تحفيز الفكر النقدي، تعزيز التنوع والتفاهم المتبادل، تنمية المجتمعات، إعادة بناء الهوية، حلّ النزاعات، معالجة الصدمة النفسية، نشر الديمقراطية الثقافية، توعية الرأي العام، تعزيز المساواة بين الجنسين، توفير فرص عمل، الحفاظ على التراث...
هكذا يشارك الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق" في إعادة إحياء الهويات العربية الأصيلة، التي شوهتها الصراعات، وإعطاء الأمل لشعوب المنطقة بمستقبلٍ أفضل، من خلال تأمين الدعم المادي والمهني لمشاريع ثقافية ناشئة من أكثر الأماكن الحساسة في المنطقة. أما أنتم، فيمكنكم المشاركة في ذلك من خلال اقتراح مشروع ثقافي بنّاء أو دعمه.
القبعات الزرقاء
بعد مرور 8 أعوام و800 منحة و150 محكّماً، تشعر آفاق أنها بالكاد انطلقت في مهمتها في تنمية وتعزيز الثقافة والفن في البلاد العربية. ويقول أسامة الرفاعي، المدير التنفيذي في آفاق، إنها "مهمة تركّز على المناطق التي هي أكثر حاجة للدعم، وتحدّد الأولويات الثقافية، التي قد تشكّل ركيزة لحوارٍ بناء بين مختلف الثقافات داخل البلاد وخارجها".
مقالات أخرى
الله، التراث، الاستهلاك... قضايا الفن المفاهيمي السعودي
موسيقيات خلف الميكروفون: أشهر التجارب النسائية في التلحين والتأليف الموسيقي
كما أن دعم الإنتاج الثقافي المستقل بالنسبة إلى الحريصين على إيصال رسالة آفاق، هو مهمة من شأنها المساهمة في تغيير العالم العربي اليوم، أو إرجاعه إلى أصله قبل تشتّته في الصراعات الثقافية والسياسية. بكلمات أخرى توزع المؤسسة على الأفراد والمؤسسات الداعين للسلام والداعمين لها، القبعات الزرقاء الفعالة التي في إمكانها تغيير الصورة الوحيدة التي تنقلها وسائل الإعلام عن المنطقة، أو التي تحددها الحكومات الهالكة بين النزاعات.
النهضة
علماً أن مصدر تمويل مستدام للإنتاج الثقافي والفني والإبداعي، هو إلزامي للوصول إلى تحقيق الأهداف في الدول العربية الـ22، والتأثير على قطاعات كبيرة منها. لذلك عمل الحريصون على آفاق على توعية الحس الثقافي لدى مانحين لم يكونوا مهتمين يوماً بتأثيرات الإنتاج الثقافي على المجتمعات العربية. وبذلك تمكنت من زيادة عدد الداعمين 6 أضعاف من خلال إطلاق برنامج يستقطب التمويل بطريقة شفافة.
وهذا الأمر أشبه بتحويل الساحة العربية من دعم وتمويل الحروب بطريقة لا واعية، إلى استثمار واعٍ وبناء في التعبير الإبداعي والثقافي.
الرسالة
تحرص آفاق على الحفاظ على تنوع مصادر تمويلها لضمان استقلاليتها، ولإنشاء بيئة حاضنة لدعم فنون ورسائل وقضايا متنوعة. من فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا، وغيرها من الدول التي تحتاج إلى التعبير الفني المستقل.
تلك الرسائل تسلّمها نحو 9 ملايين فرد من أنحاء العالم، من خلال 800 مشروع عملت آفاق على دعمها في أقل من عقد. والمسؤولية كبيرة على الحريصين على إيصال صوت الشباب العربي في منطقتنا، المشتتة في الصراعات القاتلة للهويات والثقافات العربية المختلفة.
