"وزارة شؤون التأهيل الاجتماعي والاقتصادي لشؤون الشباب والمرأة"... هو اسم الحقيبة الجديدة التي تولتها فيوليت خير الله الصفدي في الحكومة اللبنانيّة الجديدة التي أُعلن عنها يوم أمس بعد تسعة أشهر من التكليف الذي شهد الكثير من العراقيل السياسيّة. بين الارتياح والانتقاد والخوف والسخرية… تراوحت ردود الفعل على ولادة الحكومة، التي تضم حقائب وأسماء جديدة وتغيب عنها حقائب وأسماء أخرى، فضلاً عن حضور أربعة نساء في مواقع لافتة منها وزارة الداخليّة. "وزارة تأهيل المرأة" (الاسم الذي يتم تداوله اختصاراً للحقيبة التي تولتها خيرالله الصفدي) حظيت باهتمام خاص من قبل المُتابعين، فكان هناك اعتراضات كثيرة على التسمية نفسها باعتبارها "مُهينة" للنساء على افتراض أنها توحي بحاجتهن لـ"التأهيل". "الاسم يضع النساء في خانة فاقدات الأهليّة"، "التسمية البلهاء"، "اسم مثير للاستغراب وبعض الشفقة"، "من أقرّه هو من يحتاج التأهيل"، "عقولكم المريضة من تحتاج إلى تأهيل"...كانت هذه بعض ردود الفعل على الحقيبة التي تولتها خير الله الصفدي. وفور الإعلان عن الحقائب الوزارية، أكدت الوزيرة على "الحاجة الملحة" إلى الحقيبة التي تولتها وعلى "وقوفها مع كلّ قضيّة محقة أكان في الشارع أو في الحكومة"، بموازاة إشارتها إلى الاعتراضات على الاسم. وقد لفتت إلى أنها ناقشت رئيس الحكومة في الأمر.
لم يقتصر الجدل الذي رافق توزير خيرالله الصفدي على الاسم بين "التأهيل" و "التمكين"، بل طال كيفيّة وصولها إلى المنصب، مُركزاً بشكل أساسي على زواجها من النائب محمد الصفدي ومُستعيداً حقيقة مشاركة النساء في الحياة السياسية
"وزارة تأهيل المرأة" حظيت باهتمام خاص من قبل المُتابعين، فكان هناك اعتراضات كثيرة على التسمية نفسها باعتبارها "مُهينة" للنساء على افتراض أنها توحي بحاجتهن لـ"التأهيل"في العادة، يحتاج تغيير اسم الحقيبة الوزارية إلى مرسوم جديد يبتّ فيه، وقد أكدت الوزيرة أنه "يتم تحضير مرسوم جديد لتغيير الاسم إلى وزارة التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمرأة والشباب". بدورها، علّقت ابنة رئيس الجمهورية كلودين عون، التي تتولى رئاسة "الهيئة الوطنيّة لشؤون المرأة" على المسألة، مؤكدة على طلب تقدّمت به الهيئة لتعديل الاسم. وكانت النائبة بولا يعقوبيان قد وصفت الاسم بـ"الانحدار" و"الانزلاق"، مُطالبة المسؤولين بالتراجع ومعلقة على "اللصوص" الذين يُريدون "تأهيل المرأة"، وعلى كيفيّة ترجمة اسم الحقيبة أمام العالم. ويبدو أن ردود الفعل على اسم الحقيبة لاقت تجاوباً، إذ أعلن المكتب الإعلامي للوزيرة أنها تلقت اتصالاً من الأمانة العامة لمجلس الوزراء أُبلغت فيه أن رئيس الحكومة وافق على طلبها بإلغاء كلمة "تأهيل" ليصبح اسم الوزارة "وزارة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب". ولكن لم يقتصر الجدل الذي رافق توزير خيرالله الصفدي على الاسم بين "التأهيل" و "التمكين"، بل طال كيفيّة وصولها إلى المنصب، مُركزاً بشكل أساسي على زواجها من النائب محمد الصفدي. في أول تغريدة لها كوزيرة، قالت خيرالله الصفدي "أنحني أمام داعمي الأول ومُلهمي الأول محمد الصفدي"، لكن تعليقات صوّبت على فارق العمر بين فيوليت خيرالله (38 عاماً) ومحمد الصفدي (75 عاماً)، وذلك بشكل ساخر اعتبر أن زواج الإعلاميّة السابقة من الوزير السابق كان هدفه المصلحة الماليّة والسياسية. الاعتراض على اسم الوزارة يُشير إلى حالة وعي راكمها النشاط النسوي والحقوقي إزاء المصطلحات التي تعمل على تكريس الموروثات المُجحفة بحق المرأة، والتي تتخذ في الحياة السياسية بُعداً آخر لجهة القوانين الظالمة بحق المرأة من جهة والتمثيل السياسي المنقوص من جهة أخرى. في المقابل، فإن التصويب على الحالة العائليّة لخيرالله الصفدي، وإن كان قد جنح في أحيان إلى الوقوع في فخّ المنطق الذكوري نفسه (التشكيك بفارق العمر، الزواج، الطمع بالثروة…)، فقد وجد لنفسه تبريرات قائمة على السائد في مجال التمثيل السياسي للمرأة. وتظهر هذه النقطة في مراجعة سيرة النساء اللواتي وصلن إلى مناصب سياسية، نيابيّة ووزاريّة، في لبنان. قليلات جداً اللواتي وصلن من خارج الإرث العائلي (ابنة سياسي، شقية سياسي، زوجة سياسي، حفيدة سياسي). وبحسب السيرة الذاتيّة التي نشرتها الوكالة الوطنيّة للإعلام، فإن خيرالله الصفدي متخصصة في إدارة الأعمال الدولية من جامعة سيدة اللويزة. تتابع حالياً دراسات عليا في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة سيدة اللويزة، وهي تشغل منذ عام 2010 منصب المدير التنفيذي لـ"مجموعة الصفدي القابضة". بموازاة ذلك، ترأس عدداً من الجمعيات الثقافية (المُموّلة بشكل أساسي من زوجها)، وكان عملت كمستشارة إعلامية في وزارتي الاقتصاد والمالية من عام 2010 حتى عام 2014 (ضمن فترة تولي زوجها وزارة الماليّة). وهي كذلك عضو في "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة"، وعضو في المجلس الإداري النسائي لبرنامج المرأة والسياسة العامة في كلية كينيدي في جامعة "هارفرد". وانطلقت خيرالله الصفدي في مسيرتها الإعلاميّة، عام 2000، من "المؤسسة اللبنانية للإرسال" حيث عملت كمذيعة برامج ثم كمذيعة لنشرة الأخبار المسائية وكذلك مقدمة برامج على محطة "الأم تي في" حتى عام 2011. لاحقاً، أعلن المكتب الإعلامي للوزيرة أنها تلقت اتصالاً من الأمانة العامة لمجلس الوزراء أُبلغت فيه أن رئيس الحكومة وافق على طلبها بإلغاء كلمة "تأهيل" ليصبح إسم الوزارة "وزارة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 15 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...