نفت إمارة مكة صدور أي توجيهات من أمير المنطقة خالد الفيصل بشأن منع العروض الحيّة والفعاليات الفنية في مطاعمها. مؤكدةً أن القرار الذي أعلنه رئيس هيئة الترفيه السعودية سيُطبق في جميع مدن المملكة بما فيها مكّة مدينة المسلمين المقدسة، ما أشعل غضباً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب السماح بما يعتبره البعض "محرمات" أي الغناء والموسيقى.
وروج رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الفيصل أمر بمنع دخول الآلات الموسيقية أو السماح بالعزف والغناء في مطاعم مكة ما استدعى صدور بيان عن الإمارة ينفي منع ذلك.
مكة ليست الاستثناء
وفي بيان رسمي الأربعاء، أوضحت الإمارة أن "لا صحةَ لما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول استثناء منطقة مكة المكرمة من إقامة العروض الحية في المطاعم".
ولفت البيان إلى أن: "صورة التوجيه المتداول الذي يحمل اسم أمير منطقة سابق، كان توجيهاً قديماً ويخص أحد مطاعم مدينة جدة تم إغلاقه عقب تجاوزات أخلاقية وأن الإجراءات القانونية اتخذت آنذاك حياله" مهيبةً بالجميع تجنب الأخبار المغلوطة.
وكان رئيس هيئة الترفيه السعودية والمستشار في الديوان الملكي تركي آل الشيخ أعلن، مساء الثلاثاء في مؤتمر صحافي في الرياض، أنه سيتم إصدار تراخيص "العروض الحيّة" في المقاهي والمطاعم للعزف الموسيقي والعروض الغنائية والكوميديا الارتجالية وحركات خفة اليد.
وقال آل شيخ: "اعتباراً من اليوم، هيئة الترفيه بابها مفتوح لاستقبال العروض والأولوية دائماً للسعوديين"، مشيراً إلى أن استراتيجية الهيئة تهدف إلى أن تُصبح المملكة من بين "أول أربع وجهات ترفيهية في منطقة آسيا وأول عشرة وجهات ترفيهية على مستوى العالم" على حد قوله.
غضب وتبرؤ
في الأثناء عبّرت فئة من السعوديين عن غضبها من هذه القرارات ووصفتها بأنها “تتناقض" مع ثقافة مجتمعها وتقاليده الدينية، في حين أعربت فئة أخرى عن سعادتها بتلك التطورات ودعمت "آل شيخ" وطالبته بالمضي قدماً في سبيل "التحضر" على حد قولها.
ودشن مغردون وسم #الشعب_يقاطع_مطاعم_الموسيقى اعتراضاً على نشر الموسيقى والعروض الراقصة في مطاعم السعودية ومقاهيها، لا سيما في مدينتي مكة والمدينة اللتين تضمان الأماكن المقدسة.
عديد المغردين السعوديين أعلنوا تبرؤهم من قرارات قادتهم، وبادر بعضهم بالدعاء عليهم.
وحذّر آخرون من مصير هذا "الكفر" مشددين على قناعتهم بأن الموسيقى حرام.
وتعجبت فئة من "تحول" فكر قادة المملكة واعتبار ما كان حراماً صار حلالاً اليوم واصفين ذلك بأنه "فتنة".
وتساءل البعض عن جدوى سياسات الترفيه التي تقتصر على الغناء فقط بعيداً عن تحسين الخدمات وظروف المعيشة.
في المقابل، دعمت قلة من المغردين سياسات الترفيه الجديدة لآل شيخ، معتبرين أنها "تجدد الأمل في سعودية مختلفة".
واستنكر البعض غضب السعوديين من السماح بالغناء في المملكة وهم يذهبون إلى دبي للاستمتاع به.
غضب في مواقع التواصل من عدم استثناء مكة المكرمة من الغناء والعزف في مطاعمها ومقاهيها. كيف كانت ردة فعل السعوديين؟
هل يؤثر الغضب السعودي المعلن عبر مواقع التواصل من الغناء في مكة على قرارات ولي العهد فيصدر قرار استثناء المدينة المقدسة؟
هل يغير غضب السعوديين الحال؟
ما كان الترفيه ليأخذ حيزاً في المملكة لولا قرارات الأمير الجريء ولي العهد محمد بن سلمان الذي لا يخشى ردة فعل السعوديين وهذا ما أثبتته الأيام، فهو من سمح بقيادة المرأة بعد عقود من المنع الناتج عن التحريم أصلاً وهو أيضاً من جلب أشهر الفنانين العالميين لإمتاع الجمهور السعودي في حفلات كانت حتى وقت قريب جداً غير متاحة، هو أيضاً من سمح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم وحلبات السباق وهو من ألغى إلزام المرأة السعودية بالحجاب والعباءة، ما يجعل الكثيرين يستبعدون تأثير الغضب السعودي المعلن حالياً عبر مواقع التواصل من الغناء في مكة في تغيير قرارات ولي العهد أو إصداره قرار استثناء المدينة المقدسة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...