المشاريع
تعمل آفاق على أرشفة صور ولحظات وصرخات ودموع وثورات ونهضات المنطقة، لترسخ في ذاكرة التاريخين العربي والعالمي. وتحدد المشاريع التي تتبناها وفق 3 أقسام مرتبطة بالدور الاجتماعي والثقافي للمشاريع المختلفة، وهي:
Uncover أو إضاءات
تلك المشاريع تهدف إلى كشف الغطاء عن شؤون اجتماعية معينة لخلق وعيٍ حقيقي حول جوانب عدة من الهوية العربية، وتحديد العوائق التي تقف أمام نمو المجتمعات. بعض هذه المشاريع:
"ما بعد حواجز التفتيش"، للمصورة الصحفية الفلسطينية سمر حزبون
أنجبت 69 امرأة على الحواجز الإسرائيلية بين عامي 2000 و2006، وفق منظمة الصحة العالمية، وما زالت الحوادث المماثلة تقع حتى اليوم. لم تصدّق سمر وجود مشهد تضطر فيه امرأة أن تلد وتصرخ وتنزف أمام جنود إسرائيليين غير مبالين من دون أن يؤمنوا لها مساعدة طبية أو يسمحوا لها بعبور الحدود نحو أقرب مستشفى. وبهدف إظهار حقيقة دولة إسرائيل، والمساهمة في فرض ضغط دولي عليها، عملت الفنانة على توثيق أبحاث حول الموضوع، من خلال صورٍ مؤثرة التقطتها لنساء تعرضن لحوادث شبيهة، ولأطفال ناجين وآخرين لم يتمكنوا من التمسك بالحياة، علماً أن مصير معظمهم هو الموت قبل عبور الحواجز الإسرائيلية.
"سيدات يمنيات بروح مناضلة"، للمصورة الصحفية اليمنية أميرة الشريف
تسلط أميرة الضوء على فئة من النساء اليمنيات، اللواتي تمكن من تحقيق ذاتهن، بالرغم من تهميشهن في مجتمعٍ ذكوري تقليدي قاسٍ مع المرأة. في مجتمعٍ يحدّد قوانينه القضاة الدينيون والقبليون. من خلال سلسلة صور التقطتها في اليمن، والجزء الأصعب في المشروع بالنسبة إليها، كان إقناع الرجال بالتقاط صورٍ لنسائهن، حتى لو عرضت عليهم إخفاء هويتهن ووجوهن. تلك الصور تظهر دور النساء في قيادة تغيير اجتماعي جريء، وإعطاء الأمل لنساء مهمشات ومعنفات بمستقبلٍ أنثوي أكثر ازدهاراً وأماناً.
"زواّرة الجمعة"، للمصور الكويتي فيصل الفوزان
تشكل العمالة الوافدة إلى الكويت أكثر من ثلثي المجتمع، ومعظمهم يتقاضون دخلاً منخفضاً، ويعيشون حياة قاسية اقتصادياً واجتماعياً. ينظر إليهم المجتمع على أنهم نوادل المطاعم وفتيان تحضير الشاي وعمال إنشاءات وميكانيكيون، بينما هم في الواقع يحرصون على تحقيق أحلام الطبقة العليا من المجتمع، من خلال بناء المدينة وتطوير خدماتها. في هذا المشروع، يدخل فيصل عالم العمال الخاص، والأماكن الجماعية التي يتعايشون فيها ليلتقط صوراً حقيقية للوضع غير الإنساني الذي يعيشونه، وإظهار معاناتهم.
Discover أو نظرة أخرى
تقدم مشاريع هذه الفئة حلولاً بديلة لمشاكل تواجهها المجتمعات العربية، وتسمح بتلاقي وجهات النظر المختلفة، لابتكار مستقبلٍ أفضل. هي مشاريع في مجالات الرقص والمسرح والموسيقى والأدب وغيرها، إليكم بعضاً منها:
"وهذه أيضاً ليست مسرحية"، للفنان السوداني ياسر التيجاني
يعود ياسر إلى السودان بعد 20 عاماً من الاغتراب في سوريا، ليكتشف وضع الفنون البائس في بلاده بسبب الطغيان السياسي، فيقرّر إعادة إحياء فن المسرح من خلال إقامة حوارات ولقاءات مع فنانين محليين لإيجاد حلٍ للأزمة الفنية في بلدهم.
لا يوجد حرية تعبير في السودان، والفنون الوحيدة المدعومة هي تلك التي تخدم السلطات مباشرة، من هنا عمل ياسر على إنشاء مسرح تجريبي مستقل مع زملائه، يقدم منصة فنية جريئة لفناني السودان، ومساحة للتعبير الحر والابتكار، وإطلاق الخيال والتساؤلات الوجدانية لمجتمعٍ أفضل.
"الزُّهرة لم تولد في يوم واحد"، للفنانة اللبنانية رندة ميرزا
الشرق معروف بابتكار الأساطير الخيالية، منذ الحضارات القديمة، لكن النقطة الفاصلة بين كل الأساطير، أن فئة منها تم تجاهلها وإخفاؤها لأسباب اجتماعية وسياسية ودينية، خصوصاً العربية منها. مشروع فني عبارة عن تمثيل بصري لأساطير عربية من عصر الجاهلية، هدفه إلقاء الضوء على تاريخ العرب، الذي همّشه تاريخ الاستعمار الطويل للمنطقة، وكشف النقاب عن العديد من القراءات والحقائق تاريخية.
"كلشي ماكو" للمخرجة العراقية ميسون باجه جي
فيلمٌ يتعمق في تساؤلات اجتماعية عدة حول حياة العراقيين اليومية، كيف يعيش الثنائيون والعائلات والأفراد علاقاتهم، وكيف يجددونها ويحافظون عليها وسط الحالة العنفية الكارثية في العراق؟ كيف ينظرون بعضهم إلى بعض، وكيف يعيشون بثقة رغم هلاكها؟ ما الذي يساعدهم على البقاء أحياء وعلى التمسك بهوياتهم الاجتماعية؟ من هم العراقيون اليوم وبماذا يفكرون؟ إنها قصة العراقيين الحميمة التي يعيشونها في منازلهم ليلاً، محاولين تجاهل أصوات الهاون المتطايرة بين حيٍ وآخر.
Recover أو استعادة المسؤولية
لا يمكن أن تشفى المجتمعات العربية إلا من خلال مشاريع ثقافية ملهمة، تشمل الجماعات المختلفة وتقربها بعضها من بعض، وتساعد الأفراد على التفكير بحرية والتعبير بجرأة، والحلم بمستقبلٍ أفضل. من مشاريع هذه الفئة:
"بين اثنين" للفنانة المغربية سارة أوهادو
عمل سارة الفني البصري يركز على العلاقة بين التقاليد الحرفية المغربية من جهة، والعمل الفني المعاصر من جهة أخرى. في محاولة منها للتمعن في الهوية الثقافية العربية، ومكانتها في العالم المعاصر اليوم. مبادرة فردية حاولت من خلالها الفنانة المساهمة في تطوير الساحة الحرفية في المغرب، من خلال إقناع الحرفيين ولو بطريقة صعبة، في إدخال تقنيات فنية معاصرة إلى التقنيات التقليدية، لإنشاء حوار ثقافي حول الهوية المغربية وسط العولمة.
"سينما المقاطعات"، للمؤسسة الموريتانية دار السينمائيين
عاشت موريتانيا منذ الستينيات حتى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي نهضة سينمائية مثيرة للاهتمام في جميع مناطقها، من خلال أفلام سينمائية محلية الإنتاج عرضت في أكثر من 10 صالات سينما، واستقطبت فئات المجتمع حتى السياسيين. إلى أن اختفت جميع رموز السينما الموريتانية، وتوقفت الدولة عن دعم السينما أو أي فنٍ آخر. وبعد مرور أكثر من 20 عاماً من الجفاف الفني، عادت المبادرات لإحياء السينما، منها المشروع الذي يعمل على دعم المواهب السينمائية الشابة ومواكبتها، حتى الحصول على فرصة المشاركة في مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصیر.
"لعبة الحرب" للفنان الفلسطيني شريف سرحان
حين كان سرحان صغيراً، كان يلعب مع غيره من الأولاد لعبة الحرب، التي يسمونها "العرب واليهود". لعبة يعرفها الأولاد في دول أخرى تحت اسم "العسكر والحرامية"، مع الفرق أن اليهودي هو العسكري الذي يمتلك الأسلحة، والعربي هو الفلسطيني الذي لا يملك سوى العزيمة لتحرير أرضه وشعبه. كبر الأولاد واللعبة لم تتغير، فرق بسيط هو أن البندقية الخشبية بين أيديهم تحولت إلى بندقية حقيقية لتحرير الوطن. مشروع فني بصري معاصر، ينقل ما تبقى من المعركة إلى الشارع والناس، ويهدف إلى فضح بشاعة الحروب من خلال استخدام لعبة الأطفال في الشوارع، لعلّ المشروع يساهم في وقف الحرب في كل مكان، كما يحلم شريف.
يمكنكم أن تستثمروا أنتم أيضاً في الموهبة والمستقبل.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ 3 ساعاتحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ يومينمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 3 أيامtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...