شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
غوغل بلاي يحذف لعبة حزب الله

غوغل بلاي يحذف لعبة حزب الله "الدفاع المُقدّس" 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 18 فبراير 201901:07 م

بعد نحو سنة من إطلاقها، حذف متجر "غوغل بلاي" لعبة "الدفاع المقدّس" التي أطلقها حزب الله اللبناني لتعكس تجربته القتالية في سوريا والتي تبدأ بدخول المُستخدم (بطل اللعبة) إلى مقام السيدة زينب لزيارته ثم يتحول إلى مقاتل للمُشاركة في الحرب.

وجاء حذف اللعبة التي تحمل شعار "حماية الوطن والمقدّسات" بعد نحو ثلاثة أسابيع من نشر مجلة فوربس الأمريكية تحقيقاً مطولاً عن اللعبة، كاشفة أن لديها دافعاً خفياً يتمثل في "نشر بروباغاندا (دعاية) الحزب". ولفت تحقيق فوربس إلى أن الحزب المصنّف إرهابياً في الولايات المتحدة الأمريكية يستخدم المنصات الإلكترونية الأمريكية لنشر دعايته، وهو ما أثار استهجان كاتبه توماس بروستر.

وقال بروستر إن هذه المرة الأولى التي يقوم فيها حزب مُصنف "إرهابياً" بتطوير لعبة وإدراجها في متجر غوغل بلاي مُضيفاً: لعبة مثل الدفاع المُقدّس لا تعد مُجرد سلاح جديد في حروب حزب الله الإعلامية ضد أعدائه بل تطرح سؤالاً مُهماً يتوجب على إحدى أكبر الشركات الخاصة في العالم (غوغل) الإجابة عليه: هل حزب الله منظمة إرهابية أم منظمة سياسية؟

وتواصلت فوربس مع أحد مطوري اللعبة عبر البريد الإلكتروني الظاهر في المتجر قبل حذف اللعبة info@holydefence.com، وقال إنها "تعليمية"، مُوضحاً أن الهدف منها توثيق مراحل مشاركة حزب الله في سوريا والتي بدأت منذ عام 2013 بشكل علني.

ليست مُجرد لعبة

يقول جاك جوي، وهو أستاذ مساعد في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن، لفوربس إن اللعبة بتقنياتها العالية تُظهر مهارات حزب الله التكنولوجية إلى جانب الجهود التي يبذلها الحزب على الإنترنت.

وأضاف أن التطبيق يُشجع العديد من اللبنانيين الشيعة الأصغر سناً على المُشاركة في القتال إذ يرون أنفسهم في شخصية البطل ويتخيلون أنهم يحققون تلك الأدوار العسكرية فائقة الذكاء "التي يأمل حزب الله في النهاية توجيههم نحوها من أجل المقاومة"، بحسب قوله، لافتاً إلى أن اللعب يُصبح تلقائياً "نوع من أنواع المُشاركة".

"غوغل بلاي" يحذف لعبة "الدفاع المقدّس" التي أطلقها حزب الله لتعكس تجربته القتالية في سوريا والتي تبدأ بدخول بطل اللعبة إلى مقام السيدة زينب لزيارته ثم يتحول إلى مقاتل للمُشاركة في الحرب
غوغل بلاي يحذف لعبة حزب الله "الدفاع المقدس" بعد نحو ثلاثة أسابيع من نشر مجلة فوربس تحقيقاً مطولاً عنها، كاشفة أن لديها دافعاً خفياً يتمثل في "نشر بروباغاندا الحزب"
تبدأ لعبة "الدفاع المقدّس" بتعرّض مقام السيدة زينب للقصف أثناء زيارة أحمد، وهو بطل اللعبة ثم يظهر أحمد بلباس عسكري في غرفة فيما تظهر صورة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على أحد جدرانها، ثم يحمل السلاح وينضم إلى مقاتلي الحزب على أرض المعركة.

لم يكن حزب الله الأول

وكشف تقرير فوربس أن حزب الله ليس "العدو الأول للولايات المُتحدة" الذي استخدم ألعاب الهواتف الذكية منبراً للدعاية مُشيراً إلى أن كوريا الشمالية أطلقت لعبة مُشابهة عام 2017 وسمحت لمُسخدميها بقنص الجنود الأمريكيين. ووصفت المجلة هذه التطبيقات بـ "الحروب" التي تنطلق من عالم الترفيه لتحقيق الأهداف السياسية.

ويقول جاك جوي إن اللافت هو استخدام حزب الله لهذه المنصات "الرأسمالية الغربية" رغم أنه يعتبرها سبب "التراجع الثقافي" خاصةً بين الشباب، مُضيفاً: لكن رغم ذلك، يبدو أن الحزب أدرك في الوقت نفسه أنه يجب أن "يتغير" وفقاً للمستجدات إذا أراد الحفاظ على سلطته.

ونقل كاتب التحقيق توماس بروستر عن مطوّر "الدفاع المقدّس" أنها ليست مجرد لعبة بل أداة لمواجهة "الثقافة الوحشية"، على حد تعبيره، والتي تغزو الأسواق العربية وتجرد الشباب من الشعور بالانتماء.

وأضاف: نتطلع إلى مستقبل مُشرق في مجال الألعاب حيث سنُركّز على الألعاب التي تتعلق بشكل خاص بالتاريخ والتعليم.

صورة حسن نصر الله

تبدأ لعبة "الدفاع المقدّس" بتعرّض مقام السيدة زينب للقصف أثناء زيارة أحمد، وهو بطل اللعبة ثم يظهر أحمد بلباس عسكري في غرفة فيما تظهر صورة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على أحد جدرانها، ثم يحمل السلاح وينضم إلى مقاتلي الحزب على أرض المعركة.

يعيش المستخدم أجواء الحرب افتراضياً عبر اللعبة الإلكترونية بانتقاله من معركة إلى أخرى داخل الأراضي السورية، يُطلق الرصاص ويرمي القنابل على أعدائه، وتنتهي مُهمّته في منطقة رأس بعلبك اللبنانية الحدودية حيث خاض الجيش اللبناني وحزب الله معارك منفصلة على جانبي الحدود ضد داعش عام 2017.

وأظهرت تقارير سابقة أن غوغل وفيسبوك يخضعان بالكامل لطلبات الأجهزة الأمنية الأمريكية لتوفير البيانات والمعلومات، كما أن شركات مثلهما تطوّر بشكلٍ مستمر خوارزميات وتقنيات تتحكم بشكل تلقائي بالمحتوى المنشور.

ولم تعلّق غوغل على تقرير فوربس لكنها حذفت اللعبة التي حظيت بتصنيف أربع نجوم من أصل خمس، لعبة حمّلها أكثر من 10 آلاف شخص على هواتفهم الذكية.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image