ثار غضب الإماراتيين اليوم، بعد أن أصدرت الحكومة الإماراتية قراراً بمنح الجالية الهندوسية في أبو ظبي، أرضاً لبناء معبد هندوسي عليها، وعبروا عن غضبهم بشدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً Twitter، وذلك عبر Hashtag #بناء_معبد_هندوسي_في_أبوظبي . وتحول الشكر الذي وجهه رئيس وزراء الهند، الذي يزور الإمارات، إلى الحكومة الإماراتية، موضوع سخرية، ووصل الأمر ببعض الناقمين على القرار، أن هاجموا عائلة "آل زايد"، معتبرين أنّهم "عائلة معادية للإسلام".
عيال زايد كشفتهم الثورات العربيه اقصاء ارهاب دفع اموال لحرب المسلمين بكل مكان وتقريب الاخرين #بناء_معبد_هندوسي_في_ابوظبي
— عائشه العتيبي (@pury66_a) August 17, 2015
الغريب في الأمر، أن المعبد الهندوسي المفترض بناؤه في أبو ظبي، هو ليس المعبد الهندوسي الأول في الإمارات العربية المتحدّة. ففي عام 1958، منح الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم إذناً لقيام المعبد الهنودسي الأول في دبي، فأقيم في الطابق الأول في أحد مباني السوق القديمة في بور دبي، وكان معبداً للهندوس والسيخ معاً، ثمّ انفصل السيخ عن الهندوس عام 2012، وأقاموا معبدهم الخاص في جبل علي.
[caption id="attachment_31655" align="alignnone" width="700"]

مقالات أخرى:
هل تدق أجراس الكنائس في الخليج؟
بالعودة إلى إمارة أبو ظبي، تنتهج الحكومة سياسةً متسامحةً مع الأديان الأخرى. فهناك العديد من الكنائس للطوائف المسيحية المختلفة، كالكنيسة الإنجيلية العربية، وكنيسة سان جورج للروم الأورثوذوكس، وكنيسة القديس جوزيف للكاثوليك، وغيرها. وحين لم يكن للهندوس أرضاً لإقامة معبدهم عليها، كان من المسموح لهم إقامة تجمّعات الصلاة في بعض منازلهم، إن لم يتسطيعوا الذهاب إلى المعبد في دبي. كما يحقّ للبوذيين ولغاية اليوم، إقامة الصلوات في منازلهم، مع أنّهم يشكلّون أقلّ من 5% من مجمل سكّان الإمارات. لكن يبدو أنّ سياسة الحكومة تعترضها بعض العوائق الاجتماعية، فيضطر أهل الطوائف غير المسلملة إلى الإعلان عن أنّهم شاكرين التقبل الاجتماعي من المواطنين، أو إلى توصية رعاياهم بعدم شرب الكحول في الأماكن العامة، والانتباه إلى اللباس، والحشمة وما إلى ذلك من إجراءات، فيها حدّ من تصرفات المقيم غير المسلم احتراماً للمواطن المسلم. وهذا ما أثبتته موجة الغضب العارم الأخيرة حين منح ولي عهد إمارة أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أرضاً مجانية للجالية الهندوسية لبناء معبدها عليها. وقد عاد المواطنون الإماراتيون إثر هذه القصة إلى قصص أبعد من ذلك، متطرقين إلى موضوع الوجود المسيحي في أبو ظبي، والإمارات بشكل عام، و إلى شعور المواطن الإماراتي بأنّ حكومته تحارب الإسلام، وبالطبع الأمر ليس تعميماً. فمن المؤكد أنّ بعض المواطنين الإماراتيين يحاولون مع الحكومة خلق جو من التسامح والتعايش بين الطوائف، كإقامة مؤتمرات ولقاءات بين الطوائف في أبو ظبي، يشارك فيها الإماراتيين، كالندوة التي نظمها مركز شؤون الإعلام في أبو ظبي عام 2008، إلّا أنّها تبقى مبادرات نادرة.
هذا التسامح هو ما يجعل وطننا ناهضاً مختلفاً،عقيدته الايمانية راسخه،ومبادئه الانسانيه ثابته،لا غلو فيه ولا تطرف #بناء_معبد_هندوسي_في_ابوظبي — أسامه الأميري (@OsAmiri) August 17, 2015
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ يوممادة قوية، والأسلوب ممتاز
Karami Meriam -
منذ يومنيتمءتحءنخوماك الامام الخامنئي, ب58
Karami Meriam -
منذ يومنيتمءتحءنخوماك الامام الخامنئي, ب58
Apple User -
منذ 4 أياماتمنى الرد يا استاذ ?
Apple User -
منذ 4 أيامهل هناك مواقف كهذه لعلي بن ابي طالب ؟
Assad Abdo -
منذ 6 أيامشخصية جدلية