تُوفي أب لبناني أقدم على إشعال النيران في جسده في باحة مدرسة ابنته عقب عجزه عن سداد أقساط مدرستها، الأمر الذي أشعل غضب اللبنانيين ودفع عدداً من الفنانين والسياسيين للتعليق عليه. حسب ما أكدته صحف لبنانية محلية، فقد تُوفي جورج زريق بعدما أضرم النار في نفسه في باحة مدرسة في قرية بكفتين، شمالي لبنان، احتجاجاً على عدم منحه إفادة مدرسية لنقل ابنته من المدرسة الخاصة التي تدرس فيها إلى مدرسة أخرى رسميّة أقل تكلفة. ونُقل الأب، الذي كان يشكو تدهور وضعه المادي وتراكم الأقساط المدرسية المتوجّب عليه دفعها، إلى المستشفى لتلقي العلاج عقب إشعال النيران في جسده، لكنه فارق الحياة على الفور بعدما قضت النار على 80% من جسده.
المدرسة تُدافع عن نفسها
عقب الانتقادات التي وُجهت إليها، ردّت ثانوية سيدة بكفتين الأرثوذكسية، التي وقعت فيها الحادثة، مؤكدةً أنها "تأسف للحادث الأليم"، موضحة أن "إدارتها أطلقت أربعة نداءات خطية متتالية، منذ مطلع العام الدراسي الحالي. طلبت فيها من أولياء الأمور الحضور وتسوية أوضاعهم المالية والإدارية"، بينما نفت توجيهها "أي تهديد بطرد أي تلميذ"."الله يحرق قلب كل حرامي كسب لقمة عيشه بالنهب"... ردود فعل واسعة تستنكر حادث حرق الأب اللبناني لنفسه في مدرسة ابنته احتجاجاً، ما أدى لوفاته، وأصابع اتهامهم توجهت الحكومة و"من يعيشون على نهب خيرات البلد"وأشارت المدرسة إلى أنها دأبت على إعفاء الأب المتوفى، بسبب أوضاعه الاقتصادية، منذ تسجيل ولديه عام 2014/2015، من دفع الأقساط المدرسية باستثناء رسوم النقليات والقرطاسية والنشاطات اللاصفية، تعاطفاً معه". وناشدت المدرسة الجميع تحري الدقة وعدم تحميلها "كافة المسؤوليات".
غضب لبناني واسع
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب اللبنانيون عن حزنهم الجم لتردي الأوضاع الاقتصادية لبلدهم إلى حد حرق مواطن نفسه لعجزه عن إعالة أو تعليم أبنائه. وأشار معلقون إلى أن هذا بات حال الكثيرين في لبنان، موجهين أصابع الاتهام للحكومة و"من يعيشون على نهب خيرات البلد". وانتقد كثر ما قاله الوزير السابق غطاس خوري، في مداخلة تلفزيونيةّ، رداً على مداخلة مواطنة توجهت للسياسيين بالقول: "جوّعتونا فقّرتونا!!". وكان جواب خوري:"اسم الله عليكي مش مبيّن عليكي (لا يبدو عليك الجوع والفقر)". استفز الحادث الكثير من السياسيين والفنانين اللبنانيين أيضاً، فعلّقت الفنانة أليسا على الحادث قائلة: "أسوأ خبر ممكن اسمعه عن بلد أصبح فيه الحرق أهون من وجع كل يوم"، مردفةً بالدعاء "الله يحرق قلب كل حرامي كسب لقمة عيشه بالنهب". وغرّد زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط منتقداً الحكومة بقوله:"بانتظار إتمام الشراكة بين القطاعين العام والخاص... لبناني يحرق نفسه ويُذكرنا بالبوعزيزي". أما رئيس حزب "الكتائب" والنائب في البرلمان سامي جميل فأكد في تغريدة، أرفق بها صورة الأب المنتحر، أنه "شهيد الضرائب والغلاء المعيشي، ويعكس حال الكثير من اللبنانيين المقهورين"، مستطرداً بالقول "أهلنا يقتلون أنفسهم لتعليم أبنائهم". واكتفى الوزير السابق يوسف سعادة بالقول إن "الدولة تأكل أبنائها"، بينما اعتبرت الإعلامية منى أبو حمزة أن لبنان يدور في حلقة مفرغة، فـ"ها هو يستنكر الآن الحادث ووقت الانتخابات يسعى للتصويت لأصحاب المليارات". جدير بالذكر أن لبنان يأتي في المرتبة الثانية على قائمة الدول العربية الأكثر فساداً (28 عالمياً)، بعد اليمن، وفق مؤشر الفساد السنوي للعام 2018.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين