شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
هل فعلاً يحب الرجال البكيني؟

هل فعلاً يحب الرجال البكيني؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 25 أغسطس 201604:42 م

يظن معظم الناس أن البكيني الذي بالكاد يغطي جسم المرأة على البحر أمر مغوٍ ومثير. ربما تختلف معايير الإثارة بين ثقافة وأخرى، إلا أن ردة الفعل الأولى لمعظم لرجال حيال صورة امرأة بلباس البحر الخفيف قلما تتغير، وتلخص بالعبارة الإنكليزية التي تتردد على ألسنة الكثيرين منهم: She’s hot، وكأن المرأة تتحول في نظرهم إلى وعاء من الحساء، تقاس لذته بدرجة حرارته. تلك العبارة وحدها تفضح عقل الرجل لحظة تقع عينيه على امرأة ترتدي لباس بحر خفيفاً، إذ يحولها تلقائياً إلى شيء.

منذ بضعة أعوام، شارك قسمٌ من الطلاب الذكور في جامعة برنستون في الولايات المتحدة، بدراسة هدفها تحديد ردود فعل دماغ الرجل لدى رؤيته نساء بالبكيني. أظهرت نتائج مسح أدمغة المشاركين أنه لدى رؤية الرجل امرأة بالبكيني، تتفعل منطقة الدماغ المرتبطة باستخدام الأدوات كالمطرقة والمفك، وكأن البكيني يدفعه فعلاً إلى رؤية المرأة كشيء أو كغرض للاستهلاك، وليس كإنسان كامل بإمكانه التفاعل معه، بحسب تحليل البروفسور في علم النفس في جامعة برنستون Susan Fiske.

كلمة بكيني في ذاتها مستوحاة من حقل تجارب للقنبلة النووية Bikini Atoll. اختارها في العام 1946 مصمم البكيني الفرنسي Louis Réard، الذي كان يعمل في بوتيك والدته للألبسة الداخلية، وذلك ليصف مفعول تلك القنبلة الاجتماعية التي اخترعها: "أصغر من أصغر مايو في العالم"، يمكن تمريره عبر أي خاتمٍ للزواج. عدّ البكيني عند ابتكاره في الأربعينيات من القرن الماضي فاضحاً، لدرجة لم تقبل عارضة فرنسية واحدة بارتدائه، فاضطر Réard إلى توظيف فتاة تعرٍ لتعرض تصميمه. لم يكن البكيني اختراعاً جديداً آنذاك، إذ تظهر فتيات رياضيات بلباسٍ مشابه على موزاييك رومانية، ولكن الحقبة الممتدة بين 1890 و1960 كانت منغلقة بعض الشيء، وكان من غير المحبذ إظهار الكثير من جسم المرأة. وهذا ما يعني أن ردود فعل الرجل، التي قد تكون منحرفة أحياناً، مرتبطة بشكل كبير بالثقافة العامة للمجتمع، الذي يؤثر على النظرة التي يكنّها الرجل للمرأة أو العكس.

البكيني، وحب الرجال لهMAIN_Fred-Seibert

تقدّر إيرادات صناعة ملابس السباحة في العالم عام 2015 بـ17.6 مليار دولار. انتشارها منفصل عن أي نظرة محبذة أو لا قد تحملها لها المجتمعات. موضة ارتدائها مع ذلك تختلف من ثقافة لأخرى، بحسب مقال نشره الموقع المتخصص بالبكيني a bikini a day، يظهر تقاليد ارتداء البكيني اليوم في 5 بلاد. في أستراليا مثلاً، وعلى عكس ما قد يعتقده الكثيرون، لا يزال المجتمع محافظاً بعض الشيء، وترتدي النساء في الغالب مايو يغطي المؤخرة والثديين بشكل كامل. أما في البرازيل، فيسود البكيني ذو الخيط الرفيع الذي يفصل جزئي المؤخرة. في حين ينتشر في الولايات المتحدة ارتداء المايو ذي القطعة الواحدة أو المايو ذي القطعتين الذي يكون أكثر احتشاماً من البكيني الكلاسيكي، ما عدا في ميامي وكاليفورنيا وهاواي التي تعشق بحورها البكيني الأصغر حجماً. تتمتع الفرنسيات بذوقٍ خاص في لباس البحر: مايو قطعة واحدة، أو مايو من قطعتين ولكن بخصر عالٍ، وسروال ينحدر حتى الفخذين، فالمهم في نظرهن ليس ما يظهره أو يخفيه، بل مدى جماله وعصريته. أما الصينيات، فلا يقصدن البحر بهدف الإسمرار، لذا فلباس البحر الأكثر رواجاً هو القطعة الواحدة، وقد تجدون الكثير من النساء يغطين أجسامهن للاحتماء من الأشعة ما فوق البنفسجية.

قامت مجلة Marie Claire باستجواب 100 رجل تم اختيارهم عشوائياً حول بعض موديلات المايوهات التي يصادفونها، فكانت أجوبتهم مفاجئة. 74% منهم يعجبون بالبكيني السترينغ أو البكيني البرازيلي، مقابل 26% يظنون أن هذا الطراز من المايوهات يظهر الكثير من جسد المرأة ويترك القليل للمخيلة. في المقابل يحبذ 93% من الرجال المايو العادي بقطعتين، أما المايو ذو القطعة الواحدة، فيفضله 65% منهم مقابل 35% لا يعتبرونه جميلاً. بذلك، يميل الرجال للباس الذي يغطي قسماً أكبر من الجسم. في الوقت نفسه، تخجل الكثير من النساء من ارتداء الملابس الخفيفة جداً. فالفتيات في المملكة المتحدة يصرفن الأموال على مايوهات يخجلن من ارتدائها، كما أن حوالي 1.5 مليار دولار صرفت مقابل ثياب بحرية لم تلبس يوماً في العام 2009.

لماذا إذاً البكيني على الموضة؟ لماذا ترتدي المرأة لباساً قد لا تكون مرتاحة فيه؟ أنتِ، من قال لكِ إنه يجب أن ترتدي البكيني لتكوني جذابة؟ وأنتَ، لماذا لا ترتدي الـSpeedos، أو المايو الرجالي السليب؟


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard