تزداد سنوياً نسبة زواج القاصرات في اليمن، خصوصاً بعد عام 2009. وتظهر دراسة لمركز الرصد والحماية في منظمة سياج للطفولة، أن ما لا يقل عن 60% من الفتيات اليمنيات يتزوجن قبل بلوغ الثامنة عشرة من عمرهن، في حين تتزوج أخريات بنسبة تراوح ما بين 30% و 40% قبل بلوغهن 15 عاماً.
تختلف أماكن تركز تزويج القاصرات، وتتفاوت النسب من منطقة إلى أخرى. فهذا التزويج منتشر بشكل أكبر في الريف، الذي ينتمي إليه نحو 70% من إجمالي سكان اليمن، البالغ نحو 24 مليون نسمة، غالبيتهم إناث، بحسب منظمة سياج. وأوردت دراسة ميدانية أعدها مركز دراسات المرأة والتنمية في جامعة صنعاء أن 52% من الإناث تزوجن قبل سن الـ15. وأظهر المسح القاعدي لعام 2000 أن 24.6% من النساء الريفيات في اليمن تزوجن بين سن الـ10 والـ14 عاماً.
مقالات أخرى
أول محطة بنزين مخصصة للنساء في اليمن... بمبادرة من الحوثيين
عقوبة “الزنا” في القوانين العربية: للنساء فقط
المحامي محمد ناجي علاو رئيس منظمة هود للحقوق والحريات في اليمن، قال لرصيف22 إنه "كان هناك قانون يحدد سن زواج الفتيات في اليمن بـ15 عاماً، صدر في السبيعينات، ثم جرى تعديله عام 2000 ليبقى عمر الزواج مطلقاً، إلا أن القانون نصّ على عقوبات بالسجن بين شهرين وسنة، وغرامة تصل إلى 400 ألف ريـال يمني (1860 دولاراً)، لأي شخص غير مختص يحرر عقد زواج، وهو على معرفة بأن أحد الطرفين دون سن الـ18". وأشار علاو إلى أن "مخرجات الحوار الوطني حددت سن الزواج بـ18 عاماً". معاذ الصوفي الناشط في المجتمع المدني، قال إن "هناك عدداً من رجال الدين، من يرى أن تحديد سن للزواج لم يرد في الشريعة الإسلامية، ومن هذا المنطلق لايريدون تحديده، بحجة أنه فكر دخيل مصدره الغرب".
الطفلة آمنة الريمي، ذات الـ11 عاماً، هي ضحية 20 ألف ريال يمني (نحو 90 دولاراً)، اقترضتها أسرتها من أحد الأشخاص عام 2011، فاستغل الدائن فقر الأسرة واستعجلهم التسديد. وحين لم يتمكنوا، تزوج الطفلة آمنة بالقوة، وظل يضربها بمساعدة أسرته، وأجبروها على التسول رغماً عنها، وهذا ما دفعها للفرار إلى أسرتها طالبةً الطلاق. إلا أن الزوج رفض، وضربها وأسرتها وأعادها إلى منزله رغماً عنها، غير أنها فرت هاربة إلى منزل أسرتها مرة أخرى.
تعيش آمنة اليوم في منزل أسرتها الصغير الذي يشبه القبر، وما زالت تتمنى الموت للتخلص من العذاب الذي تعيشه، وهي تنتظر قرار المحكمة في قضية طلاقها.
