وصل الصحافي الأردني تيسير النجار العاصمة عمّان، مساء الثلاثاء 12 فبراير، بعد إفراج السلطات الإماراتية عنه عقب قضائه مدة حكم بالسجن في سجونها ثلاث سنوات، على خلفية إدانته بـ "إهانة رموز الدولة" وانتقاده "دور الإمارات في الحرب على غزة عام 2014” بسبب منشور كتبه في فيسبوك.
أنهى النجار (42 عاماً) في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي مدة محكوميته لكن السلطات الإماراتية لم تفرج عنه بل كانت تطالبه كذلك بدفع غرامة بقيمة 500 ألف درهم (136 ألف دولار) إلى جانب حكم الحبس 3 سنوات.
حكم بأثر رجعي
أدانت "المحكمة الاتحادية العليا" بالإمارات، النجار بموجب المادة 29 من "قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات" الإماراتي في مارس/آذار 2017، وقضت بالحكم لكن السلطات الإماراتية حاكمت النجار بأثر رجعي مستندة في إدانتها إلى منشورين كتبهما في صفحته على فيسبوك، عامي 2012 و2014، أي قبل انتقاله إلى الإمارات للعمل مراسلاً ثقافياً لصحيفة "الدار" أبريل/نيسان 2015.
واستندت المحكمة في حكمها إلى "تعليقات تنتقد الإمارات زُعم أنه قالها لزوجته عبر الهاتف"، دون أن توضح المحكمة كيف حصلت السلطات على أي تسجيل بذلك.
واحتجزت السلطات الإماراتية النجار بعد أن منعته من العودة إلى الأردن 3 ديسمبر/كانون الأول 2015. وبقي النجار مختفياً قسرياً لأكثر من شهرين، قبل إعلان المسؤولين الإماراتيين احتجازه. ونُقل مارس/آذار 2016، إلى سجن الوثبة في أبو ظبي، حيث قضى مدة عقوبته.
ومنعت السلطات الإماراتية النجار من الاتصال بمحام لأكثر من عام، رغم خضوعه للاستجواب، وتقديمه للمحاكمة في يناير/كانون الثاني 2017.
وفي 15 مارس/آذار 2017، أعلنت وكالة أنباء الإمارات الحكم بحق النجار، حكم وصفته منظمتا مراسلون بلا حدود وهيومن رايتس ووتش بالقاسي والجائر.
صمت أردني
لم تستطع عائلة النجار والمقربون منه جمع مبلغ الغرامة الضخم، رغم المناشدات ومحاولات طلب المساعدة من الجمعيات الخيرية والأهلية، ولم تقدّم الحكومة الأردنيّة مساعدة مالية للأسرة لتوفير المبلغ.
تخلى الجميع عن النجار وهو أب لخمسة أبناء وتراجعت نقابة الصحافيين الأردنيين عن وعدها بإنشاء صندوق لجمع المبلغ وبرر منسق ملف الحريات بها خالد القضاة تراجعهم بأنهم اكتشفوا "عائقاً قانونياً يعوق ذلك".
أما الخارجية الأردنية فقالت إنها لا تستطيع التدخل في الأمر وأعلن الناطق الإعلامي للوزارة محمد الكايد آنذاك أن "النجار ليس الأردني الوحيد المحكوم بغرامة في دولة الإمارات".
وفور الإفراج عن النجار، قدم الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة "الشكر للأشقاء في الإمارات على تجاوبهم وموقفهم الإيجابي بالإفراج عن النجار وإعفائه من الغرامة المستحقة تقديراً للعلاقات الوثيقة بين البلدين" على حد وصفه.
أما نقيب الصحافيين الأردنيين راكان السعايدة، الذي كان في استقبال النجار فور وصوله مطار الملكة علياء الدولي في عمّان، فشكر الإماراتيين أيضاً "لعفوهم عن قيمة الغرامة، بمتابعة حثيثة من الدولة الأردنية ممثلة بالديوان الملكي والحكومة ووزارة الخارجية ونقابة الصحافيين".
بعد ثلاث سنوات قضاها في سجون الإمارات بسبب منشور في فيسبوك، وصل الأردن الصحافي تيسير النجار. عودة إلى قصة هذا الصحافي التي لم تُسل حبراً كثيراً حين اعتقل.
سعادة واستنكار
ووسط سعادة واحتفاء كبيرين من الصحافيين الأردنيين وثلة من الصحافيين العرب بالإفراج عن النجار، لم يفت الكثير منهم التذكير بنضال أسرته وأنه تعرض للسجن دفاعاً عن غزة، مع إدانة الكثيرين منهم زملائه الذين تخلوا عنه أولاً والسلطات الإماراتية التي اعتقلته "دون وجه حق" على حد وصفهم، ثانياً.
واعتبر كثيرون تصريح نقيب الصحافيين الأردنيين "مخزياً ومشيناً" لأن اعتقال النجار في الإمارات باطل من الأساس بينما اكتفت هيومان رايتس ووتش بتغريدة أعلنت بها الخبر وأرفقته بكلمة "مبروك".
وتعليق الكاتب الأردني البارز أحمد حسن الزعبي الأكثر قوة حين غرد عبر تويتر قائلاً " الحمد لله على سلامة الزميل تيسير النجار بعد اعتقال ثلاث سنوات. لا فضل لأحد عليه، ولم يسهم أحد بالإفراج عنه" مردفاً "جميعنا كاذبون مقصرون جبناء منهزمون .. الانتصار فقط لأسرته: العظيمتان والدته وزوجته وأطفاله".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...