شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
مسابقات جمال بين عربات التوك توك في الخرطوم

مسابقات جمال بين عربات التوك توك في الخرطوم

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 1 يونيو 201711:53 م

تشهد شوارع الخرطوم منافسة محتدمة بين آلاف عربات "توك توك" بثلاث عجلات التي تستخدم كسيارات أجرة، ويعمد بعض السائقين إلى أفكار مبتكرة في تزيين سياراتهم لجذب الزبائن. ويبدو أن المظهر الخارجي للعربات هو عامل الجذب الحاسم للزبائن، إذ يقول بهاء الدين ياسين إن "وتيرة العمل التي نحصل عليها ترتبط بجمال عربات التوك توك".

مقالات أخرى:

محاولات إنقاذ آثار الحضارة النوبية في السودان

تصريحات غرائبية ومثيرة للضحك أطلقها قادة سودانيون

ولذا لم يتردد بهاء الدين في إنفاق ألف جنيه (170 دولار)، أي ما يقارب راتب شهرين في المتوسط في السودان، لتجميل عربته التي تدر عليه أسبوعياً 80 إلى 150 جنيهاً (14 إلى 26 دولار). فباتت بألوان جلد النمر من السقف إلى المقاعد وغير ذلك. وهو بات يلقب بالنمر أيضا. ويقول وهو يركب عربته التي تصدر منها أغان لبوب مارلي "إن كانت التوك توك جميلة، يكون العمل جيداً".

لكن بهاء الدين لا يملك هذه السيارة، بل هو يستأجرها على غرار آلاف من زملائه سائقي هذه العربات المستوردة من الهند بخمسين جنيه سوداني يومياً (9 دولارات). وهو مبلغ لا يستهان به في السودان حيث إجمالي الناتج الداخلي للفرد يصل إلى 4 دولارات في اليوم. ويجذب الشكل الفريد لعربته زبائن يظلون أوفياء له ولا يستخدمون غيره، مثل أكليلو مايكل، وهو أستاذ اريتري مقيم في السودان يقول "أحب تصميم العربة وأشعر بالأمان فيها أكثر من غيرها". فالشعور السائد بين الناس أن السائق الذي ينفق المال للاعتناء بعربته وتزيينها عادة ما يكون كثير الحذر وهو يقودها. ويؤدي إضفاء هذه اللمسات على عربات التوك توك إلى تحريك عجلة العمل في الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها 4.5 ملايين نسمة، مع ازدهار المشاغل المتخصصة بتزيين العربات في حي الصحافة. أحد هذه المشاغل يديرها محمد الزبير، ويعمل فيه سبعة عمال. وهو يرى أن العمل في هذه المهنة استثمار ذكي ومربح. ويقول "الركاب يوقفون عربات التوك توك الجميلة، والناس يفضلون تلك المجهزة براديو ومسجل وإضاءة جميلة". وتتعدد طلبات سائقي التوك توك لتزيين عرباتهم، فمنهم من يطلب أغطية جديدة للمقاعد، وآخرون يطلبون أن يكون للمقود مظهر خاص، وكذلك هناك من يحبون أن تكون الإطارات لديهم مميزة، وآخرون يريدون وضع جهاز ستيريو خلف المقاعد. لكن البعض من السائقين يذهبون في أفكار مبتكرة إلى ما هو أبعد من ذلك. ويقول محمد الزبير "أحياناً يطلبون وضع جهاز تكييف، أو أن يكون داخل العربة معزولاً تماماً بحيث لا يدخله المطر"، ويصل الأمر بالبعض إلى طلب تركيب هوائي على سطح العربة لالتقاط البث التلفزيوني داخلها. وفيما يعمل السائقون ساعات طويلة في جو مغبر ودرجات حرارة مرتفعة جداً، يبدو أن تزيين عرباتهم يساعدهم على تحسين مزاجهم أثناء العمل، حتى وإن كان ذلك مكلفاً لهم. إذ يقول بهاء الدين ياسين "إن عاملت عربتك كما تعامل منزلك، يمكن إذن أن تعمل فيها بشكل مريح".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image