لم يعد السرطان ذاك القاتل الفتاك حتماً كما كان قبل عدة سنوات، بفضل الإرادة القوية لمرضاه أولاً والتقدم الهائل في الأبحاث التي تركز على إيجاد علاج ناجع لأنواعه المختلفة ثانياً.
وقد يكون أحدث علاج للسرطان ما أعلنه مجموعة من العلماء في اسكتلندا، والمتمثل في بيض دجاج معدل وراثياً.
ويوافق اليوم، 4 فبراير/شباط، "اليوم العالمي للسرطان"، الذي أطلقه الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC)، ويحتفل به العالم بأسره بهدف حشد جهود المجتمع الدولي للتوعية بخطورة المرض وسبل الوقاية منه والوقوف إلى جانب مرضاه.
مزايا العلاج المبتكر
استطاع باحثون اسكتلنديون تعديل دجاج وراثياً، ليصبح قادراً على وضع بيض يحتوي على أدوية تمثل علاجاً لأمراض مثل التهاب المفاصل وبعض أنواع السرطانات القاتلة، بعيداً عن العلاج الكيماوي بآثاره الجانبية العديدة.
ويمتاز العلاج الجديد بأنه "أرخص للغاية” بحسب الفريق الذي ابتكره من حيث تكلفةُ إنتاجه في حال الحصول عليه من الدجاج المعدل وراثياً مقارنةً بتصنيع الدواء نفسه بشكل مباشر في المخابر.
وتوضح ليزا هيرون، من معهد روزلين للتكنولوجيا في جامعة أدنبرة باسكتلندا وأحد أعضاء الفريق الذي اكتشف العلاج، أن "الدجاج لا يعاني بل يعيش في مستوى أفضل مقارنة بحياة المزرعة".
ولاحظت أن "الدجاج يعيش في حظائر كبيرة ويتم الاعتناء به يومياً من قبل فنيين مدربين جيداً فيعيش حياة مريحة تماماً”، مشيرةً إلى أن "الدجاج يقوم بوظيفته الطبيعية في إنتاج البيض بشكل لا يضر بصحتها".
وسبق أن أثبت علماء أن الماعز والأرانب والدجاج المعدل وراثياً، يمكن استخدامها في إنتاج علاجات بروتينية عبر إنتاجها من اللبن أو البيض، غير أن فريق الباحثين الاسكتلنديين يرى أن منهجه الجديد "أكثر كفاءة، ويساعد على إنتاج كميات أكبر من العلاج وأوفر اقتصادياً مقارنة بالمحاولات السابقة".
وتؤكد هيرون أن "إنتاج الأدوية من خلال الدجاج قد يكلف في أي مكان من 1 إلى 10 % من تكلفة إنتاج نفس العلاج بالمصانع” مردفةً: "نأمل في الحصول على الأدوية بتكلفة تبلغ 1/10 على الأكثر مقارنة بالتكلفة الكلية للدواء المصنع في المخابر".
ويعد السبب الرئيسي في انخفاض تكلفة الدواء من الدجاج، إلى أن حظائر الدجاج أرخص كثيراً في تهيئتها وتشغيلها من توفير الغرف النظيفة والمعقمة اللازمة لإنتاج الأدوية في المصانع.
ولأن أمراضاً عدة تصيب الجسم البشري حين يفقد قدرته على إنتاج حاجته من البروتين، استطاعت هيرون وفريقها إدخال جين بشري مسؤول عن إنتاج البروتين الطبيعي في جزء من الحامض النووي للدجاج، مسؤول عن إنتاج بياض البيض.
وبعد كسر البيض وفصل البياض عن الصفار، تأكد الفريق البحثي أنه يحتوي على كميات كبيرة نسبياً من البروتين.
وركز الفريق على اثنين من البروتينات، الأساسيين في دعم نظام المناعة: أولهما IFNalpha2K، وله تأثيرات قوية مضادة للفيروسات وبعض أنواع السرطانات، والآخر macrophage-CSF، تم تطويره كعلاج يحفز الأنسجة المتضررة لإصلاح نفسها.
وتعتبر ثلاث بيضات "كافية" لإنتاج جرعة واحدة من العلاج المبتكر، وفي المقابل، تضع الدجاجة الواحدة نحو 300 بيضة سنوياً، أي ما يعادل 100 جرعة علاجية.
