بعد أقل من أسبوعين من تلميحه لإمكانية شن حرب ضد إسرائيل، عاد أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله للحديث مرة أخرى عن المواجهة “المحتملة” أثناء حفل في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الأربعاء بمناسبة الذكرى الـ 40 لقيام الثورة الإسلامية في إيران.
اغتنم أمين عام حزب الله الحدث ليعلن أن "إيران لديها حل للكهرباء في لبنان بطريقة أسهل من شم الهواء" على حد تعبيره، ولم يتردد في إعلان استعداده جلب دفاعات جوية إيرانية للجيش اللبناني قائلاً: "أنا صديق لإيران ومستعد أن أجلب دفاعا جويا (من إيران) إلى الجيش اللبناني لمواجهة إسرائيل".
وأكد نصر الله في كلمته أن إمكانية قيام دولة إسرائيل بحرب على إيران انتهى منذ زمن، متوعداً بالتصدي لأي هجمة على طهران قائلاً إذا شنت أمريكا حرباً على إيران "فإن طهران لن تكون وحدها في المواجهة"، في إشارة إلى أن حزبه سيشارك في الدفاع عن إيران مضيفاً: "الأفق أمامنا هو انتصار لمحور المقاومة وهزيمة لمحور أمريكا وحلفائها”. وبلهجة واثقة اعتبر نصر الله أن إيران ومحور المقاومة هما الأقوى في المنطقة حالياً.
وفي حديثه زعم نصر الله أن أمريكا مصممة على محاربة إيران "لأنها دولة مستقلة وصاحبة قرار ولأنها لا تخضع لواشنطن ولا تعمل إلا لمصلحة شعبها، ولوقوفها إلى جانب فلسطين ودعم حركات المقاومة"، بحسب قوله.
ولم يفت نصر الله مهاجمة السعودية مجدداً، رافضاً توصيف ما يجري في المنطقة بأنه صراع سعودي إيراني، معتبراً أن الصحيح هو أن "ما يجري هو حرب أمريكية على إيران، والسعودية أداة في هذه الحرب".
مضيفاً أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اعترف بأن واشنطن طلبت منه نشر الوهابية في العالم، مقابل فكر الخميني.
وعن القضية الفلسطينية قال نصر الله إن إيران لم تتخلَ عن التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية رغم ما أسماها الحرب الكونية التي فرضت عليها.
وفيما يتعلق بلبنان، تعجب نصر الله من أن بلاده لا تتعاون مع إيران، متسائلاً "لماذا يبقى لبنان خائفاً من التعاون والاستفادة من إيران؟ لماذا نبقى في لبنان نستورد الدواء فيما إيران قادرة على مساعدتنا لحل جذري؟"، وتابع أن "إيران لديها حل للكهرباء في لبنان بطريقة أسهل من شم الهواء" على حد تعبيره.
وقال نصر الله: "أنا كصديق لإيران مستعد لأن أحضر للجيش اللبناني أنظمة دفاع جوي لمواجهة الطائرات الإسرائيلية من إيران".
ووجه نصر الله رسالة للدول العربية التي تتخوف من نفوذ إيران في المنطقة، قائلاً لها: "إيران لا تريد من دولكم شيئاً، وهي جاهزة لأن تعطي وتقدم ما لديها من نفط وكهرباء وصناعات وغيرها”. وأثنى الأمين العام على إنجازات إيران في سوريا قائلاً إن “قدمت الدعم لسوريا في مواجهة الإرهاب، كما ساعدتنا في لبنان ضد التكفيريين".
إيران دولة مستقلة
وبخصوص طهران، اعتبر نصر الله أن إنجازات الثورة الإيرانية هي إخراج أمريكا و إسرائيل من إيران والحصول على الاستقلال الحقيقي، والحفاظ على القرار المستقل منذ 40 عاماً، ووصف إيران بأنها "واحدة من الدول القليلة في العالم المستقلة في قرارها ووارادتها الوطنية".
وتابع نصر الله: "من إنجازات الثورة الإيرانية الحفاظ على ممتلكات الدولة ومؤسساتها ومقدراتها والحفاظ على الوحدة"، مضيفاً أن "الثورة صمدت في وجه الصعوبات وبدأت منذ اليوم الأول ببناء الدولة الجديدة وفق السيادة الشعبية".
واعتبر أمين عام حزب الله أن "الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني صوتت في الاستفتاء لصالح إقامة الجمهورية الإسلامية" قائلاً إن "الاستحقاقات الانتخابية لم تتوقف أبداً في إيران حتى أثناء الحرب التي فرضت عليها"، مؤكداً أن "حرباً كونية فرضت على إيران لكنها قاتلت باللحم الحي 8 سنوات وصمدت وانتصرت"، في إشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية.
حسن نصر الله: حل مشكلة الكهرباء في لبنان في متناول إيران وهو في غاية السهولة...مستعد أيضاً لجلب دفاعات جوية إيرانية للجيش اللبناني.
اعتبر نصر الله أن إنجازات الثورة الإيرانية هي إخراج أمريكا و إسرائيل من إيران والحصول على الاستقلال الحقيقي، والحفاظ على القرار المستقل منذ 40 عاماً، ووصف إيران بأنها "واحدة من الدول القليلة في العالم المستقلة في قرارها ووارادتها الوطنية".
وحصل حزب الله الذي يملك ترسانة كبيرة من الأسلحة على ثلاثة مقاعد في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي تشكلت في لبنان الأسبوع الماضي بعد أشهر من المشاحنات السياسية، واختار حزب الله جميل جبق وزيراً للصحة، لتكون بذلك المرة الأولى التي يتولى فيها الحزب وزارة ذات ميزانية كبيرة.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد طالبت الحكومة اللبنانية الجديدة بضمان عدم ذهاب موارد الحكومة لدعم حزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة ارهابية.
ويوم 4 فبراير خرج نصر الله ليعلق على ما قالته أمريكا، مؤكداً أن الحزب لن يستخدم أموال وزارة الصحة لمصلحته الخاصة، وأن وزير الصحة الجديد مقرب من حزب الله المدعوم من إيران لكن ليس عضوا في الحزب.
وتأتي كلمة نصر الله أمس بعد أيام قليلة من بث حوار موسع أجرته معه قناة الميادين يوم 26 يناير الماضي، أعلن فيه أن إيران وسوريا وحزب الله سترد على تل أبيب إذا ما شنت إسرائيل غاراتٍ على مواقع عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وأتت المقابلة مع الميادين بعد غياب نصر الله شهرين، جعلت البعض يتحدث عن سوء حالته الصحية، وهو ما نفاه نصر الله بقوله ضاحكاً "عمري ستون عاماً والحمد لله لا أعاني أي أمراض".
من جانبه كشف مدير قناة الميادين، غسان بن جدو، أن حواره مع نصر الله، تم "في مكان آمن في لبنان"، مشيراً إلى أن الحوار كان مباشراً بما يفند الشائعات "التي أثارتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، والأخبار الكاذبة عن صحته".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...