حظي ملف زواج القاصرات في اليمن باهتمام عالمي بسبب قصة نجود الأهدل، البالغة من العمر 16 عاماً، والتي أجبرت على الزواج من رجل يكبرها بحوالى 20 عاماً وهي في سن العاشرة، قبل أن تصبح أصغر مطلقة في العالم. قالت عن يوم زواجها: "بعد عودتي من المدرسة جردني أبي من حقيبة الكتب وأعطاني ملابس جديدة والكثير من الهدايا والألعاب، ومنعني من الذهاب إلى المدرسة في اليوم التالي. وفي يوم عرسي ألبسني ملابس بيضاء وأعدوا حقائبي وذهبوا بي إلى مسقط رأسي في محافظة حجة شمال اليمن بحجة زيارة الأقارب. ثم تركوني في بيت جديد لا أعرفه". وتضيف: "عندما كنت منشغلة باللعب أتى رجل كبير وحاول اغتصابي بالقوة، فبدأت بالصراخ، ثم استدعى أمه وأخته، اللتين صارحتاني أن ذاك الرجل زوجي، لكنني لم أفهم فأمسكتا بي، وجعلتا الرجل يغتصبني حتى أغمي علي".
لم تعلم نجود ما حدث لها إلا حين استيقظت صباح اليوم التالي في المستشفى. كان جسدها مضرجاً بالدماء، ثم نقلت إلى مستشفى في صنعاء، حيث التقت المحامية شذى ناصر، التي ساعدتها للتخلص من هذا الزواج، عبر رحلة طلاق.
تعاني نجود من آثار نفسية لما حدث لها، وتقول: "غالباً ما تراودني كوابيس في المنام عن زواجي، وتنتابني قشعريرة عندما أتذكر ما حدث لي أو أتحدث عنه، ويطاردني الرعب والخوف طوال يومي". وقد روت الصحافية الفرنسية ديلفين مينوي قصتها في كتاب ترجم إلى أكثر من 16 لغة تحت عنوان “أنا نجود، أبلغ العاشرة ومطلقة”، وقد حوّل الكتاب إلى فيلم سينمائي بإخراج خديجة السالمي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ 8 ساعاتمقال أكثر من رائع. قمة الإبداع والرقي. شكرا.
Salim Abdali -
منذ يوماتابع يومياتك الأليمة، وشكرا يا شاعر لنقلك هذه الصور التي رغم الالام التي تحملها، الا انها شهادات تفضح غياب الضمير الانساني!
مستخدم مجهول -
منذ يومماذا لو أن النبي بداية منذ أواخر سنواته الشريفات وحتى اليوم كان محروماً من حقوقه في أمته مثلما أن المرأة قد حرمت حقوقها وأكثر؟ وأنه قد تم إيداعه "معنوياً" في غرفة مقفلة وأن كل من تصدر باسمه نشر فكره الخاص باسمه بداية من أول يوم مات فيه النبي محمد؟ إن سبب عدم وجود أجوبة هو انحصار الرؤية في تاريخ ومذهب أو بالأحرى "تدين" واحد. توسيع الرؤيا يقع بالعين على مظلومية محمد النبي والانسان الحقيقي ومشروعه الانساني. وجعل القرءان الدستور الذي يرد اليه كل شيء والاطلاع إلى سيرة أهل البيت بدون المزايدات ولا التنقصات والتحيزات يرتفع بالانسان من ضحالة القوقعة المذهبية إلى جعل الإنسان يضع الكون كاملاً والخليقة أمام عينيه ولا يجعله يعشق التحكم في الآخر.
إن وصف القرءان للنساء بأنهم نساء منذ طفولتهن بعكس الرجال الذين هم بنين ثم يصيرون رجالاً هو وصف بأن المرأة منذ الصغر تولد أقرب بكثير للتقوى الذي هو النضج وكف العدوان بينما للرجل رحلة طويلة في سبيل التقوى التي هي كف العدوان وليس فقط تدوير المسبحات في الأيدي.
مشروع محمد لم يكتمل لأن "رفاقه" نظروا له على أنه ملك ويجب وراثته والتعامل مع تراثه كملك. أما الذين فهموا مشروعه وكانوا أبواب المشروع الانساني فقد تم قتلهم وتشريدهم وفي أحسن الاحوال عزلهم السياسي والثقافي حتى قال الإمام علي أنه يرى تراثه نهباً أي منهوب.
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أياماوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ 3 أياممبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ 4 أياملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي