خرج المئات من السودانيين إلى شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، يوم أمس، في تظاهرات قادتها نساء، لتجديد رفضهم حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس السوداني عمر البشير، واحتفاءً بنضال المرأة السودانية لمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وتصدّرت المرأة السودانية مشهد الاحتجاجات، التي بدأت في ديسمبر الماضي والتي تُعد الأقوى تأثيراً منذ وصول البشير للحكم في انقلاب مدعوم من الإسلاميين عام 1999. وكان البشير أعلن، في 22 فبراير الماضي، حالة الطوارئ لمدّة سنة، كما حظر التجمعات غير المُرخّصة وأمر بإنشاء محاكم طوارئ خاصة لنظر الانتهاكات التي تخترق حالة الطوارئ.
تكريماً لنضالهن
لم تردع قرارات البشير الأخيرة المتظاهرين السودانيين الذين خرجوا إلى الشوارع، هاتفين بشعارات مناهضة لحكمه، في بعض أحياء الخرطوم وأم درمان. وقال شهود عيان، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "النساء قدن المسيرات الخميس، لكنّ عناصر الأمن كانوا يوقفون المتظاهرين بأعداد كبيرة". وكان منظّمو التظاهرات أطلقوا دعوات إلى المسيرات "دعماً للنساء"، فيما دعا "ائتلاف الحرّية والتغيير"، الذي يقود التظاهرات المعارضة للبشير، "شعبنا للمشاركة في المسيرات لتكريم الأمهات اللواتي خسرن أبناءهن في صراعنا".منذ بدء الاحتجاجات في ديسمبر الماضي، تصدرت المرأة السودانيّة المشهد، مُذكرة بتاريخ طويل لعبت فيه دوراً فاعلاً في مقارعة النظام
بين "موكب المرأة السودانيّة" و"دعماً للنساء"، خرجت تظاهرات عديدة في السودان عشيّة يوم المرأة بقيادة نساء، تقديراً للدور الفاعل للمرأة السودانية واعترافاً بالأثمان التي تكبّدتهاوأطلق "تجمع المهنيين السودانيين" على التظاهرات اسم "موكب المرأة السودانية"، لافتاً إلى أنها تُعدّ "إحياءً لنضالات المرأة السودانية"، وعرفاناً بدورها منذ بداية الاحتجاجات. وقال محمد الأسباط، المتحدث باسم التجمع، إن "المرأة السودانية ظلّت في مقدمة معارك الحرية والتغيير ضد نظام الإنقاذ منذ عام 1989، واستمرت في لعب هذا الدور حتى الآن من خلال تقدمها الصفوف الأولى للتظاهرات". وأكد أن النساء "دفعن ثمناً غالياً من أجل الحرية والعدل؛ فبعضهن تعرضن لإطلاق الرصاص الحي والمطاطي، وأخريات تعرضن للتعذيب والضرب والإهانة في المعتقلات، حيث لا تزال السلطات الأمنية تحتجز العشرات من المتظاهرات".
دور وطني ممتد
أوضحت مريم الصادق المهدي، نائبة رئيس حزب الأمة القومي المعارض وابنة المعارض البارز في البلاد والتي سبق أن احتجزتها السلطات إثر الاحتجاجات، أن ما تقدمه المرأة السودانية خلال الحراك المناهض للحكومة ليس جديداً عليها، بل "نتاج تراكمي لما ظلّت تقدمه من جهد وطني وسياسي منذ استقلال السودان عام 1956". وأضافت المهدي، في اتصال هاتفي مع "سكاي نيوز" عربية، قائلة: "بقيت المرأة السودانية إلى جانب الرجل ضد الظلم والقهر الذي يتعرض له الشعب السوداني من قبل الأجهزة الأمنية"، وأشارت كذلك إلى "مشاركة المرأة في جميع الاحتجاجات المناهضة لنظام البشير لنحو 3 عقود، ما دفع الأمن لاستهداف الناشطات السياسيات والحقوقيات في السنوات الماضية". ولفتت إلى أن: "النساء السودانيات لعبن دوراً مؤثراً في توثيق انتهاكات الأمن بحق المتظاهرين، بتصويرها عبر هواتفهن الذكية، من أماكن تسمح لهن رصد حركة التظاهرات ومراقبة عناصر الأمن".الزغاريد... سمة مميّزة
في العاشر من فبراير الماضي، دشن نشطاء وسم #موكب_النساء_المعتقلات، تعبيراً عن تضامنهم مع النساء المعتقلات في جميع السجون السودانية. بالتزامن، خرج مئات المتظاهرين في مسيرة مركزية موحدة نحو سجن النساء في أم درمان، غربي العاصمة، مطالبين بإطلاق سراح السجينات. وألهبت النساء الاحتجاجات المعارضة للبشير، وأصبحت "الزغاريد" سمةً مميزةً لها. كما بات خروج تظاهرات من جامعة الأحفاد للبنات أمراً مألوفاً، وقد خرجت طالباتها في عدة تظاهرات استجابةً لتجمع المهنيين السودانيين. واعتبرت الناشطة السودانية سارة جاد الله، في تصريح سابق لـ"الجزيرة"، أن النساء هن أكثر فئة اكتوت بأزمات البلاد السياسية والاقتصادية، شارحةً "النساء يدرن البيوت بتدبير اقتصادي يشكل ضغطاً عليهن في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية للجنيه. يعملن فراشات ومشرفات على تراحيل التلاميذ وبائعات شاي ومأكولات وهي وظائف محدودة الدخل، كل هذا حفزهنّ على التظاهر". وأطلقت قوّات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين تجمّعوا في شمال الخرطوم، مساء الخميس. وفي الأثناء، ترأس البشير لقاءً بين مجموعات سياسيّة مقربة من حزب المؤتمر الوطني الحاكم. وأوضح بحر إدريس، رئيس أحد الأحزاب المجتمعة، أن المجتمعين بحثوا "أهمّية إعداد مناخ ملائم للحوار، عبر إطلاق سراح السجناء السياسيين". وأُحيل أكثر من 900 متظاهر إلى محاكم طوارئ الأسبوع الماضي بسبب مسيرات مماثلة، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي، بينما صدرت بحق العديد منهم أحكام بالسجن تراوحت بين أسبوعين وخمس سنوات.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين