تمنّت "آن ماري سلامة" قبل أن ينتشر مقطع فيديو لها بين الإيرانيين، أن تشارك في أعمال الإيرانية أخرى، وقالت في حوار لها: "يسألني الكثيرون إذا كنت أتمنى تكرار هذه التجربة مرة أخرى أم لا. طبعًا سأعيدها، لأن تجربة السينما الإيرانية أُمنية لدى الكثيرين، لأنها استطاعت تحقيق مكانة جيدة في العالم عبر التصوير والسيناريو والمواضيع القيّمة التي تطرحها. لكن لا أحد يعلم هل إن ماري سلامة وبعد الضجّة التي أثاره فيديو رقصِها وغنائها في برنامج "أهلية بمحلية" على تلفزيون الجديد تبقى على هذه الأمنية أم لا. حضور الممثلة اللبنانية آن ماري سلامة في مسلسل "قرب الخريف" الإيراني كان له جوانب هامشية من بداية إنتاج الفيلم، واستمرّت حتى الآن متزامنة مع عرضِ المسلسل على القناة الثالثة في التلفزيون الإيراني. وقام العديد من مستخدمي الإنترنت في إيران بنبش صور هذه الممثلة اللبنانية، ومقاطع فيديو تتعلّق بها وملفّها الفنيّ وتفاصيل حياتها الشخصية. وقبل أيام انتشر مقطع فيديو لهذه الممثلة يظهرها في برنامج تلفزيوني لبناني للرقص والغناء. وعلى الرغم من أن هكذا برامج شائعة لدى اللبنانيين وطبيعية، إلا أنه ليس أمرًا طبيعيًّا بالنسبة للجماهير الإيرانية التي لم تعد معتادة على مشاهدة ممثلي المسلسلات التلفزيونية الإيرانية في مثل هذه المواقف.
يعتقد البعض بأنه إذا كان مثل هذه الأمر يتعلّق بممثل إيراني لكان المسلسل قد توقّف، ولتمّ منع الممثّل من التمثيل، لكن السلطات لم تفعل شيئًا لأن من قام بهذا هو ممثّل غير إيراني.
أضاف برويني: "في ما يتعلّق بالمقطع المنشور، يجب أن أقول إن الراقصة هي من تحصل على المال مقابل رقصِها، وليست السيدة آن ماري التي مثّلت في قناة المنار وفي أفلام حول فلسطين... وسلوكها كان في إطار الظروف الثّقافية لبلدها."وانتقد عددٌ من الإيرانيين في مواقع التواصل الاجتماعي اختيار هذه الممثلة، وقالوا بأن هناك العديد من الممثلين الإيرانيين الذين يتحدّثون العربية والذين يمكن اختيارهم بدلًا من ماري سلامة "غير المحجبة ذات سوابق فنية غير لائقة". كما يعتقد آخرون بأنه إذا كان مثل هذه الأمر يتعلّق بممثل إيراني لكان المسلسل قد توقّف، ولتمّ منع الممثّل من التمثيل، لكن السلطات لم تفعل شيئًا لأن من قام بهذا هو ممثّل غير إيراني. وأوضح سعيد برويني منتج المسلسل ردًّا على الجدل الدائر حول ماري سلامة: "يسأل البعض لماذا استخدمتم ممثلة لبنانية غير محجبة، غير أن السؤال هو أنه لماذا تسرّع البعض في الحكم؟ فلقد ذهبنا إلى القدرات التمثيلية الداخلية لهذه الشخصية، وقد تم اختيار العديد من الممثلين لأداء دور "سارة" في المسلسل، ولكنهم عندما قرأوا القصة رفضوا التمثيل. ومنذ بداية البحث عن ممثلة عربية تناسب دور "سارة" قمنا باختبار الممثلات الخوزستانيّات، لكننا لم ننجح." وأضاف برويني: "بالنسبة لموضوع السيدة آن ماري سلامة، من الطبيعي أن يكون لكلّ شخص في ثقافته ودينه أسلوب حياته الخاص؛ فكانت نشاطاتها في إطار ديانتها، وهذا ليس شيئًا خارجًا عن العرف. وعند اختيارها للمسلسل كنّا على علم بماضيها. وقُمنا من خلال وسطاء بتحديد ممثّلين من لبنان وسورية والعراق، كما قمنا برحلة اختبار إلى لبنان، وفي نهاية الأمر تمّ اختيار السيدة آن ماري من بين المرشحين." وتابع: "إن اختيار الممثلين الأجانب أمرٌ مثير للجدل في إيران بسبب قضية الحجاب. حاولنا أن نبقي أنفسَنا خارج هذا الجدل، وألا نختار ممثلين ذات مشاكل أخلاقية. والسيدة آن ماري كانت لها حياةٌ أقلّ جدلًا بين الممثلات اللواتي كنّ مرشّحات لهذا الدور. وفي ما يتعلّق بالمقطع المنشور، يجب أن أقول إن الراقصة هي من تحصل على المال مقابل رقصِها، وليست السيدة آن ماري التي مثّلت في قناة المنار وفي أفلام حول فلسطين، وقد ظهرت في برنامج يشبه البرامج الإيرانية، وسلوكها كان في إطار الظروف الثّقافية لبلدها." وتظهر الممثلة اللبنانية مسيحية الديانة، آن ماري سلامة، هذه الأيام مرتدية الحجاب، وتتحدّث اللغة الفارسية بلكنةٍ سعودية على شاشة التلفزيون الإيراني عبر مسلسل "قرب الخريف" (حوالي پاییز) للمخرج حسين نمازي، والمنتج سعيد برويني. المسلسل مؤلّف من 22 حلقة، تدور أحداثه حول حادث مِنى في سبتمبر 2015 الذي توفي فيه عددٌ كبير من الحُجّاج الإيرانيين. ويتناول المسلسل قصة حبّ شابّ إيراني يؤدي دوره الممثّل الإيراني حسن مهري لفتاة سعودية تدعى "سارة"، وتقوم "آن ماري سلامة" بدورها، حيث تتحدى السّلطات السعودية التي تحاول استغلالها لقضايا تتعلّق بالتجسّس ضدّ أتباع السعودية في إيران. وسلامة هي ممثلة ومخرجة ومؤلّفة لبنانية من مواليد فاريا؛ تخرّجت من الجامعة اللبنانية، ومعهد الفنون الجميلة، ثمّ حازت على دبلوم دراسات عليا في الفنّ الدرامي، وشاركت في العديد من المسلسلات الدرامية وأبرزها "جذور" عن دور "هنادي"، ومسلسلات آخرى كـ"آخر خبر" و"الأرملة والشيطان"، و"الغالبون٢"، وغيرها من المسلسلات.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...