في لبنان يقبع مرضى نفسيون مُرتكبو الجرائم في المأوى الاحترازي أو ما يُعرف بالبيت الأزرق في سجن رومية في بيروت لأجل غير مُسمى إلى حين شفائهم.
من بين هؤلاء مدانون بالقتل حُكم على بعضهم بالسجن سنة واحدة مُراعاةً لعدم ارتكاب جرائمهم وهم في "كامل قواهم العقلية" مثل محمد عيتاني الذي امتد حُكمه 38 عاماً لأن المادة 232 من قانون العقوبات اللبناني الصادر عام 1943 تقول: "إذا كانت الجنحة غير مقصودة أو كان عقابها الحبس أقل من سنتين قضي بحجز الفاعل في المأوى الاحترازي إذا ثبت أنه خطر على السلامة العامة، ويستمر الحجز الى أن يثبت شفاء المجنون بقرار تصدره المحكمة التي قضت بالحجز ويمكن أن تفرض الحرية المراقبة على المحجوز عند تسريحه".
في المأوى غير المُجهز طبياً، تُوفي عام 2015 السجين حجار آغا الذي ارتكب جريمة قتل دون أن يكون بكامل قواه العقلية زمن الجريمة، فوُضع في المأوى الاحترازي إلى حين شفائه، لكنه أُصيب بعد 20 سنة من دخوله البيت الأزرق بجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة وفقد حياته على أثرها، حسب ما نقلته صحيفة الحياة.
قد ما بدّك في ظلم بالحبس
"قد ما بدّك في ظلم بالحبس"، عبارة قالها أحد السُجناء للإعلامي نيشان في حلقة عُرضت الأربعاء في برنامجه "أنا هيك" والتي أثارت مجدداً الحديث عن أحوال المساجين الذين يُعانون من أمراض نفسية وعصبية وعقلية في سجن رومية.
وبعد التعرف على ظروف إقامة المرضى الذين لا يرون الشمس، لفت نيشان إلى ضرورة تعديل القانون قائلاً: هُناك من لا أمل من شفائهم ما يعني أنهم سيبقون في السجن ولن يغادروه أبداً.
اللافت أن بعض المحتجزين زادت حالتهم سوءاً في المأوى الاحترازي بسبب سوء العناية الطبية وعدم تلقيهم الحُقن العلاجية بانتظام.
في الحلقة التي عُرضت من سجن رومية، طالب أحد المرضى، مُرتجفاً وهو ينطق بصعوبة، أن يعالج كُل أسبوعين مثلما قال الطبيب، كاشفاً لنيشان أنه لا يتلقى العلاج إلا كل أربعة أسابيع أحياناً، ما جعل حالته تسوء.
?s=19وتفاوتت ردود الأفعال عقب عرض الحالات اداخل سجن رومية، فتساءلت الفنانة نانسي عجرم: "بأيامنا السجن.. إصلاح أم إجرام أكثر؟"، فيما قالت إحدى المُغردات على تويتر "بريء أو متهم.. ظالم أو مظلوم.. المريض محله مش السجن. وين المُستشفيات اللي بتخص مرضى السجون؟".
في لبنان يقبع مرضى نفسيون مُرتكبو الجرائم في المأوى الاحترازي أو ما يُعرف بالبيت الأزرق في سجن رومية في بيروت لأجل غير مُسمى إلى حين شفائهم..
"هُناك من لا أمل من شفائهم ما يعني أنهم سيبقون في السجن ولن يغادروه أبداً"، يقول الإعلامي نيشان بعد تعرّفه على ظروف إقامة المرضى في المأوى الاحترازي في سجن رومية
"بريء أو متهم.. ظالم أو مظلوم.. المريض محله مش السجن. وين المُستشفيات اللي بتخص مرضى السجون؟"... المرضى النفسيون محكومون للأبد في لبنان
المرضى النفسيون سجناء للأبد
وضع المآوي الاحترازية في لبنان دفع المركز اللبناني للعلاج بالدراما "كثارسيس" إلى تقديم مسرحية عام 2016 بعنوان "جوهر في مهب الريح" من بطولة 40 سجيناً من المحكومين بالإعدام أو المؤبد لعرض قصص السجناء الذين يشكون أمراضاً نفسية.
المسرحية كان هدفها إيصال صوت المرضى وتعديل القانوني المُتعلق بتحسين الوضع النفسي والقانوني للمرضى النفسيين مرتكبي الجرائم والمحكومين بالأشغال الشاقة المؤبدة أو بالإعدام.
تقول رئيسة مركز "كثارسيس" والمخرجة زينة دكاش، التي سبق وقدّمت مسرحيتين في السجون "12 لبناني غاضب" و"شهرزاد في بعبدا"، إن المسرحية تتعلق بالسجناء الذين يعانون أمراضاً عقلية ونفسية انتهت فترات أحكامهم ولا يمكنهم الخروج من السجن، بسبب عبارة "لحين الشفاء"، وبالتالي يموتون في السجن "لأن هُناك أمراضاً لا يمكن لأي انسان أن يُشفى منها"، على حد تعبيرها.
ولفتت إلى أنها تعمل منذ عام 2016 مع قضاة على تعديل المادة التي تُطلق على هؤلاء المساجين المرضى تعريف مجانين ومعتوهين داعية إلى "شفاء القانون وتعديله إنسانياً" ولكن الأمر لم يتغير حتى الآن.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت