثيرة وموحية تستعيد معها زهرة، ذكرياتها مع الأمومة وعن طفولتها وعلاقتها الزوجية ومشكلة البدون في الكويت. أما في بيروت، فتفوح روائح شغف ورغبة وتعاطف إلى أن تنتهي الرواية برائحة دم وحادثة صادمة.
"القلادة إياها" للقاصة سارة جاسم المكيمي
درست سارة الإعلام في جامعة الكويت، وتخرجت لتخوض المعركة المهنية بين الحكومة والقطاع الخاص، ولتتزوج لاحقاً من شاب أميركي، وتعود لتستقر في الكويت، وتبني تجارب غنية حياتية وثقافية أعطت رواياتها نكهات متنوعة متناغمة ومنسجمة.
القلادة إياها، مجموعة قصصية، اختارها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ليعاد طبعها ولتوزع مع مجلة عالم المعرفة لشهر أغسطس هذا العام، وذلك بعد نحو خمسة أعوام على صدورها للمرة الأولى. هي عبارة عن 18 قصة قصيرة، تقع في 144 صفحة، وتنطلق من واقع الحياة المعاش، ومن عمق الهوية الكويتية الخليجية والعربية. وتلف ذراعيها حول المرأة الخليجية بمكنوناتها، وتطوقها بمعرفة عن قرب لواقعها وكل خباياها.
المجموعة تمتاز بتنوعها وبأسلوب السرد ودقة التفاصيل وشفافيتها، التي تحمل في طياتها العديد من المشاعر والأحساسيس كالحب، الشك، الخيانة، الوفاء، القناعة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...