بعد غياب سنوات عن عالم الفن، قررت الفنانة المصرية شريهان العودة مرة أخرى إلى الفن عن طريق المسرح، لا في مصر بل على مسارح السعودية.

ظهور شريهان المرتقب بعد ثلاثين عاماً من الغياب أعلنت عنه هيئة الترفية السعودية عبر مقطع فيديو ترويجي في تويتر وقالت الهيئة إن شريهان ستقدم في السعودية 6 عروض مسرحية مخصصة للعائلات.

وكان عمرو باناجه، الرئيس التنفيذي للهيئة، قد نشر عبر حسابه الشخصي في تويتر تغريدة يعلن فيها خطة الهيئة للتعاون مع فنانين مصريين من ضمنهم شريهان.

وكتب باناجه: "وقع معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ، في مصر عددًا من مذكرات التفاهم في مجال المسرحيات الحية والعروض السينمائية، والحفلات الغنائية، تثبت أن قطاع الترفيه في مملكتنا الحبيبة بيئة جاذبة واستثمار ناجح".

وشملت العروض التي تم الاتفاق عليها، بالإضافة إلى العروض التي ستقوم ببطولتها شريهان، عرضاً آخر من بطولة الممثل يحيى الفخراني وفاروق الفيشاوي، وعرض مسرحية "جريما في المعادي”  بطولة الممثل أشرف عبد الباقي، ومسرحية للممثل محمد سعد، ومسرحية 3 أيام في الساحل لمحمد هنيدي.

غضب في مواقع التواصل

والتقى المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، يوم 8 فبراير، بعدد من الفنانين المصريين لبحث سبل التعاون، وهو ما أثار عاصفة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، فبينما اعتبر البعض أن الأمر إيجابي ويثبت أن الفن هو القوة الناعمة لمصر، اعتبر آخرون أن المملكة ستتحكم في الفن المصري عبر شراء الفنانين المصريين مثلما تتحكم في قضايا سياسية ورياضية في مصر بأموالها.

لكن عودة شريهان سرقت الأضواء من بقية الأسماء. عادت شريهان إلى الأضواء عام 2011، بعد انقطاع تام عن الظهور العلني بمشاركتها في الثورة المصرية، وأعلنت آنذاك أن الثورة فجرت داخلها طاقة كبيرة جعلتها تقرر العودة إلى جمهورها، لكنها لم تعد للأعمال الفنية، واكتفت بنشر صور جديدة لها على فترات متقطعة، وخللل السنوات التي تلت الثورة ظهرت إعلامياً مرات قليلة، أبرزها بداية العام 2017 في مؤتمر صحافي أعلنت فيه استعدادها لمسلسل رمضاني ستنتجه العدل غروب، لكن المسلسل لم يخرج للنور. كما أعلنت تأجيل فكرة العودة للتليفزيون واختارت أن تكون عودتها للفن من خلال المسرح.

أما المسرحيات التي ستعرض في السعودية لم تكتب في الأصل للمملكة، بل بدأ الكاتب والسيناريست مدحت العدل العمل على كتابة هذه المسرحيات العام الماضي، في فبراير 2018، وأعلن لوسائل إعلام مصرية أنه متفرغ لكتابة مسرحيات جديدة لشريهان، وستكون هذه العروض من إنتاج شركة العدل غروب المصرية.

وآخر أعمال شريهان المسرحية هي مسرحية شارع محمد علي، التي عرضتمن 1991 إلى 1995، وكانت من إنتاج فرقة الفنانين المتحدين، وشاركها بطولتها الراحل فريد شوقي.

من كان يتخيل أن شريهان فنانة الاستعراض الأولى في مصر وصاحبة الفوازير الأنجح في تاريخ التلفزيون ستقف يوماً على ركح في السعودية؟

بعد غياب سنوات عن عالم الفن، قررت الفنانة المصرية شريهان العودة مرة أخرى إلى الفن عن طريق المسرح، لا في مصر بل على مسارح السعودية.

لم أعد تلك الفتاة الصغيرة

تُقارب تجربةُ شريهان الجديدة، التجربةَ التي قدمها الممثل المصري أشرف عبد الباقي من خلال مشروعه الفني في مسرح مصر، من خلال تقديم عدة عروض مسرحية بفريق العمل نفسه تقريباً على أن يتم تصوير هذه العروض تليفزيونياً ثم بيعها لإحدى القنوات الفضائية.

وستتنوع المسرحيات التي ستقدمها شريهان بين كوميدية وغنائية واستعراضية وتراجيدية.

وكان آخر أعمال شريهان السينمائية فيلم العشق والدم في العام 2002، شاركها بطولته الممثل المصري فاروق الفيشاوي، لكن منعها المرض من الحضور كما منعها من استلام جائزة أفضل ممثلة من مهرجان الإسكندرية السينمائي في العام 2002.

وقبل سنوات أعلنت النجمة المصرية أن عودتها للفن ستكون مختلفة قائلةً  "لم أعد الفتاة الصغيرة المليئة بالنشاط والقادرة على الرقص والغناء، تغير الأمر الآن"، مؤكدة أنها ستعود بأعمال مناسبة للفترة العمرية التي تمر بها، أعمال أكثر هدوءًا من الأعمال التي قدمتها سابقاً قبل أن تأخذ إجازة من الفن.

وفي السنوات الأخيرة تعاملت شريهان مع جمهورها بذكاء، لم تختف تمامًا، كانت تظهر بصورة جميلة في فترات متفرقة لتشعل وسائل التواصل الاجتماعي أو بنشرها تغريدة تؤكد أنها ليست بعيدة بل تهتم بكل ما يحدث في مصر والدول العربية من أحداث سياسية.

سيكتشف الجمهور العربي شريهان الجديدة من خلال عروضها في السعودية. من كان يتخيل أن شريهان فنانة الاستعراض الأولى في مصر وصاحبة الفوازير الأنجح في تاريخ التلفزيون المصري ستقف يوماً على ركح في السعودية؟