ويرى العلماء أنه يمكن إنتاج أدوية بكميات تجارية عبر إنتاج عدد كافٍ من الدجاج المعدل وراثياً.
وبينما قد يستغرق تطوير أدوية البشر باستخدام هذا الدجاج المعدّل ما بين 10 إلى 20 عاماً، يأمل الباحثون باستخدام هذا الدجاج أيضاً في تطوير أدوية للحيوانات مثل بدائل المضادات الحيوية وخفض مخاطر تطوير السلالات وغيرها.
وحالياً، تزعم هيرون أنه "بالإمكان الاستفادة من الخصائص العلاجية لبروتينmacrophage-CSF في تجديد الكبد أو الكلى، في حيوان يعاني تلفاً في أنسجتهما".
وتشير هيلين سانغ، من معهد روزلين بجامعة أدنبرة، إلى أن "العلاج الجديد للسرطان لم ينتج بعد، لكن الدراسة تثبت أن الدجاج قابل للنمو تجارياً، وإنتاج البروتينات المناسبة لدراسات اكتشاف الأدوية، والتطبيقات الأخرى في التكنولوجيا الحيوية".
وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن السرطان هو ثاني سبب رئيسي للوفيات حول العالم، إذ حصد في عام 2015 وحده أرواح 8.8 ملايين شخص، ويتسبب سنوياً في وفاة 8 ملايين شخص تقريباً.
في اليوم العالمي للسرطان: هل يكون أحدث علاج هو بيض دجاج معدل وراثياً؟
لمحة عامة عن السرطان
وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن السرطان هو ثاني سبب رئيسي للوفيات حول العالم، إذ حصد في عام 2015 وحده أرواح 8.8 ملايين شخص، ويتسبب سنوياً في وفاة 8 ملايين شخص تقريباً.
والوفاة بالسرطان تمثل وفاة واحدة من كل 6 وفيات على مستوى العالم. وهناك توقعات بارتفاع أعداد وفياته إلى 13.2 مليون في السنة بحلول عام 2030.
وتتركز وفيات المرض بشكل رئيسي في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (70% تقريباً)، كما تحدث ثلث وفيات السرطان تقريباً بسبب عوامل الخطر السلوكية والغذائية المتمثلة في ارتفاع منسوب كتلة الجسم وعدم تناول الفواكه والخضر بشكل كافٍ وقلّة النشاط البدني وتعاطي التبغ والكحول.
ويعتبر التبغ أبرز عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان، إذ يتسبب وحده في 22% من وفيات السرطان تقريباً، في حين تؤدي الالتهابات المسبّبة للسرطان، مثل التهاب الكبد وفيروس الورم الحليمي البشري، إلى 25% من حالات السرطان في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل.
وعادةً ما تظهر أعراض السرطان في مراحل متأخرة في البلدان الفقيرة لعدم إتاحة خدمات تشخيصه وعلاجه ما يعد سبباً رئيساً في كثرة وفياته بها، وحتى عام2017، لم تقر سوى نسبة 26% من البلدان منخفضة الدخل بأن خدمات علوم الأمراض متاحة لديها في القطاع العام، مقابل 90% من البلدان مرتفعة الدخل.
وكلفة علاج السرطان طائلة على الأفراد والبلدان أيضاً، وآخذة في الارتفاع، وتشير التقديرات إلى أن إجمالي تكاليف علاجه والوقاية منه في عام 2010 بلغ قرابة 1.16 تريليون دولار أمريكي، لذا يعد توفير علاج "رخيص نسبياً” بارقة أمل في فرص نجاة الملايين من مرضى السرطان.
ويؤكد العلماء أن الوقاية من السرطان ناجعة جداً بتفادي عوامل الخطر مثل تعاطي التبغ والسمنة وقلة النشاط البدني ناصحين باتباع نظام غذائي وتجنب التعرض لانبعاثات الدخان والهواء الملوث.
كما يشدد العلماء على أن الاكتشاف المبكر للمرض يؤدي إلى ارتفاع نسب الشفاء التام من المرض، كما يلفتون إلى أهمية الدعم المعنوي والحالة النفسية الإيجابية (المحاربة) للمرضى في مواجهته والانتصار عليه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا