شهدت السنوات الأخيرة فى مصر نشاطاً ملحوظاً في الحركة الثقافية، أطلقته المؤسسات المعنية بالفنون، خصوصاً المؤسسات المستقلة التي تتمتع بهامش من الحرية والتنوّع. في ما يلي أبرزها.
تاون هاوس - روابط
تأسس غاليري تاون هاوس في وسط القاهرة عام 1998، باعتباره مساحة فنية غير ربحية مستقلة تهدف إلى جعل الفن والثقافة المعاصرين في متناول الجميع من دون التدخل في الأعمال الإبداعية. يضم تاون هاوس عدداً من المساحات والقاعات التي تسمح بدعم العمل الفني، مثل تنظيم المعارض للفنانين والكتاب والمفكرين، كما يطلق مبادرات تعليمية وبرامج توعية تتصل بالفنون، ويقيم علاقات محلية ودولية، ليصبح نقطة التقاء ثقافي لكل النشاطات الفنية المستقلة. وفي عام 2005 أنشأ تاون هاوس ساحة روابط للفنون المستقلة، بعدما شعر عدد من الفنانين بالحاجة إلى فضاء يقدم عروضهم المسرحية الحرة. ويضم مسرح/ ساحة روابط عروض الفنون الأدائية والتمثيلية كافة، ويمكن لأي فنان استئجاره لإقامة ورش العمل والحفلات الموسيقية والبروفات التمثيلية، من دون أن يخضع مضمون الأعمال لأي نوع من الرقابة أو التدخل فيه.
ساقية عبد المنعم الصاوي
تأسست ساقية عبد المنعم الصاوي عام 2001، بناءً على اقتراح بتخصيص مساحة من الأرض المهملة في منطقة الزمالك للمنفعة الثقافية، حاملةً اسم الأديب الراحل عبد المنعم الصاوي. تعدّ ساقية الصاوي واحدة من أهم النوافذ الثقافية في مصر، وهي تهدف إلى إعادة وضع مصر الريادي في المجالات الثقافية، من خلال عقد اللقاءات الأدبية والندوات العامة. وتهتم الساقية بالفنون الموسيقية من خلال برنامجها الشهري الذي يقدم حفلات تتنوع بين الكلاسيك والفولكلور والروك والجاز وغيرها. وتفتح أيضاً أبوابها لجميع الفرق المسرحية من هواة ومحترفين، لتقديم أعمالهم المسرحية، وتتيح لهم تبادل الخبرات، من خلال المهرجانات المسرحية التي تقيمها على مدار السنة، مثل "مهرجان الساقية للتمثيل الصامت"، وهو المهرجان الوحيد في مصر والعالم العربي الذي يتناول هذا النوع من الفنون المسرحية. وللسينما نصيب كبير في برامج الساقية، من خلال ما تقدمه من أفلام روائية وتسجيلية للكثير من المخرجين الشباب، وإقامة المهرجانات السينمائية. وتنظم الساقية المعارض الفنية، وتطلق عدداً من المسابقات في الرسم والتصوير والخزف، وتشكيل المعادن والرسوم المتحركة، وتصميم الحلى والغرافيك. وتقيم أيضاً ورش العمل لتدريس مبادئ الفنون والآداب.
مكان
أسس الدكتور أحمد المغربي مكان عام 2004، وهو يعدّ أحد أهم المراكز التي تهتم بالفنون التراثية والشعبية في مصر، إذ تحتل الفنون الفلكلورية النصيب الأكبر من أجندته. ويطمح المركز إلى إعادة إحياء ثقافة الفن الشعبي الأصيل من خلال عروض المواويل الشعبية، والعروض الفلكلورية مثل الزار، أو الموشحات الصوفية. كذلك يهدف إلى الحفاظ على الهوية التراثية المصرية
مقالات أخرى:
هؤلاء هم الذين يحددون معالم الثقافة في مصر اليوم
المقاهي التاريخية المصرية، سر الثورات وصانعة الثقافات الشعبية
بتوثيق وتسجيل الموروثات الشعبية، إذ يمتلك المركز مكتبة إلكترونية تحتوي على نحو 15 ألف جيجا بايت من التراث الشعبي المصري، ومكتبة أسطوانات ضخمة للفنون التراثية، ومكتبة كبيرة تضم الكتب التي تهتم بالفنون التراثية والشعبية. ويرمي مكان أيضاً إلى نشر التبادل الثقافي بين بلدان العالم، فقد نظم نحو 40 ورشة عمل مع فرق موسيقية من الخارج. وحصل المركز على جائزة أفضل مؤسسة في العالم العربي والإسلامي من جامعة إنديانا في الولايات المتحدة الأميركية، وهي جائزة تقدم إلى المؤسسات التي تهتم بالموسيقى الشعبية والتراثية.
ستوديو عماد الدين
تأسس ستوديو عماد الدين عام 2005، على يد المخرج المسرحي أحمد العطار بعد مواجهة عدد من العوائق التي تعطّل الحركة الفنية المسرحية المستقلة في مصر. ويعتبر هذا الستوديو بيت فناني الأداء، خصوصاً المستقلين، ويقدم خدمات لدعم هذا النوع من الفنون، ويساعد الفنانين على التطور والإبداع والتواصل مع العالم الخارجي، فضلاً عن توفير قاعات مفتوحة لجميع المبدعين، وإقامة البروفات والورش الفنية والدورات الدراسية المحلية والدولية. ويعدّ مركزاً للموارد والمصادر الثقافية إذ يسدي خدمات عبر شبكة الإنترنت تتمثل في قواعد بيانات تحتوي على السِيٓر الذاتية للأعضاء الفنانين، بالإضافة إلى فرص الأداء والتدريب والتمويل، كذلك يوفر الإقامة للفنانين المحليين والدوليين الذين يهتمون بالفنون الاستعراضية في مصر. من أهم إنجازاته، تنظيم مهرجان "دي كاف" السنوي للفن المعاصر.
المورد الثقافي
تأسس المورد الثقافي عام 2003 كمؤسسة حكومية غير ربحية في بلجيكا، تعمل في المنطقة العربية، تحت إدارة مجموعة شباب من مصر وتونس وموريتانيا وفلسطين. وفي أبريل عام 2004، بدأ نشاطه الفعلي من خلال برامج لدعم الفنانين والأدباء الشباب العرب، ومن خلال منح إنتاجية واجتماعات أدبية، وهي ورش إبداعية تعتمد على المزج بين التدريب التعليمي وتطوير المشروعات الثقافية المختلفة. وقد حقَّق "المورد الثقافي" نجاحات في الحركة الثقافية في مصر، منها تأسيس الصندوق العربي للثقافة والفنون عام 2006 بدعم من مؤسَّسة المجتمع المفتوح. كذلك نجح في إطلاق برامج تثقيفية، وأعاد تعزيز دور مسرح الجنينة، فأقام فيه عدداً من العروض والحفلات الفنية للفنانين العرب والعالميين، فضلاً عن مدرسة فنون الدرب الأحمر، التي تدرب أبناء منطقة الدرب الأحمر في مجال الإيقاع والآلات النحاسية وفنون السيرك.
درب 1718
إنه مشروع تابع لجمعية مصر للإبداع، التي لا تهدف إلى الربح المادي، وتمويلها إيطالي. تعود فكرة إنشاء درب 1718 إلى الفنان التشكيلي المصري معتز نصر الدين من أجل نشر الثقافة في منطقة مصر القديمة في القاهرة. يحتوي المكان على قاعات عدة لاستضافة المعارض والورش الفنية والثقافية، وتتوسط ساحة درب 1718 حديقة وسينما لعرض الأفلام. أما الهدف الأساسي من إنشائه، فهو متابعة حركة الفن المعاصر في مصر، من خلال نشاطات المركز المتنوعة، والسعي إلى إقامة معارض في جميع المجالات، منها الفنون التشكيلية، وفن تصميم الغرافيكس، وتصميم الأزياء، والنحت، والتصوير وغيرها. هذا بالإضافة إلى ورش العمل لتعليم الفن والكتابة الإبداعية والتصوير في إشراف نخبة من الفنانين المصريين والأجانب، وتنفيذ عدد من المبادرات الثقافية، التي تشمل ندوات وبرامج تنموية، وحفلات للفرق المستقلة وجلسات لمناقشة الأفلام التي تعرض في المكان.
زاوية
تأسست قاعة عرض "زاوية" في مارس 2014 في سينما أوديون وسط القاهرة، التي تملكها شركة "أفلام مصر العالمية - يوسف شاهين"، لتكون أول دار عرض للسينما البديلة في مصر. ينقسم برنامج زاوية بين العروض السينمائية والفعاليات، وتشمل مختارات سينمائية عدة من دول مختلفة، منها أفلام قصيرة وتسجيلية وروائية وتجريبية، وهذا ما يجعلها منصة للأفلام المستقلة والبديلة في مصر. كذلك نظمت زاوية بانوراما الفيلم الأوروبي عام 2014 من أجل التعرف إلى ثقافة البلدان الأخرى السينمائية. وتساهم في نشر الثقافة السينمائية في المجتمع، وتعزيز آداب الحوار، وتنمية الحس الفني والنقدي والتحليلي لدى الشباب. ولتحقيق أهدافها تقدم زاوية برنامج "التعليم والسينما"، الذي يسعى إلى دمج التعليم مع الترفيه، ويستهدف المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى الطامحة إلى استخدام أدوات تعليمية فعالة مثل الأفلام في عملية التدريس. وتقيم زاوية ندوات حول الأفلام المعروضة مع عدد من المخرجين والنقاد، وتنظم ورش عمل للمعلمين لتدريبهم على استخدام الأفلام كأداة تعليمية في إشراف متخصصين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com