في سياق الاحتفالات بالذكرى الأربعين لقيام الثورة الإيرانية، وبعد أيام من إصداره توجيهات للمسؤولين بسنِّ إصلاحات هيكلية، نشر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بياناً، ناشد فيه الشباب الإيرانيين ألا يفقدوا الأمل بالمستقبل وأن يتحلوا بنظرة إيجابية، مستوعباً موجة الغضب غير المسبوقة في صفوف فئات واسعة من الإيرانيين جراء تدهور المقدرة الشرائية نتيجة العقوبات الخانقة على طهران.
حيا المرشد الأعلى الإيراني في بيانه المشاركين في احتفالات الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية ووصفها بـ "ثورة الشعب الإیراني العظیمة وأکبر الثورات في العصر الحدیث وأکثرها شعبیة” قائلاً إنها دخلت "المرحلة الثانیة من البناء الذاتي وبناء المجتمع وصناعة الحضارة".
وأكد خامنئي على استمرار النظام الإيراني الحالي وكأنه يرد على المراهنين على سقوطه لا سيما بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به إيران انعكس على المقدرة الشرائية للمواطن الإيراني، ورأينا الاثنين وضمن الحاضرين في مسيرات عيد الثورة لافتات تندد بالأزمة الاقتصادية وتطالب بالإصلاح، بعضها رفعها عمال يطالبون بإنقاذ قطاع صناعة السيارات. وقال خامنئي مدافعاً عن النظام "الجمهوریة الإسلامیة ليست متحجرة وعدیمة الإحساس والإدراك أمام الظروف المستجدة لکنها ملتزمة أشد الالتزام بأصولها ومبادئها، وتتحسس بشدة لحدودها الفاصلة بینها وبین منافسیها وأعدائها. لیست عدیمة الاکتراث إطلاقاً لخطوطها الأصلیة، ومن المهم بالنسبة لها لماذا تبقی وکیف تبقی".
وفي محاولة منه لتهدئة جيل الشباب المنتقد للثورة، قال خامنئي: "لم یکن أمامنا تجربة سابقة ولا طريق سلكه من قبلنا أسلافنا ومن البدیهی أن الانتفاضات المارکسیة وأمثالها لا یمکن أن تعد أنموذجاً لثورة نبعت من صمیم الإیمان والمعرفة الإسلامیة. لقد بدأ الثوار الإسلامیون مشروعهم دون الرجوع إلى نماذج وتجارب، ولم تأتِ التوليفة بین الجمهوریة والإسلام وأدوات تشکیلها وتقدمها إلا بالهدایة الإلهیة وبفضل القلب النیر والأفکار الکبیرة للإمام الخمینی. وکان هذا أول تألق للثورة.
وفي عبارة تعتبر تنازلاً للنظام الإيراني قال خامنئي: "الثورة الإسلامية مستعدة لتصحيح أخطائها".
نشر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بياناً، ناشد فيه الشباب الإيرانيين ألا يفقدوا الأمل بالمستقبل وأن يتحلوا بنظرة إيجابية، مستوعباً موجة الغضب غير المسبوقة في صفوف فئات واسعة من الإيرانيين جراء تدهور المقدرة الشرائية نتيجة العقوبات الخانقة على طهران.
إنجازات الثورة وغضب الشباب
وقام خامنئي باستعراض إنجازات ثورة عام 1979 قائلاً إنها "ضمنت استقرار البلاد وأمنها ووحدة أراضیها وصیانة حدودها"، وأضحت الداینمو المحرك للبلاد في میادین العلم والتقنية وتوفیر البنی التحتیة الحیویة والاقتصادیة والعمرانیة” وأكد "ارتفعت المشارکة الشعبیة في القضایا السیاسیة من خلال الانتخابات ومواجهة الفتن الداخلیة والحضور في الساحات الوطنیة ومقارعة الاستکبار" و"رفعت مستوی الرؤیة السیاسیة لأبناء الشعب ونظرتهم للقضایا الدولیة بنحو مذهل"، و"رجحت کفة العدالة في توزیع خیرات البلاد العامة"، و"رفعت مستوی المعنويات والأخلاق في أجواء المجتمع العامة بشکل ملحوظ".
واعتبر هذه المواضيع "جزءًا بسیطاً من العناوین الأساسیة لماضي الثورة الإسلامیة الممتد علی مدی أربعین عاماً"، وطالب الشباب الإيرانيين بأن يتخذوا الخطوة الواسعة الثانیة للتقدم بها.
وحاول "إغراء" الشباب بالثورة التي يلومون آباءهم عليها، قائلا: "ها هی حصیلة جهود أربعین عاماً أمام أنظارکم الآن، بلد وشعب مستقل حر مقتدر ذو عزة متدین ومتقدم في العلوم، وصاحب تجارب ثمینة واثق ومتفائل وله تأثیر كبير فی المنطقة، وصاحب منطق متین في القضایا العالمیة وصاحب الرقم القیاسي في سرعة التقدم العلمي، وصاحب رقم قیاسي في الوصول إلی المراتب العلیا في العلوم والتقنیات المهمة من قبیل الطاقة النوویة والخلایا الجذعیة والنانو والفضاء والطیران وغیر ذلك، وممیز في نشر الخدمات الاجتماعیة، وممتاز في الدوافع الجهادیة بین شبابه، وبارز في نسبة شبابه المؤهلین الکفوئین، والکثیر من الخصوصیات الأخری الباعثة علی الفخر، وکلها من ثمار الثورة ونتیجة التوجهات الثوریة والجهادیة".
لكن في نهاية بيانه اعترف خامنئي بالظروف المختلفة التي تمر بها إيران، قائلاً "تواجه إیران الیوم أیضاً کما في بدایة الثورة تحدیات یخلقها لها المستکبرون، ولکن بفارق کبیر. إذا کان التحدي مع أمریکا في ذلك الحین بشأن قطع أیدي العملاء الأجانب أو إغلاق سفارة الکیان الصهیوني في طهران أو فضح وکر للتجسس، فالتحدي الیوم سببه تواجد إیران المقتدرة علی حدود الکیان الصهیوني وإنهاء النفوذ غیر الشرعي لأمریکا في منطقة غرب آسیا ودعم الجمهوریة الإسلامیة لکفاح المجاهدین الفلسطینیین في قلب الأراضي المحتلة والدفاع عن الرایة الخفاقة لحزب الله والمقاومة في کل هذه المنطقة. وإذا کانت مشکلة الغرب في ذلك الحین الحیلولة دون شراء أسلحة بدائیة لإیران فإن مشکلته الیوم الحيلولة دون نقل الأسلحة الإیرانیة المتطورة لقوات المقاومة. وإذا کانت أمریکا تظن أنها ستستطیع بعدد من الإیرانیین الذين باعوا ذممهم وبعدة طائرات ومروحیات التغلب علی النظام الإسلامي وشعب إیران، فإنها الیوم تجد نفسها لمواجهة الجمهوریة الإسلامیة سیاسیاً وأمنیاً بحاجة إلی تحالف کبیر من عشرات الحکومات المتعنة أو الخائفة، وطبعاً سوف تنهزم أمامنا”.
كما حسم أمر المفاوضات مع أمريكا في بيانه، وقال “في ما يتعلق بأمريكا، لا توجد مشكلة يمكن حلها معها، والمفاوضات مع أمريكا ليست إلا خسارة مادية ومعنوية" ووضع خامنئي الدول الأوروبية في خانة الولايات المتحدة وقال إن "الشعب الإيراني يرى أن عدداً من الدول الأوروبية غير جديرة بالثقة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين