شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
المرأة أمام المرآة؟ انتهت الأسطورة..الرجال يزاحمون النساء على شراء مستحضرات التجميل

المرأة أمام المرآة؟ انتهت الأسطورة..الرجال يزاحمون النساء على شراء مستحضرات التجميل

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 13 فبراير 201905:16 م

نمو هائل تشهده سوق مستحضرات التجميل العالمية الآونة الأخيرة، وإلى جانب دور مواقع التواصل الاجتماعي اللافت في حفز اقتناء مستحضرات التجميل من خلال الترويج لها، يشير خبراء إلى تزايد إقبال الرجال أيضاً على شراء تلك المساحيق لأنفسهم لا لشريكاتهم.

وخلال عام 2018، سجلت سوق مستحضرات التجميل مبيعات قياسية بـ 13.5 مليار جنيه إسترليني (17.39 مليار دولار)، بزيادة بلغت 17% مقارنة بالسنوات الخمس السابقة.

 وعزا خبراءٌ نموَ المبيعات إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي بدرجة كبيرة في توجيه الناس وكشف استطلاع رأي شمل أكثر من ألف متسوق أن 54% من مقتني مستحضرات التجميل من الفئة العمرية (18-34 عاماً) يتأثرون بالمشاهير على التواصل الاجتماعي.

"الجمال الكوري" ينافس بقوة

وبينما يؤكد خبراء أن إنستغرام مثلاً يسهم في تغيير وتطوير مستحضرات التجميل بشكل يومي، تشهد منتجات العناية بالبشرة رواجاً أيضاً بفضل الدعوات المتصاعدة لتخفيف الاعتماد على مساحيق التجميل والاحتفاظ بمظهر "حقيقي" للبشرة.

وتندرج منتجات العناية بالبشرة ضمن مبيعات مساحيق التجميل. ويتم الترويج لها تحت شعار "الجمال الكوري"، الذي يتمحور حول العناية بالبشرة لإكسابها الجمال والنضرة، الاتجاه الذي بات يتبناه الكثير من خبراء ومستهلكي مستحضرات التجميل في الغرب.

انطلق هذا الاتجاه من كوريا الجنوبية، ومنها اكتسب تسميته، ويجري هناك تعليم النساء العنايةَ بالبشرة في سنٍ مبكرةٍ حتى لا تحتاج لوضع مساحيق التجميل.

وتشمل منتجات "الجمال الكوري" 12 خطوة تتضمن استخدام أمصال وزيوت وأحماض وأقنعة الوجه، وانتقلت هذه المنتجات إلى العديد من الدول الغربية.

إقبال متزايد من الرجال أيضاً

قد يظن كثيرون أن الاستهلاك المتزايد لمساحيق التجميل من قبل النساء يقف خلف ازدهار سوق مستحضرات التجميل لكن هذا غير دقيق، لاسيما أن منتجات التجميل والعناية بالرجال في ارتفاع مطرد الفترة الأخيرة.

 ووصلت قيمة صناعة مساحيق التجميل الخاصة بالرجال زهاء 57.7 مليار دولار عام 2017، وتتوقع مؤسسة ريسيرش آند ماركيتس أن ترتفع هذه القيمة إلى 78.6 مليار دولار بحلول عام 2023.

وتاريخياً، ثبت أن الإسكندر الأكبر (المقدوني) كان عاشقاً لمساحيق التجميل كما دأب أبناء قبيلة البيكتس الإسكتلندية قديماً على طلاء وجوههم باللون الأزرق وشاع ارتداء الشعر المستعار وشامة الحسن بين الرجال في بلاط لويس الثالث عشر.

لكن مطلع القرن التاسع عشر، ساد توجه بأن "الرجال الحقيقيين لا يتعين عليهم وضع مساحيق التجميل". ويعتقد غلين جانكوفسكي، محاضر بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة بيكيت في ليدز، أن الرجال لا يرفضون وضع مساحيق التجميل بل تم تلقينهم ذلك، لافتاً إلى أنه رغم إنفاقهم الكثير من الأموال والوقت في التسوق من أجل تحسين مظهرهم، لا يزال غالبيتهم يؤمنون بأن تلك المساحيق "شأن خاص بالنساء".

وبينما لا يتقبل الرجال حالياً استخدام أحمر الشفاه، يعتمد كثير منهم مستحضراتٍ تجميلية أخرى مثل كريمات الترطيب وأقلام تحديد الحواجب.

قد يظن كثيرون أن الاستهلاك المتزايد لمساحيق التجميل من قبل النساء يقف خلف ازدهار سوق مستحضرات التجميل لكن هذا غير دقيق، لاسيما أن منتجات التجميل والعناية بالرجال في ارتفاع مطرد الفترة الأخيرة.
وصلت قيمة صناعة مساحيق التجميل الخاصة بالرجال زهاء 57.7 مليار دولار عام 2017، وتتوقع مؤسسة ريسيرش آند ماركيتس أن ترتفع هذه القيمة إلى 78.6 مليار دولار بحلول عام 2023

ويوضح أليكس دالي صاحب شركة "إم إم يو كيه" لمستحضرات التجميل للرجال التي تأسست عام 2012، أنه عانى كثيراً من حب الشباب في مراهقته، وأن معاناته انتهت باستخدام كريم الأساس لوالدته، ما دفعه لتأسيس الشركة.

ويؤكد دالي أن "الشركة كانت تنتج ثمانية أو تسعة منتجات فقط وكان أكثرها جرأة هلام شفاف للحواجب وقلم لإخفاء عيوب البشرة" مضيفاً "حالياً ننتج 60 منتجاً ويطلب العملاء كريمات الأساس ومكسبات اللون البرونزي".

إزالة الفوارق..

وسعى بعض المشاهير مثل ديفيد بوي والمغني الأمريكي برينس وجوني ديب لاستخدام مساحيق التجميل متحدين المفاهيم السائدة عن الجنس والمجتمع وبادروا بكسر الصور النمطية عن الرجل. غير أن الصور في عالم النجوم لم تكن تمثل مرجعية يقتدي بها الرجال في العموم حتى غزت مواقع التواصل هواتف الرجال وغيرت معتقداتهم الراسخة بشأن التجميل.

كما بدأت شركات مثل شانيل وتوم فورد تفرد منتجات تجميل للرجال، واستعانت شركات مساحيق تجميل عديدة برجال للترويج لحملاتها الدعائية.

ويعتقد جيفري إنغولد، ناشط في مجال الدفاع عن حقوق المثليين والمتحولين جنسياً، أن بعض الرجال يستخدمون مساحيق التجميل لإزالة الفوارق بين الرجل والمرأة معتبراً أن "وضع قيود على الصورة النموذجية للرجل أمر ضار بالصحة العقلية".

وتتفق معه ميراندا جويس، خبيرة تجميل، قائلةً "ظهر ديفيد بيكهام بظلال عين زرقاء على غلاف مجلة لايف متحرراً من الأعراف السائدة ولأنه شخصية شهيرة وناجحة وقدوة في مجال الموضة، قد ينتشر استخدام الرجال لمساحيق التجميل اقتداءً به".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image