داخل قبو مغلق بعناية في مسجد ببغداد يوجد مصحف مكتوب بخط عربي جميل، لكن هذا المصحف مختلف تماماً عن المصاحف الموجودة في العالم، وسبب اختلافه هو الحبر الذي كُتب به، فجميع صفحات هذا المصحف كُتبت بالدماء، دماء الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
يقول موقع أطلس أبسكورا، في تقرير حديث له، إن هذا المصحف كتب في التسعينيات وهو من 605 صفحة من الحجم المتوسط. ويذكر الموقع أن المصحف كتب بنحو 27 لتراً من دماء صدام حسين، وقام بكتابته الخطاط العراقي المقيم حالياً بالأردن عباس شاكر جودي.
بحسب الموقع الأمريكي فإن السبب في تفكير صدام حسين بتكليف جودي بإنجاز هذا المصحف هو حادث الاغتيال الفاشل الذي تعرض له نجله عدي، والذي جعله يصبح شخصاً متديناً، بحسب ما يقوله الموقع. وبعد فترة وجيزة من عيد ميلاده الستين، سمح الرئيس العراقي الراحل بأخذ ما يقرب من 27 لتراً من دمائه وتسليمها إلى الخطاط العراقي جودي بهدف إنجاز المصحف فاستغرق تنفيذه عامين.
الكشف عن المصحف سبب حيرة السلطات العراقية في السنوات الأخيرة، فلم تعرف كيف تتعامل معه، فمن ناحية هو يعبر عن فترة تاريخية مهمة من تاريخ العراق، رغم دمويتها لكن من ناحية أخرى قد يؤدي عرض هذا المصحف في أحد المتاحف العراقية إلى شحذ تمجيد مضاعف لصدام حسين والتفاف أنصاره بشكل أكبر حول ذكراه، السبب الثالث أن بعض رجال الدين يرون أن الطريقة التي كتب بها المصحف محرمة في الإسلام، وممنوعة على أقل تقدير.
في نهاية الأمر قررت بغداد وضع المصحف في قبو أحد المساجد، وتم إغلاقه بقفل ضخم، وتسليم نسخة من مفتاح القبو لثلاث جهات، الأولى مع شيخ المسجد، والثانية مع مسؤول الشرطة في المدينة، والثالثة مع جهة سرية.
وقبل ذلك كان المصحف معروضاً في مسجد أم المعارك ببغداد، وهو أحد أهم مساجد العراق الحديثة والكبيرة شيدت في عهد صدام حسين، وسمي بهذا الاسم لأنه كان الأسم الرسمي لحرب الخليج الثانية في العراق. بدأ تشييد المسجد أواخر عام 1999، وتم الإنجاز في أبريل من العام 2001، بكلفة تقدر بـ7.5 مليون دولار تقريباً.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 تم تغيير اسم المسجد من أم المعارك إلى أم القرى وأصبح مقراً لهيئة علماء المسلمين.
الاطلاع على هذا المصحف حالياً أصبح صعبآً جداً ولا يتم إلا بإذن من السلطات العراقية.
قررت بغداد وضع المصحف المكتوب بدماء صدام حسين في قبو أحد المساجد، وتم إغلاقه بقفل ضخم، وتسليم نسخة من مفتاح القبو لثلاث جهات فقط.
ونقلت مواقع محلية عن الخطاط عباس شاكر جودي، قوله إن صدام حسين استدعاه إلى مستشفى ابن سينا في بغداد حيث كان يزور ابنه عدي بعد نجاته من محاولة اغتيال وطلب منه أن يخط القرآن بدمه، ووصف الخطاط ما حدث قائلاً: "كان الأمر عبارة عن نذر بالنسبة إليه".
وأضاف جودي: "بدأت مباشرة بالعمل لكتابة 114 سورة من القرآن في مهمة استغرقت سنتين، ثم عرض العمل بعد الانتهاء منه في متحف مسجد أم القرى ببغداد".
ويتابع الخطاط العراقي: "لم يكن الأمر سهلاً، الدم كان كثيفاً جداً ولم أتمكن من العمل به، لقد نصحني صديق يعمل في مختبر بخلطه بقطرات من مركب زودني به ويشبه الغلوكوز، وقد نجح ذلك".
يضيف الخطاط: "في كل مرة كان ينتهي مخزوني من دم صدام حسين كنت أطلب المزيد، وكان حراس يقومون آنذاك بجلب قمع عليه ملصق مستشفى ابن سينا"، مشيراً إلى "أنني كنت في بعض الأحيان أنتظر عدة أيام أو حتى أسابيع لأن صدام حسين كان مشغولاً".
ويؤكد الخطاط العراقي أنه كاد أن يفقد نظره تقريباً في هذا العمل، مؤكداً أن السلطات كانت في عجلة، لذلك عمل على المصحف ليلاً ونهاراً حتى انتهى منه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ يومينحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ 3 أياممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ 5 أيامtester.whitebeard@gmail.com